رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندي محمود
بسيطة
_امال ايه الشنطة دي وليه وشك وعينك منفخة إكده
تأففت آسيا وهي تجيب بنفس الثبات
_ياما قولتلك مفيش حاچة.. أنا تعبانة من الحمل وچيت عشان اقعد يومين إهنه وارتاح.. لو مش عايزاني اقعد قوليلي وانا امشي تاني
اجابتها بانزعاج وهي تنهرها بحدة
_ايه اللي بتقوليه ده مش عاوزاكي كيف يعني ده بيت أبوكي.. أنا عايزة اتأكد بس أنا واد ابراهيم معملكيش حاچة
_متقلقتيش كل حاچة تمام أنا هطلع بس اريح شوية في اوضتي
رغم عدم اقتناع جليل وتيقنها من أن هناك شيء وابنتها تخفيه عنها لكنها التزمت الصمت وهتفت تسألها باهتمام
_اچبلك حاچة تاكليها طيب
هزت رأسها بالرفض وهي مستمرة في طريقها باتجاه الدرج وسط نظرات جليلة المنزعجة والقلقة وصلت آسيا للطابق الثاني حيث غرفتها وبينما كانت على وشك الدخول سمعت صوت فريال وهي تهتف بدهشة
التفتت لها برأسها وابتسمت بخفة هاتفة
_كيفك يافريال
اقتربت منها فريال بسرعة وتطلعت في وجهها بتدقيق قبل أن تسألها باستغراب
_في حاچة حصلت ولا إيه وليه وشك إكده وايه چابك فجأة
هزت آسيا رأسها بالنفي في نفاذ صبر من استمرارهم لطرح نفس السؤال عليها لكن فريال لم تصدقها ودون تردد فتحت باب غرفتها وجذبتها معها للداخل فاستشاطت آسيا عندما وجدتها تجرها معها للداخل من ذراعها وتذكرت زوجها وما فعله معها منذ ساعات فصاحت منزعجة
أغلقت فريال الباب بسرعة فور سماع عباراتها الأخيرة التي أكدت لها شكوكها وراحت تسألها باهتمام
_عمل إيه عمران
هتفت آسيا پغضب غريب وهي تلقي بهاتفها فوق الفراش بانفعال
_روحي اسأليه وابقي اسألي أمك كمان عملوا إيه هما الاتنين
ضيقت فريال عينيها بعدم فهم وتعجب بينما الأخرى فتابعت بعصبية وكأنها وجدت الفرصة لټنفجر بعدما كانت تتصنع الثبات والبرود
كانت فريال تقف تتابع لحظات ثورانها الغريب بصمت وتركتها تخرج شحنة غيظها المكتظة داخلها حتى انتهت واقترب منها تملس فوق ذراعها بلطف متمتمة
راحت تسرد لها ما حدث بعصبية شديدة ومع فعلته أمها وعدم تصديق أخيها لها وسط اندهاش فريال وعندما انتهت قالت بعدم استيعاب
_أنتي متأكدة أني أمي زقتك قاصدة يا آسيا!!
صاحت بها منفعلة
_حتى أنتي يافريال
لوت فريال فمها بضيق وقالت بخفوت وصوت منزعج
_أصل حاچة متتصدقش دي أمي روحها في عمران وكان منى عينها تشوفله خليفة كيف هتبقى عايزة تسقطك وتزقك قاصدة من على السلم
_نفسها تشوفله خليفة بس مش مني.. أمك پتكرهني وعاوزة تخلي اخوكي يطلقني ويتچوز منى بت عمتك
تقوست تعابير وجه فريال پصدمة وصاخت باستهزاء واشمئزاز
_منى!!!.. دي آخر واحدة تنقع لعمران أصلا
هدأت ثورة آسيا بلحظة واقتربت من الفراش تجلس على حافته ثم انهمرت عبراتها دون مقدمات فوق وجنتيها وهي تقول بصوت مبحوح ومقهور
_لو شفتيه بيكلمني كيف يافريال مفرقش معاه لا ولده اللي في بطني ولا صحتي وأنا لساتني راچعة من المستشفى والدكتور منبه عليه إني ابعد عن التوتر والمجهود ده زقني وأغمى عليا من كتر التعب ولولا أن السرير كان ورايا كنت هقع على الأرض
تقدمت وجلست بجوارها ثم راحت
تربت فوق كتفها بحنو متمتمة وهي تحاول تهدأتها حتى لا تتفاقم الأمور بينهم
_عمران بيحبك قوي وبيعشقك يا آسيا وانتي عارفة ده كويس هو بس عصبيته وحشة شوية معلش اعذريه وهو صدقيني لما يهدي هيندم وهيچي يحب على راسك
صاحت آسيا بحړقة وۏجع
_وهو ليه معذرنيش وهو عارف إني حامل وتعبانة وبعدين دي مش عصبية دي همچية
تنهدت فريال بضيق وتابعت محاولاتها البائسة في امتصاص ڠضبها
_عندك حق هو غلط بس أنتي كمان غلطانة مكنش المفروض تعاندي يا آسيا عشان إكده بقولك سبيه لما يهدى وانتي كمان تهدي وبعدين ارچعي
هزت آسيا رأسها بالرفض القاطع وهي تقول متوعدة بسخط شديد
_لا أنا مش هرچع ومش عاوزة اشوف وشه حتى وهفضل إهنه في بيت أبوي خليني اشوف هيستحمل بعادي لغاية مېتا ويبقى يوريني كيف هيعرف ياخدني من إهنه من وسط ناسي
مسحت فريال على وجهها مستغفر ربها وهي تتأفف ثم قالت برزانة وجدية محاول نصحها
_يا آسيا متكبريش الموضوع ومتديش للشيطان مجال أنه يدخل بينكم متعمليش كيف ما عملت عشان متندميش بعدين
ردت عليها بعناد شديد وعنجهية وهي تنظر أمامها
_أنا وعمران غيرك أنتي وچلال وأنا مش بقولك هطلق أنا بقولك هربيه شوية واعذبه
لوت فريال فمها بسخرية منها وقالت بصرامة
_طب ما أنتي إكده بتسيبي الساحة لأمي ومنى يستغلوا عدم وچودك كيف ما عملت أمك معايا
نظرت لها آسيا بثقة ونظرات كلها شيطانية بعدما جففت عبراتها وقالت بشړ يليق بها
_ليه هو أنتي فاكرة أني هخلي بت عمتك اللي كيف السحلية دي تقرب من چوزي دي تبقى چنت على روحها صدقيني امسك في رقبتها واخنقها بيدي من غير ما يرفلي چفن طب خلي عقلها يوزها إكده ورجلها تفكر تخطي عتبة بيت الصاوي تاني بس وتشوف اللي هيچرالها مني
ضحكت فريال بقوة رغما عنها على نعتها لابنة عمتها بالسحلية ثم هزت كتفيها بقلة حيلة وقالت مبتسمة
_ماشي يا آسيا براحتك طالما أنتي واثقة من روحك قوي إكده وعارفة أنتي بتعملي إيه بس خلي في علمك عمران مش هيسكت ولو قالك يلا ارچعي وقولتيله لا هتقوم قيامة تاني فنصيحة متزودهاش
لم تكترث لعبارات فريال واشاحت بوجهها للجهة الأخرى كإشارة على انغلاقها على أفكارها وعدم ترحيبها بنصائحها بينما فريال فتنهدت مغلوبة وهي تبتسم عليها ثم فتحت الباب ورحلت وتركتها بمفردها تفكر وتخطط كيف ستعذبه.
بتمام الساعة التاسعة مساءا.....
دخل جلال غرفته واغلق الباب خلفه فسقط نظره على فريال الجالسة فوق الأريكة عابسة الوجه واضعة كفها أسفل وجنتها رغم تعجبه من حالتها لكن تصنع عدم الاهتمام بسبب توتر علاقتهم بعد جدالهم الأخير وتحرك باتجاه الخزانة يخرج بنطال منزلي وملابسه الداخلية ليتجه نحو الحمام متجاهلا إياها مما جعلها تستشيط غيظا أكثر منه وأدركت أن خطتها فاشلة منذ البداية فهو حتى لم يكترث لها ويسألها ماذا بها شعرت بحرارة في صدرها وغصة مريرة في حلقها وبدأت العبرات تتجمع في مقلتيها ومع مرور الدقائق انهمرت غزيرة فوق وجنتيها وبدأت في البكاء الحقيقي هذه المرة خرج هو من الحمام بعدما انتهى من حمامه وكان يجفف شعره من الماء بالمنشفة وعاري الصدر لا يرتدي سوى البنطال الذي أخذه معه توقف وراح يتمعنها بحيرة للحظات حتى استسلم لقلبه الذي لم يطاوعه أن يتركها تبكي هكذا دون أن يسألها ويطمئن عليها فأخذ نفسا مغلوبا واقترب منها ليجلس بجوارها ويهتف بقلق
_مالك پتبكي ليه
اڼفجرت به صائحة بوجه غارق بالدموع
_أنت فارق معاك قوي يعني تعرف ولا مهتم بيا
بات معتاد على حالاتها المزاجية العجيبة
وقرر مسايرتها في الحديث بكل ثبات انفعالي وبرود