رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الرابع عشر بقلم رضوي جاويش
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
الطرف المسيطر في علاقة كان المفترض لها أن تكون علاقة شراكة لا علاقة فوقية ..لكنه قرر منذ اللحظة الأولى أن يكون أمرا ناهيا ..يأمر فيطاع .. كان يريد جارية لا زوجة ..لكنه حصل على زوجة حولها مع الوقت لجارية تكون فقط طوع بنانه في كل ما يرغب دون أن يكون لها الحق في الأخذ بالمقابل ..فهذا المبدأ لم يكن بقاموسه الخالي من كلمات كالعطاء والإيثار ..
فلتنهأ يا ضيق الأفق ومعډوم الشخصية ومشوه القرارات بصحبة تلك التي كانت اختيار امك السديد ..
تنهد في حنق زافرا كل المرارات التي ترسبت منذ سنين قابعة بأعماق روحه يتآكله الندم وصوت أمل يتردد اصدائه بجنبات نفسه هاتفة انت صعبان عليا قوي يا أمجد ..
تفيد بأيه يا ندم يا ندم ..وتعمل ايه ..ايه يا عتاب..
طالت ليالي الألم ..واتفرقوا الأحباب.
وكفاية بقى ..تعذيب وشقى ..
تعتب عليا ليه !.. انا بأيديا ايه !..
فات الميعاد فات ..فات الميعاد ..
مر ما يقرب من اسبوع وهما على حالهما ..تقوم بكل ما يلزم البيت وكذا طفلها ..وهو يدخل ويخرج باشا .. عاد كمال الذي كانت تعرفه ..كمال الذي عشقت بكل كيانها وما عاد بقلبها متسع لعشق سواه ..تشاغلت بطفلها وعيونها عليه وهو منشغل بهاتفه تشعر بانقباض بصدرها ..هل عاد سيرته الأولى !.. ألم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر !.. تعالت أصوات التكبير بالمسجد القريب لينهض تاركا هاتفه جانبا ملقيا التحية ..ما أن سمعت صوت اغلاق الباب خلفه حتى اندفعت كالمچنونة نحو الهاتف تستطلع اخر اخبار خيانته التي اعتادتها فيما مضى لكن ما أن همت بفتح الهاتف على ذاك التطبيق الذي كان دوما مستقرا لفسقه الا وجاءها هاتف داخلي ېصرخ بها أن اتركيه ..كانت نفسها اللوامة تخاطبها اللحظة في صرامة هاتفة بها ماذا دهاك !.. دع هاتفه جانبا فلا تسألي عن أشياء أن تبدا لك تسوءك ..لم تبحثين عن زلاته واخطائه !.. ثم ماذا فعلت انت لتجنبيه الوقوع فيها !.. تنأين بنفسك عنه كأنه مرض معد رغم رغبتك في الاستقرار للأبد.. أي تناقض مرضي هذا !.. افعلي اولا ما يمليه عليك قلبك ومن قبله دينك ..عفي زوجك عن النظر لمحرمات الله ..اجعلي من ذراعيك ملاذا يقيه الشهوات وتقلبات الدنيا .. كوني له سترا من الڼار وعونا له على الشيطان لا دافعا به دون .. ايتها الحمقاء .. زوجك يحبك ويريدك ..وها قد جاء دورك لتتشبثي بذاك الحب وتؤكدي له انك هاهنا ..وانك له كل النساء ولن تنازعك أخرى مهما حدث على عرش قلبه ..
طرق على باب شقتها المتواضع لتفتح امها التي ما أن طالعت محياه حتى همت بالتهليل في سعادة إلا أنه أشار إليها لتصمت ممسكة لسانها لتبتسم مطيعة وهي تشير له أين تستلق صفية جاذبة احفادها لداخل إحدى الحجرات تتضرع لله أن يصلح الأحوال ..
استشعر شوق طاغ لتلك المرأة التي أسرت فؤاده منذ لحظة مرأها الأولى واستولت عليه كليا عندما لمس حنانها بعد أن أصبحت حلاله ..
دمعت عيناه اشفاقا عليها فتقدم في هدوء وجلس على طرف الفراش لتتنبه لعطره الرجولي الذي كانت تفضل ..فتحت ناظريها تتطلع نحوه في شوق ما استطاعت التعبير عنه بكلمة بل سالت دموعها على جانبي وجهها ..مد كفه يمسح دمعاتها السخينة هامسا في نبرة عاتبة ليه مجلتيش !..
مد كفه مملسا على بطنها المنتفخ قليلا هامسا في محبة طب وايه اللي خلاك تچاري النچس اللي اسميه مسعد ده فكلامه !..
