رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندي محمود
له بأسف وغرام حقيقي
_أنا آسفة بجد
بعدما كانت علامات الاستفهام تعلو ملامحه تحولت لأخرى منزعجة واحتدمت نظراته وأدرك أن كل هذا كان حيلة سخيفة منها فقط لتثير خوفه وقلقه عليها أو ربما حتى لتجعله يسامحها وتنهى خلافهم.
داخل وكالة عائلة الصاوي كان يجلس بشار بعد عودته من المستشفى رغم أنه لم يكن في حال يسمح له لمباشرة أعماله أبدا لكنه أمل أن يخرجه العمل قليلا من حالته النفسية ويلهيه عن تفكيره وحزنه على مريم.
_بشار!!
رفع رأسه ونظره عن الهاتف ليسقط على رحاب التي تقف أمامه وتحدقه بعينان متعجبة وتسأله باهتمام
_أنت كويس
هز رأسه لها بالإيجاب دون رد في تعبيرات وجه عابسة ومهمومةفلوت فمها هي بحنق حاولت إخفائه وجلست على اقرب مقعده بجواره لتسأله بفضول
لاحظ في نبرتها وهي تنعتها بخطيبته بأسلوب استهجان لكنه لم يكترث وأجابها في خفوت
_لسا مفاقتش ومحدش عارفة امتى هتفوق
هزت رأسها بتفهم دون أن يظهر في محياها أي تعبيرات تأثر وحزن أو حتى إشفاق على وضع تلك المسكينة بل بالعكس كانت الغير تأكلها أكل عندما رأته مهموم وحزين لهذه الدرجة عليها فقالت بكل صراحة
رقمها بشار بنظرة مخيفة وهتف پغضب حقيقي
_امال مزعلش يعني يارحاب ده لو الواحد مربي حيوان عنده وچراله حاچة هيزعل عليه أنا مقولتلكيش إني بكرهها وطبيعي ازعل عليها خصوصا أن اللي چرالها ده ليا سبب فيه
أستاءت بشدة وهتفت متهكمة
_ليك سبب في إيه هو كنت أنت اللي خبطتها بالعربية مثلا.. ده نصيبها وربنا كاتبلها إكده
_بس أنا اللي طلبت منها نتقابل عشان اقولها نفسخ الخطوبة
رحاب بجفاء وانزعاج
_يبقى اللي چرالها أنت ملكش صالح بيه ده قدر ومكتوب وأن شاء الله تقوم منها بالسلامة وبعد إكده تنهي كل حاچة ولا أنت غيرت رأيك!!
طالعها بشار بذهول وعدم استيعاب لما تتفوه به أليست مدركة للوضع والمكان الذي تتحدث به عن ذلك الأمر!!.. أردف بشار بحدة
تلألأت العبرات في عينيها ومالت بوجهها بعيدا عنه لتخفيف دموعها وهي تجيبه بعدما استقامت واقفة
_حقك عليا يابشار متأخذنيش زودت عليك همك وضايفت على العموم أنا ماشية
_متزعليش مقصدش والله أنا اعصابي تعبانة بس من ساعة اللي حصل ومټخافيش أنا لساتني عند كلامي ليكي ومش هسيبك تضيعي من يدي تاني
كانت ترمقه بعينيها الدامعة والمقهورة واكتفت فقط بسماع تلك الكلمات منه دون الرد وجذبت ذراعها من قبضته لتستدير وتتركه وتنصرف فيراقبها بنظراته حتى غادرت الوكالة بأكملها ويمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يتأفف بنفاذ صبر وحنق.
داخل منزل ابراهيم الصاوي....
بعد مرور وقت طويل نسبيا من شجارهم العڼيف هدأت روح عمران الثائرة وقرر مصالحتها وإرضائها فلم تهون عليه لكن عندما فتح باب غرفته ودخل وجدها تجلس على الأريكة المقابلة للفراش وتحدق في الفراغ بنظرات ڼارية ممتزجة بالقهر والضيق فتنهد الصعداء وتقدم نحوها بخطوات متريثة حتى جلس بجوارها لكنها لا تعيره