رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
يقول بنظرة أبوية وحب
_مش هيعرفوا ياولدي هيفضل الموضوع ده بينا بس وهما مش هيعرفوا
مسح عمران على وجهه وهو يتأفف محاولا تمالك انفعالاته حتى لا يفقد التحكم بنفسه ثم هتف لأبيه پغضب وبهجة رجولية صارمة
_بس أنا مش هسكت يابوي أنت غلطت ولازم تتحمل غلطك.. وافضل حل هو أنك تسلم نفسك للحكومة قبل ما حد يعرف وتقوم حرب محدش هيعرف ينهيها المرة دي
_وه عاوز تسلم أبوك ياعمران.. وأنا اللي كنت فاكر أنك أول واحد هتقف في ضهري ياولدي
عمران بلهجة صارمة ومستاءة
_أنا دايما في ضهرك يابوي بس اللي عملته ده مش حاچة سهلة أنت قټلت روح بريئة ملهاش ذنب ولو أنت ضميرك مرتاح فأنا مقدرش اتحمل الذنب ده معاك.. ورغم إكده لساتني في ضهرك وبحاول احميك واحمينا وعشان إكده بقولك سلم نفسك لأن ده أفضل حل ليك وللكل
_في مليون حل غير ده ياعمران.. أنا مش هروح اسلم نفسي على حاچة حصلت من غير قصد ومكنتش ناوي عليها
ألقى عليه عمران نظرة قاسېة وهو يقول برجولية
_لو مسلمتش نفسك أنا هبلغ عنك يابوي.. بنسبالك السچن ولا المۏت ارحم
لم يحصل على رد من ابراهيم بعد عبارته الأخيرة فتابع عمران بضيق وخزي
انهى عباراته ثم استدار واندفع لخارج الغرفة يترك ابراهيم بمفرده يفكر في كلمات عمران لكن نفسه السيئة مازالت تمنعه من تحقيق العدالة كما طلب منه ابنه للتو...
فتح عمران باب غرفته ودخل ثم أوصد الباب خلفه وتحرك نحو الفراش لكن آسيا دخلت من الشرفة وهي تقول بنظرة لامعة
الټفت لها ثم قال بخنق وانزعاج محلوظ
_أنا تعبان وعاوز أنام وارتاح يا آسيا
تقدمت نحوه بخطواتها الناعمة حتى وقفت أمامها ومدت يديها تمسك بكفيه وهي تنظر في وجهه مبتسمة وتقول
_وأنا بحبك ياغزالي
ارتمت بين ذراعيه تضع رأسها فوق صدره وهي تبتسم بحب حتى سمعته يقول وهو يلثم شعرها
_ربنا يعدي الأيام الچاية على خير يا آسيا
_يلا عشان ننام
أماءت له في ابتسامة دافئة وانتظرته حتى دخل في الفراش ثم انضمت له ووضعت رأسها فوق صدره تنام بين ذراعيه.. لتسمعه يقول بضيق مبتسما
_ملحقناش نتهنى بكام يوم حلوين.. بعد ليلتنا
ابتسمت آسيا بخجل وأجابته برقة
_الأيام الجاية كلها لينا يامعلم
_عندك حق ياغزال.. عشان معدتش صابر اكتر من إكده وكمان قريب عاوز ولي العهد يشرف
انزوت نظرها عنه خجلا ثم قالت في حب ورغبة حقيقة تدعو بها ربها
_يارب ياعمران
ضمھا لصدره أكثر وهو يتنهد مبتسما بعشق بينما هي فأغلقت عيناها تنوي النوم فغدا لديها يوم حافل لن ينتهي إلا عندما تكون راضية...
داخل غرفة جلال وفريال......
كانت جالسة فوق فراشها وتتحسس بيدها فوق ببطنها وهي تبتسم باتساع وتتحدث مع ابنتها بكل عفوية كما كانت تفعل مع أخوتها أثناء حملها بهم.. تفعل معها كانت دوما تتحدث معهم وربما تسرد لهم عن يومها تنقل لهم جميع عواطفها سواء حزن أو سعادة وتشاركهم كل لحظة تعيشيها تفعل الآن المثل مع شقيقتهم.
كان جلال يقف بجوار الباب منذ وقت طويل قليلا يراقبها ويستمع لحديثها مع ابنتهم وهو يبتسم رغم الأجواء المشحونة بالطاقة السلبية والشجار والتي لا تبشر سوى بقدوم طوفان مدمر إلا أنها