هتفت صفية بنبرة صادقة انت متعرفهوش يا سي حماد لما بيكون شارب وعامل دماغ بيبقى شكله ازاي !.. كنت خاېفة على روحي وعلى اللي فبطني قبل مني .. ده اللي كنت بتترجاه م الدنيا ..هدية ربنا ليك بعد شوقة .. أفرط فيها ازاي !.. ده انا على طول نايمة على ضهري وامي ربنا يبارك فصحتها هي اللي بتخدمني وشايلة عيالي عشان احافظ لك عليه وافرح عينك بشوفته..
أكد حماد وهو ينحني على جبينها هنفرح كلنا يا صفية ..ياللاه نرجع بيتنا ..حورية وهناء مستنينك ..وانا كمان ..
همست في دلال وانت ايه يا سي حماد !..
أكد وهو ينحني مقبلا طفله الغائب الحاضر معاودا التطلع لعيونها الدامعة انا عاشجك يا صفية .. وربنا يعلم مجدار غلاوتك فجلبي ..يا ام عوض الله ..يا احلى عوض ..
رفعت كفيه تقبل باطنهما تحتضنهما لصدرها في رضا وهناء لا وصف لهما ..
كان قد وصل سأمه مبلغ كاد أن يزهق روحه وهو يمسك بأداة تغيير القنوات على التلفاز يضغط ازرارها في عڼف كاد أن يحطمها .. زفر وكاد أن يلق بأداة التحكم بعيدا إلا أنه تنبه لذاك الصوت القادم من الداخل.. صوت يقترب برنين راقص مصاحب لوقع خطوات صاحبته ..
شهق في صدمة مكتومة وفغر فاه في ذهول عندما طلت عليه تلك الحورية الفضية المتألقة ..
انسابت نظراته على محاسنها التي أبرزها ذاك الثوب الحريري الذي قد على قدها المياس فزاده حسنا على حسن ..
ظل على صمته ولم يبرح موضعه وهو يراها تتحرك في ثقة نحوه .. ثقة ظاهرية لا يعلم أن صاحبتها ټموت وتحيا داخليا لإدعائها .. دنت منه وانحنت في اغواء محسوب تتناول من كفه أداة التحكم في القنوات لتغلق التلفاز قبل أن تتناول هاتفه الذي كان يلقيه جانبا تبحث عن شئ ما .. وجدته اخيرا لتضغط زر التشغيل وهو ما يزل على تيهه في محيا هذه المرأة التي تحولت بهذا الشكل العجيب للوحة عامرة من الفتنة والإغواء..
تنبه وهي تبتعد قليلا وأصبح أشبه بالأبله وعيونه تكاد تغادر محجريها لهفة عندما بدأت تتمايل على انغام الموسيقى المنبعثة من هاتفه ..
كانت تتمايل أمامه تحاول تناسي وجوده حتى لا يغلبها حياءها فټنهار تلك الثقة المضعضعة من الأساس وتركض هاربة من أمامه ..
أكدت لنفسها أنها امرأة كاملة الأنوثة قادرة على إتقان فن الغواية الذي يستهويه .. أنها قادرة تماما على جعله يدرك أنها تملك الكثير مما كان يجده مع نسائه الساقطات وأنها لقادرة على سلب لبه وأسر عقله وامتاع ناظريه بحلال ربه ..
تذكرت
تلك الحركات التي أتقنت صنعها أمام المرآة وبدأت اول دروس الغواية الحقة وتركت لروحها العنان محلقة تتلبسها روح سالومي وقد اهتزت اوتار قلبها عشقا ورغبة في إرضاء ذكوريته لتصبح اللحظة أميرة على عرش الإغواء بلا منازع..
انتفض مندفعا نحوها وقد ألقى كل أسلحته جانبا ليسلم لها قيادته طواعية يتمايل بين هامسا بصوت يقطر استسلاما وينتشي رغبة كونتي فين من زمان !..
همست بصوت انعم من حرير دمشقي مداعبا مسامعهوهي تضع كفيها على صدره وموضع فؤاده كأنما تعلن ملكيتها بلا شريك انا كنت هنا وهفضل هنا يا كمال ..
حملها بين ذراعيه في اتجاه غرفة نومهما التي ما أن دلفاها حتى انزلها على الفراش برقة غير معتادة وما أن مد كفه لإغلاق إضاءة الغرفة كما كانت ترغب دوما حتى مدت هي كفها بالتبعية وفتحت نور الاباجورة المجاورة للفراش ليهمس ما أن متسائلا في شك هتسبيها مفتوحة ! ..
هزت رأسها إيجابا في ابتسامة واثقة هامسة برقة اذابته هسبها اكيد .. كان لازم تتساب من زمان ..
مكملة بث ما بدأته من فنون وقد قررت أن اليوم هو يومها لتحتل قلبه وعقله بلا رجعة..
يتبع...