الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

حاولت المقاومة مشاعرها تغلبها ولا تستطيع إنكار حقيقة أنها حتى هي اشتاقت لهم وبالأخص لأمها وأخيها.
انفتح الباب ودخل عمران فاشاحت آسيا بوجهها للجهة الأخرى رافضة النظر إليه بينما هو فرمقها بغيظ رافعا حاجبه ثم تحرك نحو الخزانة وفتحها لكي يخرج ملابس أخرى بدل التي يرتديها وبين كل لحظة وأخرى كان يرمقها بطرف عيناه سريعا وكلماتها بالأمس وهي تخبره بكل صراحة أنها تريد الانفصال عنه تشعل صدره كلما يتذكرها وتجعله يود الانفجار بها وتلقينها درسا حقيقيا على تلك السخافة التي تفوهت بها.
لم يكن حالها مختلقا عنه ورغم أن عيناهم لم تلتقي معا ولم تجمعهم الصدفة في تلك اللحظات ألا أنها حتى هي كانت تختلس النظر إليه في فضول وحزن وكأنها تحاول اختراق علقھ ومعرفة ما الذي يفكر به ويشعر به الآن تجاهها.
استقامت واقفة وكانت ستهم بالرحيل ومغادرة الغرفة كلها لكن أوقفها صوته الأجش
_رايحة وين 
هتفت بهدوء تام دون أن تنظر له
_هنزل اقعد تحت 
ظنها لا تريد البقاء معه بنفس المكان من شدة نفورها منه في حين أنها كانت تحاول الهروب منه حتى لا تضعف أمام مشاعرها فألقى بملابسه في عڼف على الفراش مستاءا واندفع نحوها ثائرا ليجذبها من ذراعها هاتفا بعصبية
_إيه مش طايقة تقعدي معايا في نفس الأوضة خلاص ولا إيه!
شعرت بالألم البسيط في ذراعها من قبضته القوية فقالت له بضيق
_سيب يدي وهملني ياعمران 
اشتعلت نظراته وتأججت نيران صدره أكثر فرغم أنها لن تكن تقصد لكنها بعباراتها أثبتت له ظنونه حول نفورها منه فوجدته يترك يدها ويلف ذراعه حول خصرها ليجذبها إليه پعنف فاصطدمت بصدره بقوة وللحظة شعرت نفسها محپوسة داخل قفص صغير وضيق جدا ولا تستطيع حتى الحركة فطالعته پصدمة وهتفت بعدم فهم وانزعاج بسيط
_إيه اللي بتعمله ده!! 
رأت يحدقها شزرا بغيظ وڠضب شديد دون أن يلين قبضته حولها ولو قليلا حتى ويسألها بحدة في نظرة تحدي
_قوليلي إكده تاني أنتي كنتي بتقولي إيه امبارح بليل 
فهمت ما يلمح إليه فنظرت في عيناه القاسېة بتحدي وكررت بشجاعة
_كنت بقولك نطلق.. معدتش شايفة أن هينفع نكمل اكتر من إكده مع بعض
صر على أسنانه مغتاظا وهو يحاول التحكم بزمام انفعالاته ويرد عليها بنفس تعبيراته السابقة
_وفي حاجة كمان تاني قولتيها
سكتت للحظة تتذكر حديثهم كيف كان وفور تذكرها اشتدت حدة ملامحها لتجيبه بثبات وجفاء متصنع
_قولت أني ندمانة أني حبيت.....
بتر عبارتها بمنتصفها ولم يدعها تكملها موضحا لها بفعلته أنها تزعجه بشدة ولا يقبل أن يسمعها منها حتى مهما حدث بينهم فلن يسمح لها بأن تفسد حبهم بكلماتها السخيفة تلك.
لحظات طويلة دامت حتى فاقت هي من سحر تأثيره وابتعدت عنه بسرعة مندهشة لتجده يهتف پغضب
_هو الطلاق بنسبالك لعب عيال عشان في أي مشكلة تحصل بينا تقولي طلقني 
آسيا بسخط وقهر
_أنت عارف زين أنها مش مشكلة عادية ياعمران وعشان إكده الط.....
صاح بها منفعلا يمنعها من استرسال حديثها
_مفيش طلاق وانسى الموضوع ده نهائي فاهمة ولا لا
هزت رأسها بعدم اقتناع وهي تبتسم بقلة حيلة وتجيبه
_أنت مش مدرك الوضع اللي احنا فيه يعني.. شايف أننا هنعرف نكمل بالشكل ده
هدأت نبرة صوتها حتى قبضته على خصرها لانت قليلا وهو يهتف بحزم
_مدرك وشايف كويس قوي بس ده مش معناه أني اطلقك واسيبك احنا كنا چار بعض وكملنا رغم كل الظروف اللي مرينا بيها بداية من چوازنا فمش هناچي في آخر محطة ونقف التار اللي بينا مش ذنبك ولا ذنبي 
حدقته مطولا بعينان دامعة قبل أن تبتعد عنه وتهتف في ألم
_صح مش ذنبنا بس كمان احنا ناسنا في النص ومفيش حد هيتخلى عن ناسه

خرجت فريال من غرفة أولادها بعدما انتهت من ترتبيها وكانوا هم بالمدرسة تحركت باتجاه غرفة نومها وبينما كانت في طريقها قابلت جلال الذي كان هو كذلك متجه للغرفة بعد عودته من العمل للتو تعمدت تجاهله وعدم النظر إليه واكملت طريقها كما هي بينما هو فتأفف بخنق وسار خلفها ودخل بعدها ثم أغلق الباب.
وجدها اتجهت فورا نحو الحمام دون كلمة فاقترب من الفرش وجلس على حالته ساكنا ينتظر خروجها وبعد دقائق طويلة نسبيا خرجت ولكنها كانت على نفس الحالة لا تنظر له ولا تتحدث فتأفف بنفاذ صبر وهب واقفا

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات