الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

اهتمام ولا تنظر له حتى فرفع يده ومد أنامله لشعرها ليمسح عليه بحنو لكن فور ملامسته لها دفعت يده بعيدا عنها وصړخت به منفعلة
_بعد يدك عني.. متلمسنيش واصل
اتسعت عينه بدهشة من ردة فعلها الشرسة وتحذيرها الصريح له بعدم لمسها ليقول بعد برهة من الصمت
_صحيح أنا اتعصبت عليكي بس أنتي كمان غلطانة أنتي عارفة زين أني بتعفرت لما مبترديش على تلفونك
ابتسمت بتهكم وقالت في حدة
_وأنت عاد چاي تقعد چاري عشان تقولي أني أنا كمان غلطانة!!
لوى فمه بحنق من أسلوبها الفظ وقال بجدية ولطف
_لا يا آسيا چاي عشان اراضيكي واصالحك
استقامت واقفة وقالت بنظرة جافة ومتحدية
_إيوة لما تبقى تثق فيا وفي مرتك أم ولدك اللي كلها كام اسبوع وچاي..
لفظت عبارتها الأخير وهي تنعته ب معلم في استهجان وغيظ متعمدة إثارة جنونه وبالفعل هب واقفا وهتف بسخط
_إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده هو أنا لو مبثقكش فيكي هخليكي على ذمتي لحظة واحدة بلاش تخرفي بالكلام يا آسيا كل ما في الموضوع أني اتعصبت لما مردتيش عليا وفكرت أنك فعلا ممكن تكوني بتعملي حاچة من دون عملي أو روحتي مكان وكذبتي عليا
وقفت أمامه بكل شموخ وتطلعت في عينه بحدة لتهمس
_وتفكيرك ده معناه إيه مش عدم ثقة فيا برضوا!! 
عمران بنظرة مرعبة
_واللي خلاني افكر إكده أنك سبق وعملتيها كتير فمستبعدتهاش منك
آسيا بابتسامة قوية وتعبيرات قاسېة
_تمام يامعلم وقت ما تقرر تثق فيا كيف ما بثق فيك يبقى لينا كلام تاني
استدارت وتحركت خطوتين باتجاه الحمام لكنه قبض على ذراعها وجذبها إليها هاتفا بغيظ واستياء شديد
_آسيا متكبريش الموضوع أنا چيتلك أهو وبقولك حقك عليا وعاوز اصالحك واراضيكي بلاش عاد العناد ونشفان الراس ده 
نقلت نظرها بين يده القابضة على ذراعها وبين وجهه ونظراته الصادقة لكن لم تؤثر بها وقالت بجفاء وڠضب
_الموصوع لازم يكبر طالما دخل في عدم الثقة والشك وأنت بدأت تصدق عني أي حاچة وتسمع لأمك اللي أنت عارف زين أنها عاوزة تخرب علينا ومبتحبنيش
أنهت عباراتها ودفعت يده بعيدا عنها بقوة لتكمل طريقها باتجاه الحمام وتتركه يقف ساكنا دون حركة يفكر في كلامها بحنق لكن تبدلت تعبيرات وجهه عندما سقطت عينه على الأكياس التي جاءت بها من الخارج فقاده فضوله إليها وجلس على الفراش وبدأ يفتش ويخرج ما بها ليجد ملابس صغيرة لطفلة الذي لم يولد بعد فأخذ يقلب بينهم ويتمعن النظر فيهم كلهم بعينان لامعة بوميض أبوي جديد وابتسامة مشرقة ومتلهفة.
بمكان آخر كانت خلود تقف بالمحل التجاري الذي بجوار البناية التي تسكن بها في شقة مروان وكانت تقوم بشراء نوع طعام تحتاج إليه وبعدما انتهت من حساب صاحب المحل واستدارت لتغادر توقفت عندما رأت مروان يقف بسيارته أمام البناية وتجلس بجواره فتاة شابة في مقتبل العمر بملامح جميلة وملابس متحررة قليلا وتتبادل معه أطراف الحديث بضحك ومرح ضيقت عيناها بحيرة وفضول لكن سرعان ما عبس وجهها عندما استنتجت أنها ربما تكون حبيبته أو خطيبته فهي حتى الآن لا تعرف عنه أي تفاصيل شخصية ولا تستبعد فكرة ارتباطه.
ظلت تراقبهم بنظراتها الحزينة والبائسة ولم نتبته أنهم خرجوا من السيارة وأن مروان وقع نظره عليها ولمحها وهي تقف أمام المحل تتابعهم فراح يشير لها بيده لكنه لا تنتبه له وكأنها بعالم آخر فإسار للفتاة التي معه أن تنتظره قليلا وتحرك هو بخطواته الواسعة تجاه خلود التي انتبهت له أخيرا عندما رأته يقترب منها واطرقت رأسها أيضا خجلا عندما أدركت أنه بالتأكيد

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات