الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والخمسون والاخير بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

جدته وأبيه قالت له بلطف
_اطلع ياعمار ياحبيبي على اوضتك خلص واچبك لغاية ما أچيلك 
هب الصغير واقفا وهو يوميء لأمه بالموافقة ثم يتجه لخارج الغرفة ويغادر فالتفتت فريال لزوجها مجددا وجذبته من يده معها نحو الأريكة ليجلسوا وتقول له برزانة
_معلش ياچلال هتعمل إيه مهما كانت هي أمك ومتقلقش أنا اتعودت خلاص على كلامها ليا ومعدتش بضايق 
جلال بعصبية شديدة
_أنا بضايق يافريال.. كلامها ليكي كأنه ليا أنا مش قادر افهم هي بتعمل إكده ليه لو مش قادر تحبك على الأقل تعاملك زين عشان خاطري أنا ولا حتى أنا مليش خاطر عندها ولا أهمها واصل
رتبت فريال على كتفه بحنو وهي تبتسم له بمعالمها الجميلة وتقول
_هدي نفسك ياحبيبي.. وهي مسيرها هتعرف أن اللي بتعمله ده غلط ويمكن لما ننقل ونروح بيتنا تتغير وتدرك تصرفاتها الغلط
أصدر زفيرا حارا في قلة حيلة وهو يدفن وجهه بين راحتي كفيها مرددا
_يارب يافريال يارب.. أن تعبت والله
انحنت عليه وقبلته من شعره بحب ثم همست في أذنه برقة وهي تبتسم له باتساع أكثر
_تحب اعملك القهوة اللي بتحبها من يدي يمكن تعدل مزاچك وتروقك
_كل حاچة من يدك حلوة يافريالي
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل والسعادة ثم سحبت يدها من قبضته بلطف لتهم واقفة وتتركه متجهة نحو المطبخ لكي تحضر له فنجان القهوة خاصته.
كانت آسيا في طريقها للطابق الأرضي حيث المطبخ لكنها لمحت زوجها وهو يتجه نحو غرفة أمه فابتسمت بخبث وانتظرته حتى دخل الغرفة فأسرعت نحوها ووقفت خلف الباب لكي تستمع لحديثهم الذي بدأ كالاتي.
إخلاص بدفء
_كيفك ياولدي 
أجابها عمران بصوت غليظ ووجه خالي من التعابير
_زين ياما الحمدلله 
ثم تحرك واقترب من الفراش ليجلس على حافته صامتا رغم نظراته المريبة التي تقول الكثير وكانت تثير قلق إخلاص التي سألته بعدم فهم
_مالك ياعمران في حاچة حصلت ولا إيه! 
ثبت نظره على عيني أمه ثم أردف بحزم
_كنتاي بتتكلمي في إيه مع منى ياما امبارح
ارتبكت وانقعد لسانها بعد سؤاله فاستغربت لحظات طويلة وهي تحاول إيجاد رد مناسب تجيبه به حتى قالت في الأخير بتلعثم
_ولا حاچة ياولدي كنا بنتكلم عادي هو أنت عرفت كيف أني كنت بكلمها!
تحولت نبرة عمران الهادئة لغليظة ومستاءة وهو يهتف
_يعني مكنتيش بتتفقي معاها عشان تسقطوا آسيا وټموتي ولدي
اتسعت عيني إخلاص پصدمة وبسرعة راحت تجيبه صائحة پغضب
_مين اللي قالك الكلام ده.. أكيد الحرباية مرتك عاوزة تولع الدنيا.. أنا كنت بتكلم مع منى صح بس مقولتهاش حاچة كيف إكده واصل
عمران پغضب هادر
_امال كنتي بتقوليلها إيه.. لما آسيا بتكذب عليا عاد!
ازدردت ريقها بتوتر وقد لانت صلابة تعبيراتها وتراجعت شجاعتها فتابع عمران بحدة عندما لم يحصل على رد منها
_ما تردي ياما!! 
أجابته إخلاص باضطراب وعدم صدق
_أنا كلمتها وأما عرفت أن عمتك واختها مسافرين قولتلها تاچي تقعد إهنه معانا كام يوم لغاية ما يرچعوا 
ثار وهاجت عواصفه أكثر حيث صاح بعصبية مخيفة
_تاچي وين.. أنا سبق وقولت مش عاوز منى ترچع إهنه واصل بزيادة اللي عملته
هتفت إخلاص وهي تحاول إقناعه برأيها
_ياولدي عيب اللي بتقوله ده حتى عشان عمتك متزعلش.. وبعدين هي هتاخد كام يوم وتمشي 
عمران بصوت جهوري مرعب
_أنا قولت كلمتي ياما مش عاوز منى في البيت إهنه أنا مرتي حامل ومش حمل مشاكل ولا زعل 
قالت إخلاص وهي تترجاه بلطف وتوعده
_لا وعد عليا أنا مش هخليها تقرب من مرتك واصل ولا تزعلها حرام عليك دي بت عمتك غلبانة والله وهبلة 
هتف بلهجة لا تقبل نقاش أكثر وصوت رجولي أجش
_خلص الكلام ولو حصل أي حاچة لولدي ياما مش هسامحك

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات