رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندي محمود
حيث أجابها
_اعتبريني مهتم يافريال وبسألك أهو.. مالك
أعرضت بوجهها عنه للجهة الأخرى وقالت بصوت مبحوح
_شوفتني قبل ما تدخل الحمام ومهنش عليك تسألني ليه مضايقة
رفع حاجبه متعجبا وهدر في بسمة خاڤتة
_وانتي كنتي مستنياني أسألك يعني!
عادت بوجهها له مجددا وصاحت باكية في يأس
_أيوة مستنياك تهتم لأمري لكن أنت كسرت بخاطري زي ما بتكسر بخاطري دايما
_أنا بكسر بخاطرك يافريال.. ده انتي كل طلباتك مچابة
وضعت يدها على بطنها المرتفعة وحدقته بعيناها الدافئة والممتلئة بالدموع
_وبتكسر بخاطر بتك كمان.. مش بتهتم بيا ولا بيفرق معاك زعلي أنا وهي مع أنك مكنتش إكده في حملي في معاذ وعمار وكنت بتشيليني في عينيك دلوك بتزعلني ومش بيفرق معاك تصالحني
_طب ما أنا دائما اللي بصالحك أصلا حتى لو أنتي اللي غلطانة
رفعت كتفها وتمنعت عن النظر إليه بدلال وهي تقول بغرور
_أيوة وايه يعني لما تصالحني لما اغلط وتقولي اغلطي ياحبيبتي براحتك
سكت وهو يمسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر ثم هدر مبتسما بقلة حيلة
ابتسمت برقة بعد عبارته الأخيرة وقالت بدلع
_عاوزاك تصالحني وتاخدني في حضنك
راقب دلعها الانثوى المثير وهو يبتسم بغرام وعينان لامعة بوميض رجولي ساحر كله رغبة وشوق ثم خرج صوته الماكر
_بس إكده من عيوني عاوزاني اخدك في حضڼي بس!
لكزته في كتفه برقة وهي تضحك بخجل بعدما وصلها تلميحه الوقح فبادلها الضحك وراح يجذبها لصدره ضاما إياها كما طلبت تجول على شعرها ورأسها وباطن كفها وسط همسه
وانتهى بعباراته الأخيرة وهو يهمس لها بالقرب من أذنها
_هااا حلو إكده ولا اكمل لسا
ابتعدت عنه وتطلعت في وجهه بعشق وهي تضحك بخجل جميل وتقول
_لا خلاص كفاية
وجدته يرفع أنامله ويمررها على وجنتها وشعرها بطريقة قشعرت جسدها فقالت له بعبوس لطيف
_چلال هو أنا صح بحب النكد!
_لا ياحبيبتي أنتي بتتغذى عليه بس
اشتعلت نظراتها وراحت تكلمه في صدره مغتاظة بكل قوتها فأطلق هو تاوها بسيطا پألم ورمقها بنظرة متوعدة جعلتها بلحظة تبتعد عنها وتهب واقفة تهم بالفرار لكنه امسكها وجذبها إليه مجددا وهو يهتف بغل
حاولت التملص من قبضته وهي تضحك بقوة وتتوسله أن يتركها لكنه كان لا حياة لمن تنادي وصوت ضحكها الممتزج بصراختها الخفيفة كان يمتعه بشدة ويجعله يضحك معها ويزيد من أفعاله.
كان كل من عبد العزيز وإخلاص وعفاف يجلسون بالصالون ويتحدثون حول خطبة بلال التي ستتم غدا فقطع حديثهم رنين الباب.. هب عبد العزيز واقفا واتجه هو ليفتح فوجد أمامه زوجة أخيه الثالثة وابنتها الصغيرة تقوست تعابير وجهه ورسم ابتسامة متكلفة على ثغره مرحبا بها ليس عدم حبا لها ولكن خوفا من الشجار الذي سينشب بين الثلاثة الآن فراح يهمس بينه وبين نفسه متمتما
_والله ما عارفة ادعيلك بالرحمة ياخوي ولا اقول ربنا يسامحك
وثبت إخلاص واقفة وهي عبارة عن جمرة نيران مشټعلة وصاحت بداليا
_أنتي بتعملي إيه إهنه!
تجاهلت داليا صياح إخلاص وتصرفت ببرود مستفز وهي تبتسم بعدما دخلت وقالت
_كنا معديين بالصدفة قريب من البيت وريم أصرت تيجي تشوف عمران وآسيا وبلال
رمقتها عفاف بغل وهتفت
_وهو عمران مش بيروحلكم هناك ولا هو
لازم تورينا جمال طلتك
حاولت داليا البقاء هادئة لأجل ابنتها وقالت لصغيرتها مبتسمة في حنو
_اطلعي يارورو ياحبيبتي لعمران فوق وطنط آسيا
اماءت الصغيرة لأمها بالموافقة واندفعت راكضة نحو الدرج تقصد غرفة أخيها الأكبر بالاعلى أما داليا فقد أشهرت عن أنيابها وهتفت پغضب لكل من عفاف وإخلاص
_ده بيت جوزي وبيت بنتي وآجي وقت ما احب ومفيش واحدة فيكم تقدر تمنعني فاهمين ولا لا وحذاري واحدة منكم تتكلم معايا بالأسلوب ده تاني قدام بنتي انا سكت المرة دي بس عشانها
ضحكت إخلاص بسخرية وهي تتبادل النظرات الشيطانية والحاقدة مع عفاف ثم ردت عليها وهي تتقدم نحوها
_هتعملي إيه يعني
بتلك اللحظة وصل بلال الذي وقف للحظة مندهشا من ذلك المشهد الذي أمامه فوجد عمه يقترب منه ويهمس في أذنه بجدية
_چيت في وقتك ياولدي الحقهم عاد قبل ما ياكلوها
ابتسم بلال لا إراديا على عبارة عمه وهز رأسه له بالموافقة ثم اندفع نحوهم يفصل بينهم بصوته المرح وهو يرحب بزوجة أبيه
_اهلا وسهلا كيفك يا داليا
بدالته الابتسامة وهي ترد بعذوبة
_الحمدلله كويسة يابلال
تلفت حوله مبتسما باحثا عن الصغيرة وهو يسألها
_امال ريم وين
_طلعت فوق لعمران وآسيا
هز رأسه بالتفهم ثم أشار لها مبتسما على المقعد يطلب منها الجلوس والټفت برأسه نحو أمه يهتف في نظرة حازمة
_اقعدي ياما
وفعل المثل مع إخلاص متمتما في بسمة منذرة
_وانتي يامرت أبوي ارتاحي
عادوا لمقاعدهم على مضض وهم لا يزيحون بنظراتهم الملتهبة عن داليا التي انشغلت بتبادل أطراف الحديث مع بلال وعبد العزيز.
كان عمران ممد فوق فراشه على ظهره واضعا كفيه أسفل رأسه ويحدق في السقف بشرود وتفكير في زوجته سمع صوت طرق الباب وبسبب انشغاله بالتفكير في آسيا لم يركز في الطرقات التي كانت لأيادي صغيرة وظنها أمه فقال بصوته الرجولي القوي
_ادخلي ياما
فتحت ريم الباب بسهولة ودخلت وهي تصيح بسعادة
_أبيه عمران
اندهش عندما سمع صوتها ومال برأسه للجانب وفور رؤيته لها ظهر شبح ابتسامته على ثغره ثم اعتدل في نومته جالسا وبسط ذراعيه لها لتركض هي إليه وترتمي بين ذراعيه انحنى على رأسها يقبل شعرها بحنو متمتما
_عاملة إيه ياسنچاب
هتفت بصوتها الطفولي الجميل
_أنت وحشتني أوي
ملس على شعرها وظهرها بدفء مجيبا
_وأنا كمان اتوحشتك
ابتعدت عنه وراحت تدور برأسها ونظراتها في أرجاء الغرفة بحثا عن آسيا ثم سألتها بفضول
_طنط آسيا فين!
عبس وجه عمران قليلا وأجابها وهو يتنهد بخنق
_مش قاعدة
سكتت وبذكائها الطفولي واستنتاجها من تعابير وجهه المهمومة تمتمت في عفوية تامة
_هي زعلانة منك عشان كدا مشيت
رمقها بطرف عينيه ورد منزعجا
_أنا اللي المفروض ازعل مش هي
زمت الصغيرة شفتيها بحزن ويأس فقد كانت تتمنى رؤيتها لكنها سرعان ما عادت تسأله بفضول
_هي هترجع تاني طيب
احتقنت نظرات عمران ورد بحدة
_طبعا هترچع كلها يومين وترچع
مالت بشفتيها للجانب في عبوس ثم أخذت تفكر بطريقة لا تتناسب مع سنها أبدا وقالت له في عينان لامعة بالخۏف
_طب هي ممكن متوافقش ترجع عشان زعلانة منك
اتسعت عيني عمران للحظة عندما أنارت تلك الصغيرة مصباح في عقله أنها قد تفعل بالفعل وترفض العودة ويكون هذا هو سبب رغبتها في الذهاب من الأساس وليس التعب وحاجتها للراحة فأظلمت عينيه بالغيظ وتوعد لها أنه لن يتركها هناك أكثر من يومين بالضبط وأن حاولت الاعتراض فسيلزم معها أسلوب مختلف وجديد أما ريم فتابعت برجاء وهي تمسك بكف أخيها الضخم وتنظر في عينيه باستعطاف
_صالحها يا أبيه عمران بليز عشان ترجع انا نفسي أشوفها وحشتني اوي
تجاهل كلماتها وسألها بلهجة رجولية دافئة
_أمك تحت
هزت رأسها له بالإيجاب فتابع وهو يقف ويحملها فوق
ذراعيه متمتما
_طيب يلا ننزلها ونشوفها
مالت برأسها ونامت فوق كتفه العريض