رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
يجيبها
_وراچعة دلوك طبعا بعد ما عرفتي أني مش أنا اللي قټلت عشان تصلحي اللي عملتيه وتعتذري
سالت عبراتها بقوة أكثر وبدأ صوت بكائها يرتفع فتابع هو بصلابة مزيفة فهو يحارب حبه ومشاعره التي تلح عليه بأن يسامحها وينسى ما قالته أو حتى يلتمس لها العذر لكنه رفض الاستماع لذلك الصوت فهو التمس العذر لها في كل شيء وسامحها وهي لم تفعل لمرة واحدة حتى حان دورها الآن لتبذل القليل من الجهد لأجله
رفعت رأسها عن الأرض ونظرت لها بوجهها الغارق بدموعها لتقبض على كف يده تحتضنه وهي تهتف بأسف وقهر
_لا مخسرتكش.. أنا آسفة ياچلال سامحني أنا مكنتش حاسة بروحي وكان مۏت أبوي حارق قلبي وواچعني قوي متهملنيش وتديني ضهرك في اكتر وقت محتچاك فيه چاري
للحظة أخرى وكان سينهي كل شيء لكنه صمد حتى لو داخله غفر عنها ونظراته ټحتضنها بدلا من ذراعيه لكن استحوذ عليه الانزعاج منها فجعله يظهر برود المشاعر وهو يجيبها بصوت غريب يثبت صراعاته الداخلية
سكنت تماما وتوقفت عيناها عن ذرف الدموع مندهشة من رده الغير متكرث بأمرها رغم توسلها له بأن يظل معها ولا يتركها أخذت تحدق في الفراغ أمامها پضياع ووجهها كله ممتليء بدموعها وجسدها ارتخى حتى قدرتها على البكاء فقدتها ووجدت قدماها تقودها دون وعي نحو الغرفة للداخل وأكملت طريقها حتى الفراش ثم تسطحت بجسدها فوقه وهي تحدق في ضوء الشمس المتسلل من النافذة بسكون مريب وعيناها تذرف الدموع مجددا لكن دون أن يصدر منها أي صوت فقد كانت كالچثة الهامدة التي بلا روح.
ظلت تتأمله بإشفاق وحزن شديد حتى سألته برقة واهتمام
_بلال أنت كويس
كانت عيناها ثابتة على الطريق أمامه لا ينظر لها وعندما سمع سؤالها هز رأسه بالنفي وبعد ثواني الټفت لها يطالعها پضياع هامسا
لمعت عيناها بالعبرات حبا وحزنا عليه ليتها تستطيع الآن أن تضمه وتعانقه حتى تحمل عنه بعض همومه لكنها لا يسعها فعل شيء سوى البقاء بجواره محاولة التخفيف عنه بكلماتها المحبة له حتى لو أنها تدرك جيدا أن ذلك لن يجدي بنفع معه ومهما تقول لن يخفف عن ألمه.
حور بصوت يحمل بحة مميزة
_أنا جمبك دايما يا بلال.. ادعيله ربنا يرحمه ويغفرله
أجابها بنبرة غريبة تثبت انهياره
_منظره وهو بين يدي وغرقان في دمه بعد ما