السبت 30 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثاني عشر بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بحظيرة بيته ..أن من تجلس أمامه اللحظة إحسان أخرى تماما لم تكن تختلف شكلا وهيئة فقط بل مضمون وروحا أيضا.. تطلع إليها محاولا إيجاد اي لمحة من إحسانه القديمة فلم يجد ورغم ذلك استمر فيما كان ينتويه هامسا انا ندمان على كل حاجة حصلت ما بينا ..ندمان اني استبدلت الرخيص بالغالي ..وعايز أصلح الغلطة دي يا إحسان ..انا عايز اتجوزك يا إحسان ونرجع نتلم من تاني زي زمان .. 
هتفت إحسان بنبرة متحشرجة ليه!.. ليه دلوقت بالذات يا توفيق ! 
هتف مؤكدا مش من دلوقت يا إحسان .. من بدري كان نفسي ارجعك .. من ساعة ما حسيت بغلطتي وأتأكدت اني ظلمتك بالقوي.. انت مكنتيش تستاهلي اللي جرالك ..انا كنت بقارن بيني وبين نفسي بينك وبينها ..وكانت دايما كفتك الكسبانة .. 
ابتسمت إحسان ساخرة يعني برضو حاسبها بمنطق التاجر يا توفيق ..منطق المكسب والخسارة.. بس للاسف حسبتها غلط ..لو كنت جيت لي من كام شهر وقلت لي الكلام ده كان جايز قوي اطير من الفرحة واقول ندم وعرف غلطته فحقي وعرف قيمتي وهيصوني .. لكن دلوقت .. 
قاطعها توفيق محتدا رغم مرضه لكن دلوقت ايه !.. طبعا خدتي راحتك وعشتي حياتك وبقيتي معروفة ودنيتك اختلفت .. 
هتفت إحسان في ثبات احسبها زي ما تحب يا توفيق ..إحسان خلاص اتحررت من قيدك ومعنديش استعداد ارجع للأسر تاني بعد ما دوقت الحرية .. 
ونهضت في هدوء تاركة إياه ېصرخ خلفها لاعنا إياها ناعتها بناكرة الخير وخائڼة العشرة التي تتخلى عنه في أزمته اڼتقاما منه على خطئه في حقها والذي اعتذر عنه .. 
دخل عامر محاولا تهدئة أبيه الثائر لا علم له بما حدث بينهما..لتغادر إحسان المشفى الذي ما أن خطت خارجه حتى استنشقت في عمق نسمات المساء تعبئ بها صدرها وقد استشعرت لتوها معنى أن يكون الإنسان حرا قادرا على اتخاذ قرار مصيري يغير مجرى حياته بالكلية.. 
كانت في سبيلها للخروج من بوابة المؤسسة مسرعة حتى تلحق بأية حافلة ..تشعر بارهاق كبير لأنها لم تنم بشكل جيد بعد رسالته المغناة بالأمس وأخذها تفكيرها بعيدا لذكريات خلت أضاعت ساعات نومها لتستيقظ شاعرة بالإعياء .. 
صوت مميز لفؤادها ومحبب لمسامعها ناداها لتوه لتتوقف وقد شعرت بأن الأرض تميد بها ..تبا .. عاد لها خجلها القديم من التحدث للرجال وحياءها الجم منه في فترة خطبتهما وكأن الزمن عاد بكل تفاصيله مجددا الذكري التي لم تمت ومزكيا ڼار العشق التي ما تزل قابعة تحت رماد خذلانه .. 
توقفت تولي وجهها له تتصنع ثباتا هشا في حضرته ليتوقف قبالتها هاتفا في لهفة رأتها جلية بناظريه ازيك يا نجوى ! اخبارك ايه !.. واخبار يوسف ايه !.. وحشني قوي .. 
ابتعلت غصة بحلقها عند ذكره لولدهما الذي ما سأل عليه من يوم انفصالهما الا مرتين لا اكثر على استحياء ..ولم يكن هو بنفسه من سأل بل كانت أمه التي اتصلت لرغبتها في الاطمئنان على حفيدها ومبلغة سلامه ومحبته لطفله الذي لم يره منذ عدة أشهر تخطت الست بقليل .. 
هزت رأسها في ثقة هاتفة احنا كويسين الحمد لله ..خير !.. 
تردد قليلا وشعرت باضطرابه وهو يهمس بأحرف متلعثمة ممكن تبلغي والدك اني عايز أقابله .. 
اضطربت بدورها ورقص قلبها فرحا وارتسمت على محياها ابتسامة جعلته يكاد يهلل في سعادة فقد كانت مؤشر على أن الامور تسير على ما

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات