رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والخمسون والاخير بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
آسيا الباب ببطء والقت نظرة للداخل فرأته يجلس على الأريكة العالية وأمامه عدد كبير من الأوراق ومنشغل بالعمل حتى أن لم ينتبه على دخولها وصوت الباب.
مال ثغرها للجانب في حنان وتحركت نحوه بكل تريث حتى وقفت خلفه من الجانب ووضعت كفيها على كتفيه من كل جانب وانحنت على كتفه اليسار تقبله برقة هامسة له في دلال
_مش محتاچ غزالك تروق عليك وسط الشغل يامعلم
_محتاچ طبعا بس على حسب الطريقة ياغزال
قهقهت بغنج أنثوي وردت عليه في مكر وهي تعبث بأناملها في ياقة جلبابه الأبيض
_بالطريقة اللي تحبها يامعلم
رفع حاجبه بنظرات لعوب وابتسامته تتسع أكثر ليجيبها في وقاحة
صعدت الحمرة لوجنتيها وهي تلكمه برقة في صدره وسط ضحكها متمتمة له باستحياء
_بلاش قلة أدب
قال مبتسما بسخرية ولؤم
_بتاخدي بيدي للرذيلة وتقوليلي بلاش قلة أدب!
ارتفعت ضحكتها وهتفت بجدية متصنعة محاولة التحكم بدلال وضحكها
_لا أنت كمل شغلك وأنا هقعد چارك ساكتة ومؤدبة لغاية ما تخلص
_ومين قالك أني عاوزاك تقعدي مؤدبة!
خجلت حقا وكثيرا هذه المرة بعفوية رفعت يدها وكتمت على فمه بكفها وهي تضحك وتقول
_بس عاد هو أنت ما بتصدق حد يفتح الكلام ده معاك
_ربنا ما يحرمني منك واصل ياغزالي
ردت عليه بنعومة ودلال أنثوي يسلب العقل
_ولا يحرمني منك ياسيد الرچال وتاچ راسي
_في حد طالع .. سامعة صوت رچلين
حاول التركيز وسماع أي صوت وبعد ثواني بالفعل سمع صوت خطوات تقترب من الغرفة وبعدها فورا انفتح الباب وظهر بلال من خلفه الذي فور رؤيته لآسيا توقف مكانه وهو يبتسم باحراج بسيط خشية من أن يكون وصل بوقت غير مناسب لكن عمران قال له بلطف
تنحنح بأدب وهو يدخل ويقول لآسيا
_كيفك يا آسيا
آسيا بنبرة عذبة
_بخير الحمدلله يابلال.. ادخل اتكلم مع أخوك وأنا هنزل تحت الأوضة
دخل بلال وهو يبتسم لها بود بينما هي فتحركت باتجاه باب الغرفة وقبل أن تغادر التفتت برأسها للخلف واستغلت فرصة أن بلال كان يوليها ظهره ولا يراها ونظرت لعمران وهي تبتسم بعنج وغمزت له ليبستم هو برغبة وإعجاب لا إراديا...
مدت يدها والتقطت هاتفها لتجيب على المتصل بصوت ناعس
_الو
وصلها صوت لم تكن تتوقعه أبدا يهتف پبكاء شديد
_آسيا أنا خلود
انتبهت جميع حواس آسيا وفر النعاس من عيناها فاعتدلت في نومتها بسرعة وهي تجيبها بتعجب
_خلود!!.. مالك پتبكي إكده ليه!
هتفت خلود پبكاء عڼيف وصوت مرتجف من فرط اڼهيارها وهي تتوسلها في الهاتف بعجز حقيقي
_ساعديني أبوس يدك يا آسيا مفيش حد هيقدر ينچدني غيرك
على الجهة الأخرى داخل معرض الأجهزة الخاص بعائلة خليل صفوان وتحديدا بغرفة جلال كان هو بطريقه لمكتبه بعدما انتهى من حديث خاص مع عميل مميز.
فتح باب غرفته ودخل لكنه تصلب بأرضه منصدما عندما رأى منيرة تجلس على الأريكة
_بتعملي إيه إهنه
هتفت منيرة پبكاء ورجاء
_سامحني ياجلال أنا غلطت بس والله لساتني بحبك ومش عاوزة اخسرك أنا آسفة سامحني
مسح على
وجهه ولحيته وهو يستغفر ربه بنفاذ صبر ثم هتف بحدة وسخط
_تطلعي من إهنه ومش عاوز اشوف خلقتك تاني يامنيرة فاهمة ولا لا
احتضنت يده بقوة ونظرت في عيناه بعمق تهمس له بضعف وحب
_لسا العدة مخلصتش يعني أنا لسا يعتبر في حكم مرتك.. وواقفة على قرار وكلمة واحدة منك أنك تردني لعصمتك
بالخارج كانت فريال قد وصلت للمعرض وقبل دخولها استقبلها أحد العاملين وهو يرحب بها بأدب هاتفا
_أهلا وسهلا يا ست هانم
ابتسمت له فريال بعذوبة وردت
_أهلا ياسعيد.. چلال وين امال
أشار لها على غرفته الخاص هاتفا
_في مكتبه لسا يدوبك داخل
أماءت له برأسها في رقة وارسلت شكرها من خلال نظراتها قبل أن تتحرك وتقود خطواتها مختلفة ما بين الحب والحزن والرجاء...
_ نهاية الجزء الأول _