رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والخمسون والاخير بقلم ندى محمود توفيق
يهددنني يابت جليلة اصبري عليا واتفرچي هعمل إيه
داخل منزل خليل صفوان بتمام الساعة الثامنة مساءا...
كانت فريال تنزل الدرج ببطء بينما كان اولادها الأثتين بانتظارها أمام الباب وهم يصيحون عليها
_يلا ياما أبوي مستنينا برا
أجابتهم فريال بصوت مرتفع
_چاية اهو اطلعوا لأبوكم وأنا ههحصلكم
فتحوا الباب وخرجوا لوالدهم الذي كان ينتظرهم بالسيارة و استقلوا بالمقعد الخلفي للسيارة وهم ينتظرون جميعا وصول فريال التي وصلت أخيرا بعد دقيقتين واستقلت بالمقعد المجاور لجلال.
_هيييه رايحين بيتنا الجديد
رد عليه معاذ برزانة وسخرية من سذاجة أخيه الصغير
_انا رايحين نتفرج بس على البيت وبعدين هنرچع تاني مش هنقعد هناك
عبس وجه عمار الذي راح بسرعة يتحدث لوالده الذي انطلق بالسيارة وتحرك بها ليسأله بيأس
_هو احنا امتى هنروح نعيش في بيتنا يابوي
ابتسم جلال لهم وقال بحنو
استمر طريقهم الطويل بحديثهم المختلف والمرح الذي لا يخلو من الضحك بسبب مزحات عمار العفوية وردود معاذ عليه وكان جلال يكتفي بالضحك فقط عليهم دون أن يتحدث كثيرا فكان تركيزه منصب أكثر على قيادة السيارة والطريق أمامه.
بعد دقائق طويلة وصلوا أخيرا وتوقفت السيارة أمام بناية كبيرة مكونة من سبع طوابق ونزلوا الأولاد أولا من السيارة ليقفوا وهم يرفعوا رأسهم للأعلى يتفقدوا ارتفاع البناية الشاهق وضخامتها حتى فريال بعد خروجها كانت تنظر بتعجب ودهشة فخرج صوت معاذ وهو يسأل والده
اقترب جلال ووقف بالمنتصف بين أولاده ليمسح على شعرهم بلطف وهو يضحك مجيبا
_الرابع
تنهدت فريال تنهيدة حارة تنم عن تعبها من قبل أن تصعد للطابق الرابع تقدم جلال أولا ولحقوا به وما أسعدهم أنهم وجدوا مصعد بالبناية فاستقلوا به وكانت فريال أولهم بسبب حملها فهي لن تستطيع الصعود كل هذه السلالم.
التفتت له وطالعته بعين دامعة كلها عشق فوجدته ينحني عليها ثانية وهذه المرة كانت قبلته طويلة وحميمية مفعمة بالمشاعر لم ينتشلهم من تلك اللحظة الدافئة سوى صوت أولادهم وهم ينادون عليهم فرفعت فريال أناملها لعينانها وجففت عبراتها السعيدة ورسمت بسمة صادقة وجميلة على ثغرها وهي تسير بجوار جلال الذي كان يضمها من خصرها بذراعه أثناء سيرها معه للداخل وصلوا لأحد الغرف الصغيرة نسبيا فقال عمار بحماس
أما معاذ فقد خرج وجذب أبيه من يده للغرفة المجاورة التي كانت بنفس الحجم لكن لها إطلالة أفضل بالنسبة له وقال في سعادة
_ودي بتاعتي يابوي
ضحك بخفة عليهم ومال على رأس ابنه يقبله بدفء وهم يهمس لهم
_البيت كله بتاعكم ياولدي.. حاضر دي اوضتك والتانية أوضة أخوك
كان عمار يتعلق بأمه وهو يعانيها بفرحة طفولية صادقة وهي كانت تراقب سعادتهم وتسعد أكثر برؤيتهم هكذا ثم بدأوا يتجولوا في أرجاء المنزل بأكمله من غرفة لغرفة ومع كل خطوة كانت عيني فريال تدمع أكثر وهي تنتقل بنظرها بين المنزل وبين جلال تطالعه بغرام وهيام ترسل له شكرها وامتنانها من خلال نظراتها.
بمنزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة الجلوس الصغيرة العلوية بالطابق الثالث....
فتحت