رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والخمسون والاخير بقلم ندى محمود توفيق
يغلبه البكاء
_أنا مش عارفة أمك پتكرهني إكده ليه ياعمران.. مع أني معملتش ليها حاچة وحشة ولا أذيتها
مسح على وجهه نزولا للحيته وهو يتأفف بغيظ وانزعاج بينما آسيا تابعت بضعف متصنع
_وصلت بيها أنها عاوزة تسقطني.. حتى لو مبتحبنيش تفكر فيك وأن ده ولدك وحفيدها.. لا ولساتها عاوزة تخرب علينا وتچوزك منى
لان قلبه ولم يستطع تحمل رؤية اڼهيارها ودموعها فاقترب منها بهدوء ليجلس بجوارها هو يهتف بصوت كله آمان ووعيد
تابعت بنفس الضعف والبراءة وهي منخرطة في نوبات بكائها
_عشان إكده أنا كنت بقولك نمشي ونروح نعيش في القاهرة وحدينا في بيتنا ومحدش يضايقنا أنا معدتش متحملة ياعمران خلاص
مسح على ظهرها وذراعيه بدفء وهو يجيب بصوت رجولي قوي
لمعت عيني آسيا وهي بين ذراعيه بشيطانية وفي نظراتها الوعيد لإخلاص على محاولاتها في أذيتها ستندمها على مجرد تفكيرها في التفريق بينهم.
بصباح اليوم التالي داخل منزل خليل صفوان....
كان جلال يجلس بجوار زوجته في غرفة الجلوس وجليلة تجلس على المقعد المقابل لهم وهي تتحدث مع عمار الذي يتبادل مع جدته أطراف الحديث عن مدرسته وأصدقائه.
_احنا امتى هنروح نشوف بيتنا الچديد يابوي
وقع سؤال حفيدها على أذنها كالصاعقة التي احرقتها بأرضها وأخذت تتبادل النظرات بينه هو وابنها بدهشة وعدم فهم لكن جلال أجاب بهدوء تام على ابنه
_هشوف وقت فاضي واخدكم ياعمار
ركض عمار باتجاه والده وهو يتوسله بطفولية
جلال بجدية
_حاضر لو لقيت وقت فاضي هخدكم النهاردة كفاية عاد
التزم الصمت بعد عبارة والده وهو يبتسم بسعادة أما جليلة فقد نظرت لابنها وهي تسأله بدهشة امتزجت بڠضبها
_بيت إيه ده ياچلال
تنهد جلال الصعداء بقوة ثم تطلع لأمه مطولا قبل أن يهتف بلطف
_من فترة اشتريت بيت وبظبط فيه دلوك عشان ننقل هناك
_تنقل كيف يعني وهتهملني لحالي ياچلال
استقام من مكانه واقفا وتقدم نحوها حتى جلس بجوارها ليمسك يدها وهو يقول بحنو
_اهملك كيف ياما بس.. هو أنا أقدر اسيبك ومتقلقيش كل يوم والتاني هكون عندك واقعد معاكي شوية
لمعت عيني جليلة بالعبرات وراحت ترفع رأسه ليسقط نظرها على فريال فترمقها شزرا وهي تصيح بها في غل
التزمت فريال الصمت ولم تجيبها وتولى جلال هو مهمة الرد على أمه بحزم وضيق
_أما فريال ملهاش صالح أنا اللي قررت واشتريت البيت من غير ما تعرف حتى وبعدين قولتلها
التفتت جليلة نحو ابنها لتحدقه بعتاب وحړقة وهي تصيح
_وهو مين اللي خلاك تفكر إكده مش هي ولا لا
كان جلال يسهم بالرد عليها منزعجا لكنها تابعت دون أن تعطيه الفرصة للإجابة وهي تهب واقفة وتقول پغضب
_اعمل اللي يريحك ياچلال أنا مليش صالح بيك
أنهت كلماتها واندفعت لخارج الغرفة مسرعة فاستقام هو يهم باللحاق به لكن فريال لحقت به بسرعة وامسكت بذراعه توقفه وهي تهمس له بحنو
_سيبها لما تهدي اتكلم معاها ياچلال مش دلوك
مسح على وجهه وهو يتأفف پغضب لينظر لها ويقول بنفاذ صبر
_أنتي مش سمعاها بتقول إيه يافريال.. مفيش في مرة متعكننش عليا بكلامها
تنحنحت بصوت مسموع وهي ترسل له إشارات بأن يصمت ثم التفتت تجاه ابنها الذي يجلس ساكنا بعبوس يتابع شجار