الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

صوت رنين هاتفه التقطه ونظر لشاشته يقرأ اسم المتصل وبسرعة أجاب پغضب ينوي الانفجار في زوجته صارخا لكن كتم صوته بسرعة فور سماعه لصوت ابنته الصغيرة
_الو يابابا 
ابتسم ابراهيم بحنو واجابها بكل دفء
_أيوة ياريم عاملة إيه يابابا 
بتلك اللحظة كان بلال قد فتح باب الغرفة ودخل على والده فتقدم نحو الأريكة الصغيرة المقابلة لمقعد والده وجلس عليها ليراقبه وهو يجري حديثه مع أخته الصغيرة كالآتي
_لا ياحبيبتي أنا مش هقدر آچي دلوك.. بكرا أن شاء الله أول ما ترچعي من المدرسة هتلاقيني مستنيكي في البيت 
ردت عليه الصغيرة بفرحة وحماس شديد
_وعد
قهقه بخفة ثم أجابها مبتسما
_وعد أن شاء الله يلا عاد سلام أنا هقفل عشان ورايا شغل 
وعدته الصغيرة وأغلقت الاتصال ثم أخبرت أمها بما قاله لها والدها رغم ارتياحها بأنه سيأتي غدا إلا أن قلقها زاد أكثر.
بينما على الجانب الآخر هتف بلال پغضب
_وتستني ليه لغاية بكرا يابوي روح من دلوك
تأفف ابراهيم بخنق ورد على ابنه بحزم
_خير يابلال
طالت نظرة بلال الغاضبة والمخزية لوالده قبل أن يقول بحدة
_عمران حكالي على كل حاچة وأنك أنت اللي قټلت خليل 
ابتسم ابراهيم باستنكار وهو يجيب على ابنه بضيق
_إيه وأنت چاي تقولي سلم نفسك كيف ما أخوك قالي
بلال پغضب وبهجة رجولية حازمة
_أيوة عشان هو ده الصح يابوي.. لمصلحتك ولمصلحتنا كلنا وعشان محدش يأذيك ولا التار يرچع من تاني بينا 
هل ابراهيم واقفا وهو يصيح منفعلا
_وأنا قولت لا يا بلال مش هسلم روحي وأنا معملتش حاچةومفيش مخلوق يقدر يأذيني من أساسه 
انهى عباراته واندفع لخارج الغرفة ثائرا بينما بلال فاستقام وهتف مناديا عليه يحاول إيقافه
_يابوي استنى 

بتمام الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل مساءا داخل غرفة عمران وآسيا...
كانت آسيا تقف أمام المرآة وهي تسرح شعرها ومرتدية ثوب وردي ناعم وقصير يصل فوق ركبتيها وبحمالات عريضة لم تكن منتبهة لنظراته الثابتة عليها وهو يتمعنها بجرأة ويتفحص كل جزء رغم أن لم يكن على ثغره أي ابتسامة وكان وجهه بلا تعابير لكن عيناه كانت تحمل كل المشاعر المتضاربة ما بين الانزعاج والرغبة والحب يتأمل في جسدها الممشوق وشعرها الغزير والطويل الذي يغطي ظهرها كله وذلك الثوب المثير الذي يزيدها جمالا لولا علاقتهم المضطربة والحزن الذي بينهم لكان الآن انقض عليها. 
عندما انتهت والتفتت بجسدها ثم تحركت باتجاه الفراش ودخلت تحت الغطاء تنوي النوم تصنمت مكانها فور ملاحظتها لنظراته الجريئة والثابتة عليها فتسأله بقوة
_مالك بتبص إكده ليه!
دار بنظره على جسدها وهو يرد عليها بسؤال آخر يحمل لهجة الاستنكار
_إيه اللي لبساه ده 
سكتت للحظة تستوعب سؤاله والسبب وراءه ثم نزلت بنظرها على جسدها تتفحص ثوبها وهتفت بعدم فهم
_ماله اللي أنا لبساه!!
مال ثغره للجانب في بسمة ساخرة وعينان تلمع بوميض وقح وخبيث قبل أن يجيبها
_مش لبس واحدة كانت امبارح والصبح بتطلب الطلاق أبدا
رغما عنها ابتسمت وهي تشيح بوجهها عنه مغلوبة ثم ردت بنبرة ساخرة
_امال لبس إيه! 
اقترب منه وهو يبتسم بلؤم ويتمتم
_واحدة هي وچوزها كيف السمنة على العسل ومفيش بينهم أي حاچة وهي متچهزاله عشان يقضوا ليلتهم الصباحي
توردت وجنيتها بحمرة الخجل وبسرعة هتفت في ارتباك واستياء شديد وهي تحاول الهرب منه
_لا مفيش الكلام ده أنا لبساه عادي
ظهرت أسنانه من وسط بسمته وهتف بمكر
_بس أنا مش شايفه عادي! 
توترت أكثر وخجلها ازداد الضعف فقالت وهي تعود برأسها للخلف هاتفى بجدية بسيطة رغم رغبتها به لكنها تقاوم
_عمران متنساش كلامنا الصبح واللي قولته ليك 
اختفت ابتسامته وظهر محلها الخنق والڠضب وهو يرد منزعجا
_مش فاكر يا آسيا ومش عاوز افتكر فهتفت بخفوت وهي تهم بجذب الغطاء عليها
_تصبح على خير 
وجدته يجذبها من ذراعها وهو يهتف باستهزاء من تصرفها
_بتعملي إيه
آسيا بتعجب
_هنام!
عمران بحزم وعينان مشټعلة بلهيب الرغبة
_مفيش نوم.. كان لازم تفكري زين قبل ما تلبسي لبسك العادي ده
حجبت ضحكتها بصعوبة وقالت له برجاء محاولة الفرار من بين براثينه
_طب حقك عليا خليني أنام عاد ياعمران عشان خاطري واوعدك مش هكررها تاني
ابتسم بسخرية ورد بخبث
_ومين قالك أني مش عاوزك تكرريها أصلا!! 
شعرت بجسدها كله تجاحته برودة غريبة من فرط الخجل والتوتر بينما هو فانحنى عليها وهمس أمام وجهها مباشرة بصوت تغمره مشاعر العشق والرغبة
_بحبك ياغزالي
ابتسمت في استحياء وحب ظاهر في نظراتها له لتجد لسانها يتحدث

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات