رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
صوت رنين هاتفه التقطه ونظر لشاشته يقرأ اسم المتصل وبسرعة أجاب پغضب ينوي الانفجار في زوجته صارخا لكن كتم صوته بسرعة فور سماعه لصوت ابنته الصغيرة
_الو يابابا
ابتسم ابراهيم بحنو واجابها بكل دفء
_أيوة ياريم عاملة إيه يابابا
بتلك اللحظة كان بلال قد فتح باب الغرفة ودخل على والده فتقدم نحو الأريكة الصغيرة المقابلة لمقعد والده وجلس عليها ليراقبه وهو يجري حديثه مع أخته الصغيرة كالآتي
ردت عليه الصغيرة بفرحة وحماس شديد
_وعد
قهقه بخفة ثم أجابها مبتسما
_وعد أن شاء الله يلا عاد سلام أنا هقفل عشان ورايا شغل
وعدته الصغيرة وأغلقت الاتصال ثم أخبرت أمها بما قاله لها والدها رغم ارتياحها بأنه سيأتي غدا إلا أن قلقها زاد أكثر.
_وتستني ليه لغاية بكرا يابوي روح من دلوك
تأفف ابراهيم بخنق ورد على ابنه بحزم
_خير يابلال
طالت نظرة بلال الغاضبة والمخزية لوالده قبل أن يقول بحدة
_عمران حكالي على كل حاچة وأنك أنت اللي قټلت خليل
ابتسم ابراهيم باستنكار وهو يجيب على ابنه بضيق
_إيه وأنت چاي تقولي سلم نفسك كيف ما أخوك قالي
_أيوة عشان هو ده الصح يابوي.. لمصلحتك ولمصلحتنا كلنا وعشان محدش يأذيك ولا التار يرچع من تاني بينا
هل ابراهيم واقفا وهو يصيح منفعلا
_وأنا قولت لا يا بلال مش هسلم روحي وأنا معملتش حاچةومفيش مخلوق يقدر يأذيني من أساسه
انهى عباراته واندفع لخارج الغرفة ثائرا بينما بلال فاستقام وهتف مناديا عليه يحاول إيقافه
بتمام الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل مساءا داخل غرفة عمران وآسيا...
كانت آسيا تقف أمام المرآة وهي تسرح شعرها ومرتدية ثوب وردي ناعم وقصير يصل فوق ركبتيها وبحمالات عريضة لم تكن منتبهة لنظراته الثابتة عليها وهو يتمعنها بجرأة ويتفحص كل جزء رغم أن لم يكن على ثغره أي ابتسامة وكان وجهه بلا تعابير لكن عيناه كانت تحمل كل المشاعر المتضاربة ما بين الانزعاج والرغبة والحب يتأمل في جسدها الممشوق وشعرها الغزير والطويل الذي يغطي ظهرها كله وذلك الثوب المثير الذي يزيدها جمالا لولا علاقتهم المضطربة والحزن الذي بينهم لكان الآن انقض عليها.
_مالك بتبص إكده ليه!
دار بنظره على جسدها وهو يرد عليها بسؤال آخر يحمل لهجة الاستنكار
_إيه اللي لبساه ده
سكتت للحظة تستوعب سؤاله والسبب وراءه ثم نزلت بنظرها على جسدها تتفحص ثوبها وهتفت بعدم فهم
مال ثغره للجانب في بسمة ساخرة وعينان تلمع بوميض وقح وخبيث قبل أن يجيبها
_مش لبس واحدة كانت امبارح والصبح بتطلب الطلاق أبدا
رغما عنها ابتسمت وهي تشيح بوجهها عنه مغلوبة ثم ردت بنبرة ساخرة
_امال لبس إيه!
اقترب منه وهو يبتسم بلؤم ويتمتم
_واحدة هي وچوزها كيف السمنة على العسل ومفيش بينهم أي حاچة وهي متچهزاله عشان يقضوا ليلتهم الصباحي
توردت وجنيتها بحمرة الخجل وبسرعة هتفت في ارتباك واستياء شديد وهي تحاول الهرب منه
_لا مفيش الكلام ده أنا لبساه عادي
ظهرت أسنانه من وسط بسمته وهتف بمكر
_بس أنا مش شايفه عادي!
توترت أكثر وخجلها ازداد الضعف فقالت وهي تعود برأسها للخلف هاتفى بجدية بسيطة رغم رغبتها به لكنها تقاوم
_عمران متنساش كلامنا الصبح واللي قولته ليك
اختفت ابتسامته وظهر محلها الخنق والڠضب وهو يرد منزعجا
_مش فاكر يا آسيا ومش عاوز افتكر فهتفت بخفوت وهي تهم بجذب الغطاء عليها
_تصبح على خير
وجدته يجذبها من ذراعها وهو يهتف باستهزاء من تصرفها
_بتعملي إيه
آسيا بتعجب
_هنام!
عمران بحزم وعينان مشټعلة بلهيب الرغبة
_مفيش نوم.. كان لازم تفكري زين قبل ما تلبسي لبسك العادي ده
حجبت ضحكتها بصعوبة وقالت له برجاء محاولة الفرار من بين براثينه
_طب حقك عليا خليني أنام عاد ياعمران عشان خاطري واوعدك مش هكررها تاني
ابتسم بسخرية ورد بخبث
_ومين قالك أني مش عاوزك تكرريها أصلا!!
شعرت بجسدها كله تجاحته برودة غريبة من فرط الخجل والتوتر بينما هو فانحنى عليها وهمس أمام وجهها مباشرة بصوت تغمره مشاعر العشق والرغبة
_بحبك ياغزالي
ابتسمت في استحياء وحب ظاهر في نظراتها له لتجد لسانها يتحدث