الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

حدوده وابتسامة ثغرها متسعة تملأ وجهها كله توقفت عندما رأت آسيا تتجه بخطواتها السريعة نحو غرفته من فرط حماسها وفرحتها لم تتمكن من كبح لسانها فصاحت منادية عليها 
_آسيا استني 
توقفت آسيا والتفتت لها ترمقها بتعجب فوجدت فريال تسرع نحوها وتجذبها من ذراعها ليدخلوا معا غرفتها وأغلقت الباب ثم راحت تهتف في فرحة شديدة
_هننقل لشقتنا يا آسيا! 
ضيقت عيناها بعدم فهم وقالت
_شقة إيه دي.. وليه إيه اللي حصل  
قالت فريال بحماس لسرد الأحداث الأخيرة لها
_حصل كتير قوي بعد ما أنتي طلعتي مع عمران وروحتوا للدكتور وجلال رجع بعدين زي البركان وقالي هنمشي الليلة بعد خطوبة بلال ومصمم نروح بيتنا وقالي متقوليش لحد بس أنا مقدرتش امسك لساني ومقولكيش
لو كانت في وضع مختلف ربما كانت ستفرح كثيرا لها هي وأخيها وستتحمس لمعرفة التفاصيل لكنها الآن اكتفت ببستمها الباهتة لها وهي تهمس مهنئة إياها بود
_مبرووك يافريال ومټخافيش مش هقول لحد حاچة
ثم سكتت للحظة وقالت بمرارة وحزن
_أنتي هتمشي وشكلي أنا اللي هقعد بدالك إهنه!
اختفت بسمة فريال وظهر العبوس والقلق على محياها وهب تسألها بجدية
_إيه اللي حصل يا آسيا! 
ابتعدت عنها بخطواتها وراحت تجلس فوق الفراش وتهمس بصوت يغلبه البكاء
_قالي خليكي قاعدة في بيت أبوكي براحتك يا فريال
غضنت حاجبيها باستغراب واقتربت منها لتجلس بجوارها متمتمة
_طب وانتي إيه اللي مضايقك مش هو ده اللي كنتي عاوزاه 
هزت رأسها بالنفي وسألت دموعها بغزارة على وجهها وسط صوتها المرتجف وهي تجيبها
_لا مكنتش عاوزة اسمعها منه إكده هو قالها وكأنه معدش عاوزاني أو بيقولي لو عاوزاني اطلقك كمان موافق! 
شهقت فريال پصدمة وصاحت بها مرتعدة
_طلاق إيه ده.. انتي قولتيله إيه يا آسيا
سكتت واڼهارت باكية بقوة وجسدها كله يرتجف من فرط اڼهيارها العصبي فحاولت فريال تهدأتها وهي تحثها على التحدث لكي تفهم ما الذي حدث فقالت آسيا بصوت مبحوح
_قولتله إيه اللي هيرچعني بيت مليش ضهر فيه ياخدلي حقي انا وولدي ويحمينا وهو قالي أنا مش هچبرك تقعدي مع راجل شيفاه مش ضهر وسند ليكي خليكي في بيت أبوكي 
لوت فريال فمها بضيق ورمقت آسيا بعتاب تهتف في جدية
_هو ده كلام يتقال يا آسيا ليه حق يزعل ويقولك إكده
قالت پقهر وشجن
_وأنا كمان مش غلطانة يا فريال هو مخدليش حقي أنا وولده ايه ضمني لما ارچع أمك متحاولش ټموت ولدي تاني طالما هو مخدش منها موقف حتى ولا عرفها غلطها
رتبت فريال على ظهرها وضمتها لصدرها بحنو هامسة في ثقة وصوت دافيء
_خااص بزيادة بكا متزعليش نفسك هو عمران اضايق من كلامك بس عشان إكده قالك الكلام ده لكن صدقيني هو مش هيقدر على بعدك ده روحه فيكي وبعد اليومين هو بنفسه هيرچع يقولك يلا عشان ترچعي بيتك وإذا كان على أمي مټخافيش أنا هتكلم معاها زين النهاردة
هزت آسيا رأسها بالنفي وسط بكائها الهيستيري
_مش هيقولي يا فريال خلاص هو معدش عاوزاني 
تنهدت فريال الصعداء بحزن وإشفاق وقالت لها بحكمة وحنو
_لا هيقولك ثقي فيا ده أخويا وأنا عارفاه ودلوك متزعليش روحك خلاص وچهزي نفسك يلا عشان تروحي معايا بليل خطوبة بلال
ابتعدت آسيا عنها وهزت رأسها بالرفض متمتمة
_لا مش عاوزة اروح مكان 
فريال بنظرة جانبية لطيفة وسط ابتسامتها
_عارفة بلال امبارح هو بنفسه قالي چيبي آسيا معاكي الخطوبة يعني لو مرحتيش هيزعل قوي تعالي معايا وأهو تفرغي عن نفسك شوية
سكتت آسيا ورفعت أناملها تجفف دموعها وقد بدت وكأنها اقتنعت بكلام فريال ورغبتها في اصطحابها معها.

بتمام الساعة التاسعة مساءا داخل قاعة صغيرة خاصة بحفلات الأفراح

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات