رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
اسمنا بنقتل في بعض من غير سبب.. يعني التار خلص ياعمي ومنصور الحكومة هتچيبه
كانت فريال خارج الغرفة تقف خلف الباب تستمع لحديثهم وعندما سمعت اسم منصور اتسعت عيناها بدهشة وعدم استيعاب وبسرعة ابتعدت عن الباب لتتجه نحو أمها الجالسة على الأريكة بسكون تام تحدق في الفراغ بنظرات تائهة جلست بجوارها وسألتها
_أما هو منصور اللي قتل أبوي صح!
_يعني مش چلال
بتمام الساعة الثانية ظهرا......
وصلت فريال لمنزل زوجها وقادت خطواتها البطيئة باتجاه الدرج تقصد غرفة أولادها لكي تأخذ لهم ملابس تكفيهم خلال اليومين الذي سيقضونه معها في منزل جدهم لحسن الحظ أن جليلة لم تكن موجودة فهي ليست في مزاج للنقاش معها أبدا.
_أيوة چهز البضاعة وافرزها وأنا چايلك في الطريق
_دي بضاعة تبع المعرض ولا إيه
حدقها مطولا بصمت دون رد وكانت نظراته جافة كتعابير وجهه بالضبط حتى قال في عدم مبالاة
_خير يافريال!
_چيت آخد شوية هدوم للعيال عشان ملهمش هدوم في بيت أبوي
جلال بثبات وبرود غريب
_ليه هما هيقعدوا قد إيه معاكي!
أجابته بنبرة رقيقة
_يعني يومين
حدقها لثواني بجمود قبل أن يستدير ويهم بالانصراف لكنها أوقفته بصوتها الحزين
_مش هتسألني أنا هقعد لغاية مېتا ولا هتقولي أرجع امتى!!
_اقعدي زي ما تحبي يافريال براحتك.. مش فارق معايا أصلا
اتسعت عيناها بدهشة بعد عبارته الأخيرة وبسرعة اقتربت منه لتديره بجسده نحوها وهي تسأله في عينان دامعة
_مش فارق معاك كيف يعني!
نظر في عيناها الدامعة بثبات دون أن يرف له جفن وقال بسخرية مريرة
_كيف ما أنتي مش فارق معاكي
صعقها برده القاسې وبتلك اللحظة فقط أدركت جدية الأمر وأنه حقا لن يسامحها بينما هو ف للمرة الثانية يستدير وكان سيذهب ويتركها لكنها قبضت على ذراعه وتمتمت بصوت مبحوح
_لو مكنتش فارق معايا مكنتش رچعتلك ووقفت قصادك اكلمك
مسح على وجهه وهو يزفر بخنق ثم نظر لها پغضب أخيرا هاتفا
_هتكلميني في إيه يا فريال ما أنتي قولتي اللي عاوزاه وزيادة امبارح وراچعة ليه مش أنا اللي قټلت أبوكي
أطرقت رأسها أرضا وبدأت عيناها تذرف الدموع في غزارة وهي تجيبه بصوت منخفض ويحمل بحة تضعف القلوب
_لا مش أنت.. عمك
رغم أن منظرها اضعفه لكنه أبي الخنوع وإظهار ذلك حيث تابع بنفس قسوته وهو يبتسم ساخرا