رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
نجحت في رسم البسمة على ثغره وانتشاله من قوقعة الڠضب والوعيد بالٹأر لوالده.. يشعر نفسه محاصر بالمنتصف بين النيران ولا يجد مخرج منها من جهة والده ومن جهة قاتله هو جد أولاده ووالد زوجته هو يعرف جيدا أنه لن يتنازل هذه المرة وكل مذنب سينال عقابه لكنه يخشى على أولاده وحبيبته هو خسر الكثير ولا يريد خسارتهم أيضا.
ملست بكفها الناعم فوق شعره وهي تجربه مبتسمة بمرح وغرام
_يعني بطني لما بتكبر مش بيبقى شكلي عفش
ضحك بخفة ثم رفع رأسه عن بطنها ونظر لها يقول غامزا
_بالعكس بتبقي احلى ومٹيرة
رفعت كفها واخفت به وجهها عن نظراته وهي تضحك في خجل شديد فاقترب هو منها وضمھا لصدره يقول بصوت حزين
ابتعدت عنه وهي تضيق عيناها باستغراب ثم سألته بقلق
_أنت كويس ياچلال.. أنا من ساعة ما رچعنا مشوفتكش ومقولتليش حتى ليه رچعنا بسرعة إكده وچدك قالك إيه
أخذ نفسا عميقا مغلوبا وهو يقول بنظرات قوية
_هتعرفي يافريال وهقولك بس مش دلوك.. المهم دلوك أنك أنتي وعيالي چاري ومعايا أنا مش عايز اكتر من إكده
_احنا دايما چارك ياچلال أنت سندنا وضهرنا ومن غيرك ملناش وجود ولا نعرف نعيش أساسا
بصباح اليوم التالي داخل منزل ابراهيم الصاوي....
قادت آسيا خطواتها الثابتة وهي تبتسم بخبث تجاه غرفة الجلوس حيث يجلس ابراهيم وكانت تحمل فوق يديها كأس الشاي الصباحي الخاص به كما طلب وأصر على أن تجلبه له زوجة ابنه موضحا أن يريد التحدث معها حول أمر مهم.
_خير ياحچ ابراهيم كنت عاوز تتكلم معايا في إيه
طالعها ابراهيم مطولا بغيظ قبل أن يهتف وهو يسألها غاضبا
اتسعت بسمتها لكنها تحولت لتصبح أكثر شيطانية بالأخص وهي تتذكر أن داليا قد عادت من القاهرة هذا الصباح وهي الآن بمنزلها تصرفت بكل برود أعصاب وهي تهز رأسها بالنفي مجيبة
_لا مش أنا
حدقها ابراهيم ساخرا وهو يقول بعصبية
_امال مين هيكون محدش يعرف بالموضوع ده واصل
_بس اللي اعرفه أن عفاف وإخلاص عارفين
اتسعت عيني ابراهيم پصدمة أنها تعرف كل هذه المعلومات وبسرعة سألها بانفعال
_يبقى أكيد إخلاص هي اللي قالتله مع أني حذرتها وهددتها متچيبش سيرة لعمران
لمعت عيني آسيا بوميض شړاني مخيف ثم أردف ببسمة مريبة
_لا مش إخلاص.. داليا مرتك الجديدة هي اللي قالتله وكمان هي اللي قالتله أنك متچوز وللأسف چات عندي في القاهرة وطلبت مني المساعدة أني اعرفها عنوان البيت عشان تاچي وتفضحك قصاد العيلة كلها وتاخد حقها وكل حاچة منك
رأت الذهول يعتلي ملامحه وتدريجيا بدأ يتحول لبركان حممه البركانية تغلي وعلى وشك الانفجار فابتسمت وقالت له بخبث
_عن أذنك أصل سامعة صوت تلفوني بيرن
استدارت وسارت باتجاه الباب وهي تبتسم بلؤم وفور مغادرتها أسرعت واختبأت عند الدرج خلف الغرفة منتظرة اللحظة المنتظرة.. ولم يدم انتظارها طويلا حتى رأته يندفع من الغرفة