الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ليقترب منها بتريث ويقف خلفها وهي أمام الخزانة
_هتفضلي لغاية مېتا إكده مبتبصيش في وشي ده أنا ما صدقت أنك رضيتي عني يافريال وملحقتش افرح ولا اتهني برجوعك ليا.. ودلوك بقينا كيف الأول من تاني
أخذت نفسا عميقا والتفتت له بجسدها تقول في جدية وضيق
_لا مرچعناش كيف الأول ياچلال بس أنا لازم اعمل إكده عشان تعرف وتفهم أن اللي عاوز تعمله غلط حتى لو مكنش أبوي لكن المبدأ نفسه غلط.. أنا معنديش مشكلة في أن أبوي يتعاقب على غلطه ولازم ياخد جزائه بس مشكلتي في القټل
ابتسم بسخرية وڠضب بسيط وهو يرد
_امال أنتي عاوزاه ياخد جزائه كيف
هتفت بقوة واستياء
_في مليون طريقة يتعاقب بيها مش بس القټل والدم والتار اللي دمرنا وعاوزه دلوك يقضي علينا واصل فكر فينا وفي اختك وأنها للأسف خلاص حبت عمران وهو حبها انتوا لو في فرصة أن الدنيا تتصلح والمشاكل تخلص باللي هتعملوه هتنهوا على كل حاچة وهتفرقوا الكل
جلال بنظرة قاسېة وممتلئة بالشړ والغل
_طول ما أبوكي موچود مفيش حاچة هترچع كيف ما كانت ولا المشاكل هتخلص يافريال هو سبب كل حاچة وللأسف الحكاية هتنتهي پالدم كيف ما بدأت 
أسرعت تحاول إقناعه بوجهة نظرها ومحو فكرة الٹأر من عقله حيث أمسكت بكف يده واحتضنته بقوة تنظر في عيناه پقهر وتوسل متمتمة
_لا أنت اللي بيدك تنهي الډم والتار ده أو تخليه مستمر وملازمنا وملازم حتى عيالك محدش له ذنب فينا في اللي حصل ياچلال وعيالك ملهمش ذنب.. عاوزاهم هما كمان يشيلوا الحمل ده فوق روسهم وحياتهم تتدمر ولا يبقوا معاديين خالهم وواقفين ضده مع أن عمران ملوش ذنب كيفنا كلنا.. معقول هترضي تضيع عيالك وأنت شايف أهو بسبب أبوي عياله بقوا كيف وحياتهم ادمرت.. عاوز عيالنا يبقوا إكده برضوا أو حتى أنا مش بتفكر فيا وأني بحبك كيف ومقدرش على بعدك عاوز تحرمني منك ياچلال.. صدقني مش هقدر اعيش من غيرك
رأت الاصرار والڠضب الذي على ملامحه بدأت يتلاشي تدريجيا وكأنها نجحت في إقناعه والتأثير به بكلماتها وهي تذكره بأولاده وبهم فهتف يجيبها بخنق ويأس
_غصب عني يافريال مش قادر اسيب حق أبوي
ردت عليه بسرعة وهي مستمرة في محاولاتها لإقناعه
_أبوي غلط ولازم هيتعاقب بس فكر في أي حل تاني تعوزه ويرضيك غير القټل وصدقني أني بنفسي هقف في صفك وهقنع عمران وهخلي أبوي ينفذه بس أبوس يدك بلاش القټل وبلاش ډم تاني 
وجدته ساكنا يحدثها بصمت دون رد يفكر فيما تطلبه منه رغم أنها على حق في كل كلمة لكن مشاعره تمنعه من الانصياع لصوت عقله المنطقي وبالنهاية هتف مغلوبا شبه مستسلما
_ماشي يافريال 
لمعت عيناها بوميض مشرق وبسرعة ضحكت بفرحة وهي تسأله
_ماشي إيه موافق يعني 
جلال بحدة وبهجة رجولية حازمة
_لا طبعا مش موافق بس هفكر ولو هدي لنفسي فرصة التفكير من تاني فده فعشان عيالي كيف ما قولتي
اتسعت بسمتها أكثر وقالت بحب ونظرة دافئة
_عشان عيالك بس يعني!! 
جلال متنهدا بقلة حيلة
_وعشانك يافريال كمان لأن حتى أنا مش عاوز اخسرك ولا ابعد عنك 
ارتمت عليه وعانقته بقوة وهي تلف ذراعيها حول رقبته وتقول بعينان دامعة من فرط مشاعرها الجياشة
_أنا عارفة أنك حنين وبتحبنا وقلبك مش هيطاوعك تعمل فيا وفي ولادك إكده وتحرمنا منك ومتأكدة أنك هتغير رأيك وهتلاقي حل وسط والحق يرچع بس من غير ډم  

داخل منزل داليا......
كانت جالسة فوق الأريكة بالصالة وشاردة الذهن تفكر بزوجها والقلق يستحوذ عليها منذ أمس لكنها لا تجرؤ على الاتصال به وربما تخشى ردة فعله قطع وصلة شرودها وتفكيرها صوت ابنتها الصغيرة وهي تهتف
_مامي هو بابا فين مش هيجي النهاردة 
ردت على ابنتها بكل عفوية وعبوس
_لا ياريم بابا تعبان ومش هيقدر يجي 
اتسعت عيني الصغيرة پصدمة وقالت لأمها تسألها بحزن
_تعبان ليه 
سكتت داليا ولم تجيب على سؤالها بينما الصغيرة فتابعت بلهفة وحنو
_طيب اتصلي بيه أنا عايزة أكلمه
طالعتها داليا مطولة بيأس وتفكير لكن سرعان ما ابتسمت بحماس عندما فكرت أنها يمكنها استخدام ابنتها الصغيرة لامتصاص شحنة غضبه وتلطيف الأجواء القاسېة بينهم فجذبت هاتفها بسرعة وأجرت اتصال به ثم أعطت الهاتف لابنتها لكي تتحدث هي معه أولا.
كان إبراهيم جالسا فوق مقعده داخل غرفة الخاصة بالوكالة وعندما صدح

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات