رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثاني عشر بقلم رضوي جاويش
موجودة ..
هزت هناء رأسها المشتت في إيجاب قبل أن تندفع لداخل الشقة لتحذو صفية حذوها ..
دخلت شيرين لحجرة أمل لتبادرها الأخيرة هاتفة في قلق فيه ايه يا شيرين !.. مال وشك مقلوب كده ليه!..طنط كويسة !..ولايكون سليم حصل له حاجة !..
هتفت شيرين تهدئها لا مفيش حاجة يا أمل اطمني .. بس انا اصلا مقدرتش اشوفه لا امبارح ولا النهاردة ..عشان .. اصل أمجد وداه لجدته يقعد معاها كام يوم ..
هتفت شيرين في عجالة أمجد هيتجوز يا أمل..
هتفت أمل في هدوء حقه يا شيرين.. خلاص لا بقى يخصني ولا اي حاجة من ناحيته يهمني اعرفها .. هو أبو ابني وبس ..
هتفت شيرين مؤكدة انت صح .. بس حبيت اقولك ..عشان تعرفي ازاي هتشوفي سليم بعد كده ..
ربتت شيرين على كتفها متعاطفة ولم تنطق بحرف..
طرقت باب الغرفة التي نقل إليها توفيق بعد أن تخطى مرحلة الخطړ محاولة تناسي الحوار الذي دار بينها وبين عبدالغني منذ دقائق حتى تستطع التركيز على لقائها مع طليقها والذي جاء على غير انتظار .. وصلها صوت عامر بالداخل سامحا للطارق بالدخول .. دفعت الباب ليطالعها وجه توفيق الشاحب على غير عادته .. ظهر على محياه اثار العمر الذي كان يحاول اخفاؤه دوما.. نظر لعامر باتفاق مسبق بينهما اندفع عامر على أثرها لخارج الغرفة تاركا أمه لأول مرة منذ رحيلها من بيتها تحت سقف واحد مع أبيه .. كانت تتوقع أنها يوم أن تراه بعد بعاد سيرتج قلبها بصدرها ..أنه الرجل الأول بحياتها ..من تعرفت على يديه وهي ابنة التاسعة عشرة كيف تكون امرأة وزوجة .. وببيته أصبحت أما لأبنائه ..لم يصن هو كل هذا لكنها صانت وصبرت واحتسبت ..لكن القلب قد تقلب وما كانت تعتقد لوهلة أنها ستبكي عند قدميه ما أن تراه أصبحت روحها لا تتعرف على ملامحه التي احتلت مخيلتها لسنوات وسنوات ..
أكد بايماءة من رأسه أنه بخير وهمس بابتسامة واهنة على شفتيه اتغيرتي قوي يا إحسان ..
ابتسمت هامسة اتغيرت للأحسن اكيد ..
هز رأسه مؤكدا احسن كتير ..
هتفت إحسان تسأله كنت عايزني فأيه يا توفيق!..
همس توفيق كنت عايزك تسامحيني يا إحسان ..سامحي على كل اللي عملته فيك ..
ابتسمت في راحة هامسة انا نسيت يا توفيق كل اللي فات ..نسيت بجد.. لأن ربنا عوضه كان كبير وخلاني احسن أن اللي حصل ده كان خير مهواش شړ زي ما كنت فاكرة ..انا حقي اشكرك مش اسامحك ..
تطلع إليها توفيق في تعجب ..لم تعد هي إحسان الخاضعة الخانعة التي رباها كفرخ داجن