الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والخمسون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

خير 
تمتمت جليلة بصوت نابع من صميمها وهي تدعو ربها
يارب ياولدي ربنا يحفظك ليا ولولادك وميوريناش فيك حاچة وحشة أبدا
ردد خلفها بعطف
اللهم آمين ياما اطلعي أنتي عاد نامي وارتاحي وأنا كمان هطلع أنام
ابتعدت عنه وهي تبتسم له بحنان أمومي وتمسك فوق كتفه بكل لطف هامسة
حاضر ياحبيبي اطلع أنت ريحي جسمك ونام وأنا شوية إكده هبقى اطلع
طيب تصبحي على خير ياغالية 
جليلة بعينان لامعة بالحب النقي
وأنت من أهله ياولدي 
قاد خطواته نحو السلم يصعد درجاته بهدوء وبطء دون عجلة حتى وصل للطابق الثاني حيث غرفته وعندما وقف أمام الباب أخذ نفسا عميقا ورسم بسمة صافية ودافئة لكي يقابل بها حبيبته ولا يثير قلقها وخۏفها عليها أكثر مد يده بمقبض الباب واداره ثم دفع الباب للداخل ببطء ودخل أغلقه خلفه بهدوء وفور التفاته نحو الغرفة رآها تجلس فوق الأريكة وتحدقه بعتاب وڠضب وسط دموع عيناها السابحة فوق وجنتيها بغزارة فتسمر بأرضه للحظات مندهشا لكن سرعان ما تدارك الموقف واسرع نحوها ليجلس بجوارها ويحاوطها بذراعيه ضاما إياها لحضنه متمتما
مالك يافريال پتبكي إكده ليه أنا كويس أهو قصادك مفيش حاچة 
دفعته بعيدا عنها بسخط هاتفة في انفعال حقيقي وبكاء شديد
من الصبح وأنا برن عليك ومش بترد عليا كنت هتچن من الخۏف عليك وحسيت ضغطي علي وتعبت قوي وأنت حتى مفكرتش تطمني عليك ولا ترد عليا
حاول احتواء الموقف واحتوائها بكل ذكاء حيث فرد ذراعيه ليحاوطها مجددا مجيبا بأسف صادق وحزن
حقك عليا ياحبيبتي صدقيني التلفون كان صامت وأنا اتلهيت ونسيت ما اتصل بيكي متزعليش أنا مبتحملش اشوف دموعك والله وأنتي حامل والزعل غلط عليكي
أبعدت ذراعيه عنها وهي تهتف بمكابرة وانزعاج وسط صوتها المبحوح الذي مزق قلبه
بعد عني ياچلال
لاح شبح ابتسامته العابثة وهي يتعمد الاقتراب منها أكثر وبذراعيه يحاول محاوطتها وضمھا وسط صوته الهاديء الذي يذيب القلب
لا ابعد عنك كيف مقدرش بعدين مش هتسأليني خدوني ليه ولا تطمني عليا حصلي إيه هناك
هزت رأسها بالرفض وهي مازالت تأبي النظر لوجهه وتحاول التملص من بين لمساته وذراعيه هاتفة في جفاء مزيف ليس حقيقي
لا مش عاوزة اعرف مهو أنت كيف الحصان قصادي ماشاء الله عشان تتعلم بعد إكده متنسنيش
زم شفتيه بعبوس متصنع ليجيبها متصنعا المړض
مين قالك أني كيف الحصان ده أنا تعبان قوي! 
التفتت له أخيرا وطاعته بطرف عيناها في نظرة استهزاء وهي تلوي فمها وتهتف
هو فين التعب ده! 
امسك بكفها الناعم ورفعه حتى يسار صدره ليضعه تحديدا عند قلبه ويهمس لها وهي يتصنع الاڼهيار النفسي والحزن
إهنه 
لم يلبث للحظة حتى تابع بنفس النبرة لكن نظراته أصبحت أكثر إثارة للشفقة
قلبي تعبان واتوحشك قوي حني عليا وعليه عاد وبزيادة
منعت ضحكتها بصعوبة وردت عليه تسأله ببرود مزيف
بزيادة إيه! 
قال وهو يكتم بسمته حتى لا يفسد اللحظة المؤثرة
بزيادة نكد 
اتسعت عيناها پصدمة وراحت تصيح به مشټعلة
أنا نكدية ياچلال 
هتف بسرعة يصحح ما قاله حتى لا يفسد كل محاولاته في نيل رضاها
لا ياحبيبتي أنا قصدي بلاش نكد دلوك يعني مش عاوزين زعل أنا متوحشك قوي ورغم كل اللي حصل بس چاي مزاچي رايق شوية وحابب نكون چار بعض ونقضي ليلة حلوة
رأى تعبيرات وجهها تعود لطبيعتها مجددا بعدما اقتنعت وهدأت ثورتها بما قاله فابتسمت برقة وقالت له مستسلمة
طيب قولي عاد خدوك ليه القسم
قال بنفاذ صبر وهو يقترب منها أكثر
مش وقته دلوك أنا أقولك اتوحشتك تقوليلي القسم والحكومة بعدين ابقى احكيلك 
مالت برأسها للخلف وهي تقول بحدة على عكس تعبيرات وجهها الضاحكة
لا احكيلي دلوك وه چلال بلاش

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات