السبت 30 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الرابع عشر بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

عمر جاي 
وقفت أمام مرآة حجرتها تعدل من هندامها في فرحة عجيبة تطرق قلبها بعد غياب طال لسنوات.. 
فاليوم سيحضر بصحبة اخواته البنات لخطبتها... ستصبح عروسا وزوجة وام ..وهي التي كانت قد فقدت الأمل في هذه الأحلام التي نسجتها مع رجل آخر لتتحقق مع غيره ..رجل حقيقي يستحق قلبها واحترامها .. 
طرقات على باب شقتها جعلت قلبها يقفز واثبا بين اضلعها.. حاولت التحرك لكن أقدامها تيبست موضعها مما دفع امها لتنادي باسمها لعلها لم تسمع الطرقات على الباب .. 

تحركت في محاولة لتبدو رابطة الجأش ..انفرج الباب عن محياهم .. اخواته البنات وهو بينهن يحمل علب الحلوى في اضطراب .. 
أذنت لهم بالدخول .. لتحضر امها على مهل قادمة من غرفتها لينهض علاء مندفعا لمساعدتها لكى تنير الجلسة .. تحدثوا في كل شئ تقريبا ولمست محبة الفتيات لأخيهن واحترامهن له .. 
كان هناك تساؤل واحد يحيرها لما كل اخواته اكثر منه طولا .. كانت تجلس وهو يلمح كل خلجة من خلجاتها ..انحنت تخبره مشاكسة لكنه لم يمهلها هامسا انا عارف انت عاوزة تقولي ايه!.. عارفة لو اتريقتي مش هيحصل طيب.. 
أمسكت ضحكاتها ليهتف هو بأخوته ما ترقعوا بالصوت ..اقصد ارقعوا زغرودة .. 
قهقه الجميع وارتفعت اخيرا بهذا البيت رايات الفرحة بعد غيبة طويلة وقد أعلنت عنها اخواته بسلسلة من الزغاريد المتعاقبة التي طارت كحائم تعلن اقتران قلبيهما .. 
 
كان سعاله يزداد حدة وقد احتقن حلقه جراء استمراره ..ناداها من بين نوبات السعال لتحضر سوسن إليه هاتفة في فتور ومن مسافة ليست بالقريبة كأنها تتجنب الدنو منه خير يا أمجد فيه ايه !.. 
هتف ممتعضا يقاطعه السعال فيه ايه !.. فيه اني عيان ومفيش حد جنبي ولا حتى اتعمل لي كباية حاجة سخنة ..وجرعة المضاد الحيوي فاتت عليا لأن محدش صحاني اخدها.. 
هتفت سوسن في برود فطري انا لسه عملالك كباية ليمون من ساعتين.. ومعلش نسيت اظبط الموبيل عشان يصحيني عشان ميعاد دواك .. 
هتف أمجد ممتعضا وليه نايمة فالاوضة التانية!.. 
أكدت في هدوء معلش اصل بخاف اتعدي ..مش بحب الأدوية ولا الحقن فببعد احسن .. 
هتف أمجد غاضبا روحي اعمليلي حاجة سخنة ولا اقولك هاتي طبق شوربة من اللي طلبتها من ساعتين ومجتش.. 
هتفت في طاعة حاضر هروح اسخنها .. 
ابتعدت في هرولة منفذة ما طلب ليتنهد هو في وهن مسندا رأسه لظهر فراشه مغلقا عينيه لتطارده ذكراها .. كانت دوما هنا عند مرضه ..كان كل ما يرغب أمامه قبل أن يطلب ..تنام جواره لعله يطلب شيئا مساء ..تولي كل الاهتمام لمواعيد علاجه بكل دقة.. كم من المرات صړخ بوجهها وهي توقظه في تودد ليتناول دوائه! 
فتح ناظريه عندما استشعر دخولها الحجرة حاملة صينية الطعام لتضعها جواره على الطاولة القريبة من الفراش مبتعدة في سرعة .. 
هتفت تسأله مش عاوز حاجة تانية..! 
رد في نزق معتاد لا ..خلاص روحي يا أمل .. 
توقفت متسمرة للحظة ليتطلع إليها في تعجب هاتفا ايه ! ..قلت خلاص ..روحي .. 
استدارت مغادرة لكن قبل أن تخطو خارج الغرفة هتفت به في هدوء على فكرة ..انا سوسن مش أمل .. 
كان يرفع ملعقة الحساء لفمه لتتوقف كفه متصلبة.. انزلها بحملها لداخل الصحن متطلعا لموضع رحيل زوجته في صدمة ..هل ناداها باسمها حقا !.. نعم لقد فعل.. لم يتعجب !.. اما كان يفكر بها منذ لحظات !.. إذن فمن الطبيعي أن يهتف لسانه بما يخبئه خاطره .. 
أنها لعڼتها ..نعم ..ألقت عليه لعڼة قبل أن ترحل مغادرة بلا رجعة ..لعڼة سيظل موصوما بها حتى النهاية.. عاف الحساء الذي لم يذق منه إلا ملعقة وحيدة متعللا أنه لم يكن كما يحب ..أو بالأدق ..لم يكن كما كانت تصنعه أمل بنكهة المحبة والتي ما أرادت في مقابلها الا بعض التقدير .. 
 
اسبوع كامل مر على اخر لقاء بينهما.. ذاك اللقاء الدامي ..كان يراها في خروجها ودخولها للمؤسسة وما كان يرفع ناظريه لملاقاة نظراتها ..لا تعرف هل كان ذلك خزيا ام محاولة لتجاهلها !.. 
دفعت باب الشقة لتدخل متفاجئة بمنيرة أمه تحمل ولدها يوسف في شوق وما أن طالعها محياها حتى هللت في سعادة حبيبة قلبي .. 
اندفعت منيرة تحتضن نجوى في شوق هاتفة في محبة حقيقية ازيك يا نجوى !..وحشتيني .. 
هتفت نجوى في محبة حقيقية لهذه المرأة وانت كمان يا طنط والله وحشتيني .. 
جذبتها منيرة من كفها لداخل حجرة نومها هاتفة بها وهي تغلق بابها انا استأذنت من بابا عشان اتكلم معاك شوية لو مش هيضايقك !.. 
هتفت نجوى في دهشة يا خبر يا طنط ..اضايق ازاي بس !.. انت عارفة انا بعزك زي ماما وكل سري كان معاك .. وياما جيت لك اشتكيلك من .. 
صمتت نجوى ولم ترغب فالاسترسال لتبتسم منيرة وهي تجلس جوارها على الفراش هاتفة ايوه حصل ..ياما شكيتي من عمايل كمال وكنت بقولك ..اصبري .. وهو بيحبك ونزوة وهتعدي.. 
أكدت نجوى ساخرة وصبرت يا طنط ..وادي اخرتها ..ايه رأيك !.. مفيش اجمل من كده .. 
هتفت منيرة متسائلة بغتة أنت لسه بتحبي كمال !.. 
اضطربت نجوى وحادت بناظريها عن منيرة التي هتفت في سعادة سكوتك إجابة ..وهو كمان .. 
رفعت نجوى ناظريها في صدمة صوب حماتها هاتفة في سخرية بيحبني !.. اللي يحب حد ميعملش فيه اللي عمله فيا يا طنط !.. 
أقسمت منيرة والله بيحبك ..انت مشوفتيش كان عامل ازاي وهو جايلك يتقدم لك من تاني!.. ولا كان ايه شكله وهو راجع من عندكم !.. كان كل اللي على لسانه ..انا السبب انا اللي ضيعتها من أيدي .. اقسم لك بيحبك ومحبش غيرك .. 
دمعت عينى نجوى لتستطرد منيرة وهي تعدل من موضعها على الفراش متطلعة إليها بكليتها هاتفة في حماس طب اقولك حاجة بيني وبينك.. 
تنبهت نجوى متطلعة إليها لتستطرد منيرة لما كان بيخرج مع اللي ما تتسمى دي ويرجع كان بيقعد يقارن بينك وبينها ..كان يقول لي نجوى كان يهمها انا لكن دي كل اللي يهمها هي وبس وبعد ما اتأكدت اني طلقت مراتي وخطبتها ..اتحولت ..والله كمال عمره ما نسيك ولا يقدر ..ده انت حب العمر ..ولا نسيتي !.. 
هتفت نجوى بحسرة ودمع سخين ينساب ببطء على خديها هو اللي نسي يا طنط .. 
هتفت منيرة مؤكدة والله عايزك وعايز يرجع ..لو ليك رغبة قوليلي وانا هعمل المستحيل واقنع بابا .. 
هتفت نجوى ومين يطمني ويرجع لي الأمان اللي ضاع يا طنط !.. 
هتفت منيرة في صدق خدي عليه الضمانات اللي تعجبك ..هو راضي ..ها ..قولتي ايه !.. 
طأطأت نجوى رأسها في خجل لتجذبها منيرة بين ذراعيها هاتفة بصوت متحشرج تأثرا والله لولا الملامة لأزغرد ..انا هنادي الحج ونشوف ايه اللي يرضيه ..بس المهم ربنا يجمع بينكم من تاني .. 
دخل ابوها بعد أن استدعته منيرة هاتفة بص يا حاج عبدالمحسن .. انا سويت الأمور مع نجوى وليها كل الضمانات اللي تحب بس نرجعهم لبعض ..ايه قولك !.. هي قالت ماليش كلمة قبل الا لما بابا يقول كلمته

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات