رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والأربعون بقلم ندى محمود توفيق
إليه ثم انحنت ووضعت الطعام على الفراش بجواره وصعدت إليه لتقترب منه وتهمس في أذنه بصوت أنثوي يذهب العقل
_بابا يلا قوم
لم تحصل على ردة فعل منه فعادت تهمس بأنوثة أكثر وهي تبتسم
_بابا
فتح عيناه أخيرا بخمول وهو يضيق عيناه بتعجب من ذلك الصوت الأنثوي الذي يهمس في أذنه ب بابا لوهلة ظن نفسه يحلم وابنته التي لم تولد بعد هي من تنده عليه هكذا عندما الټفت برأسه للجانب رأى زوجته وهي تبتسم له برقة وتهمس
سألها بنظرات تائهة وعدم فهم
_أنتي اللي كنتي بتقولي بابا!!
ضحكت بخفة وردت وهي تشير لبطنها
_لا هي كانت بتنده عليك عايزاك تقوم عشان نفطر سوا
انحرف نظره وسقط فوق صينية الطعام الموضوعة بجواره على الفراش فعاد بعيناه لها رافعا حاجبه بدهشة ليجدها تقول في حنان جميل
_يلا قوم عاد عشان ناكل أنا وبتك چعانين
_فريال أنتي تعبتي تاني ولا إيه!
التزمت الصمت ولم تجيبه فقد اكتفت ببسمة ثغرها الساحرة فقط حتى وجدته يكمل بتعجب
_فطار جاهز وچاي لغاية عندي على السرير وبتصحيني بكل رومانسية وحب.. ده إيه الدلع ده.. ده أنا آخر مرة دلعتيني فيها إكده كانت قبل چواز آسيا
_وكل يوم هدلعك إكده كمان ووعد هنرچع كيف الأول وهرچع فريال حبيبتك كيف ما كنت وهتغير ومش هخرج عن طوعك واصل تاني ومش هزعلك مني تاني كمان
رأت الذهول يحتل ملامحه وهو يطالعها بعدم استيعاب حتى قال مبتسما بعد برهة من الوقت والتحديق الطويل بها
_فريال أنتي متأكدة أنك كويسة!!!!
_اتوحشتك قوي واتوحشت أيامنا مع بعض.. معدتش متحملة مشاكل تاني ياچلال ولا زعل بينا.. كفاية حزني على أبوي مش عاوزة نكون أنا وأنت كمان بعاد عن بعض.. أنا سامحتك وأنت كمان سامحني واوعدك أني هتغير وارچع كيف الأول تاني
أنفاسها الساخنة التي تلفح بشرته الغليظة ونبرتها الأنثوية الدافئة أذابت ثلوج قلبه كان ينوي أن يعذبها قليلا في بعده عنها لكنها هي من تفعل ولا يستطيع الصمود أمامها أكثر فقلبه العاشق لا يعرف القسۏة على حبيبته وسيرفع راية استسلامه بكل سهولة أمام معذبته.
_اتوحشتيني قوي يعني!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم باتساع فقال بعبث ومكر
_طب ما توريني يلا
فهمت ما يلمح إليه فضحكت بدلال وانحنت عليه وهي تلثم كل جزء تطوله شفتيها من وجهه ورقبته ثم تقول في النهاية بعدما انتهت
_هااا إيه رأيك
حدثنا بنظرة لعوب تنبض بالرغبة وهي يعتدل في جلسته ويهم بالانقضاض عليها
وضعت يدها فوق صدره توقفه وهي تضحك برقة وتهتف بفرحة
_استني بس المهم قولي أنت سامحتني خلاص صح
تنهد الصعداء بقلة حيلة وهو يقول مبتسما
_للأسف مش عارف اعمل إيه في قلبي الطيب ده اللي مبيتحملش زعلك ولا فراقك من كتر حبه فيكي.. لكنه أنتي چبارة
ابتسمت له بغنج وهي تهمس بغرام
_ما أنا وعدتك أني هتغير عاد.. بحبك قوي
_وأنا كمان بحبك ياروح قلبي .
داخل غرفة عمران وآسيا بمنزل ابراهيم.....
كان يقف عمران أمام باب الحمام بانتظارها حتى تنتهي من إجراء الاختبار لهفته وفرحته دفعته للوقوف بجوار الباب من فرط عدم صبره كان يستند بذراعه على الحائط وعيناه عالقة على باب الحمام ينتظر خروجها بفارغ الصبر وعندما طال انتظاره راح يطرق فوق الباب وهو