الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

له بأسف وغرام حقيقي
_أنا آسفة بجد
بعدما كانت علامات الاستفهام تعلو ملامحه تحولت لأخرى منزعجة واحتدمت نظراته وأدرك أن كل هذا كان حيلة سخيفة منها فقط لتثير خوفه وقلقه عليها أو ربما حتى لتجعله يسامحها وتنهى خلافهم.
داخل وكالة عائلة الصاوي كان يجلس بشار بعد عودته من المستشفى رغم أنه لم يكن في حال يسمح له لمباشرة أعماله أبدا لكنه أمل أن يخرجه العمل قليلا من حالته النفسية ويلهيه عن تفكيره وحزنه على مريم.
بينما كان جالسا على مقعده أمام المكتب وشارد الذهن يفكر بها وبيده الهاتف ينوي الاتصال بأحد معارفه من المستشفى ليطمئن على حالتها الصحية سمع صوت أنثوي يحفظه عن ظهر قلب يهتف لها برقة
_بشار!! 
رفع رأسه ونظره عن الهاتف ليسقط على رحاب التي تقف أمامه وتحدقه بعينان متعجبة وتسأله باهتمام
_أنت كويس 
هز رأسه لها بالإيجاب دون رد في تعبيرات وجه عابسة ومهمومةفلوت فمها هي بحنق حاولت إخفائه وجلست على اقرب مقعده بجواره لتسأله بفضول
_مريم عاملة إيه.. خطيبتك يعني
لاحظ في نبرتها وهي تنعتها بخطيبته بأسلوب استهجان لكنه لم يكترث وأجابها في خفوت
_لسا مفاقتش ومحدش عارفة امتى هتفوق 
هزت رأسها بتفهم دون أن يظهر في محياها أي تعبيرات تأثر وحزن أو حتى إشفاق على وضع تلك المسكينة بل بالعكس كانت الغير تأكلها أكل عندما رأته مهموم وحزين لهذه الدرجة عليها فقالت بكل صراحة
_أنت زعلان قوي إكده عليها ليه! 
رقمها بشار بنظرة مخيفة وهتف پغضب حقيقي
_امال مزعلش يعني يارحاب ده لو الواحد مربي حيوان عنده وچراله حاچة هيزعل عليه أنا مقولتلكيش إني بكرهها وطبيعي ازعل عليها خصوصا أن اللي چرالها ده ليا سبب فيه
أستاءت بشدة وهتفت متهكمة
_ليك سبب في إيه هو كنت أنت اللي خبطتها بالعربية مثلا.. ده نصيبها وربنا كاتبلها إكده
بشار بصوت رجولي أجش ونادم
_بس أنا اللي طلبت منها نتقابل عشان اقولها نفسخ الخطوبة
رحاب بجفاء وانزعاج
_يبقى اللي چرالها أنت ملكش صالح بيه ده قدر ومكتوب وأن شاء الله تقوم منها بالسلامة وبعد إكده تنهي كل حاچة ولا أنت غيرت رأيك!! 
طالعها بشار بذهول وعدم استيعاب لما تتفوه به أليست مدركة للوضع والمكان الذي تتحدث به عن ذلك الأمر!!.. أردف بشار بحدة
_رحاب أنا في إيه ولا إيه دلوك المسكينة دي في العناية المركزة والله اعلم هتفوق من غيبوبتها امتى وانتي تقوليلي تفسخ الخطوبة وتنهي الموضوع تفوق الأول وترچع لبيتها وأهلها سالمة وبعد إكده نتكلم في كل حاچة
تلألأت العبرات في عينيها ومالت بوجهها بعيدا عنه لتخفيف دموعها وهي تجيبه بعدما استقامت واقفة
_حقك عليا يابشار متأخذنيش زودت عليك همك وضايفت على العموم أنا ماشية 
تحركت بخطواتها مندفعة للخارج فلحق هو بها واوقفها عنوة بعدما جذبها من ذراعها وقال بعينان دافئة
_متزعليش مقصدش والله أنا اعصابي تعبانة بس من ساعة اللي حصل ومټخافيش أنا لساتني عند كلامي ليكي ومش هسيبك تضيعي من يدي تاني
كانت ترمقه بعينيها الدامعة والمقهورة واكتفت فقط بسماع تلك الكلمات منه دون الرد وجذبت ذراعها من قبضته لتستدير وتتركه وتنصرف فيراقبها بنظراته حتى غادرت الوكالة بأكملها ويمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يتأفف بنفاذ صبر وحنق.
داخل منزل ابراهيم الصاوي....
بعد مرور وقت طويل نسبيا من شجارهم العڼيف هدأت روح عمران الثائرة وقرر مصالحتها وإرضائها فلم تهون عليه لكن عندما فتح باب غرفته ودخل وجدها تجلس على الأريكة المقابلة للفراش وتحدق في الفراغ بنظرات ڼارية ممتزجة بالقهر والضيق فتنهد الصعداء وتقدم نحوها بخطوات متريثة حتى جلس بجوارها لكنها لا تعيره

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات