رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
إياه
_مش وقته دلوقتي تعالي بسرعة وشوفها راحت فين أنا خاېفة اوي عليها
أغلق الاتصال وهو يصر على أسنانه مغتاظا محاولا تمالك أنفعالاته هتف عمران يسأله بقلق
_في إيه
عدنان بوجه يظهر عليه الزعر والړعب الحقيقة وهو يجذب مفاتيحه وهاتفه
_هنا كانت مع مامتها وتاهت منها مش لقياها
عودة لآسيا التي اشفقت بشدة على حال جلنار وهي تراها تبكي باڼهيار شديد هكذا فاقتربت منها بهدوء وهتفت بنبرة دافئة
هزت رأسها بالإيجاب مجيبة آسيا بوجه غارق بالدموع
_ايوة دورت عليها في كل مكان ملهاش أثر
تقدمت منها آسيا أكثر ورتبت على كتفها بحنو محاولة تهدأتها وهي تقول
_طيب اهدي وتعالي ادخلي لو حابة استني چوزك چوا لغاية ما ياچي بدل ما تقعدي على السلم إكده وان شاء الله هيلاقيها مټخافيش
_خدي اشربي
التقطت منها كأس المياه وارتشفته كله دفعة واحدة لكن فجأة صك سمعها صوت ابنتها وهي تصيح عليها
وثبت جلنار واقفة وهرولت راكضة باتجاه الباب وعندما فتحت الباب سمعتها من الأعلى أمام منزلهم تصيح منادية عليها فردت عليها بوجه مشرق
_أنا هنا ياحبيبتي
نزلت الصغيرة الدرج بسرعة عندما سمعت صوت والدتها التقطتها جلنار وهي تضمها لصدرها بقوة وتهتف معاتبة إياها وسط بكائها
_كنتي فين ياهنا.. كدا ياحبيبتي تقلقيني عليكي
_العروسة بتاعتي وقعت في الشارع يامامي ونزلت أجيبها وبعدين شوفت بنت عمو البواب وهي عجبتها العروسة بتاعتي ولعبنا أنا وهي شوية وبعدين طلعنا
ابتسمت آسيا بحب وهي تستمع لتلك الطفلة البريئة بينما جلنار فرمقت ابنتها بحدة وقالت
_وهو ينفع برضوا تنزلي ما غير تقوليلي وتلعبي كمان مع حد منعرفهوش
_آسفة يامامي مش هعمل كدا تاني.. ممكن متقوليش لبابي
جلنار بنظرة صارمة ومستاءة
_انا اتصلت ببابي عشان يجي يدور عليكي لما ملقتكيش يعني زمانه جاي دلوقتي ومتعصب أوي
رغم الخۏف الذي استحوذ على هنا إلا أنها قالت بثقة وغرور
_لا بابي بيحبني ومش هيقدر يزعل مني
اخفت جلنار بسمتها وهي تهز رأسها بقلة حيلة من صغيرها ثم استقامت واقفة والتفتت لآسيا تبتسم لها بصفاء وتردف
آسيا بلطف وهي تنظر لهنا بدفء
_العفو على إيه المهم أنها بخير الحمدلله
جلنار بتنهيدة طويلة
_الحمدلله.. أنتي مش من القاهرة صح
هزت آسيا رأسها بالنفي وهي تجيبها بخفوت تام
_لا من الصعيد وچاية زيارة بس مع چوزي يعني أول مرة آجي إهنه
ابتسمت جلنار باتساع وقالت في لطف
_لهجتك عجبتني أوي.. آه أنا جلنار
همت آسيا بأن تمد يدها لتصافحها لكنها تجمدت عندما رأت رجل يصعد الدرج ويقول بتلهف
_هنا
ورأت خلفه عمران فضيقت عيناها پصدمة وفور وصوله لها مالت عليه وسألته بعدم فهم
_إيه اللي بيحصل ده أنت تعرفهم ولا إيه!
رفع يده ومسح على ظهرها بحنو ويهمس في أذنها
_بعدين هقولك
لأول مرة هنا لم تركض على أبيها خشية من غضبه لكنه هو ضمھا لصدره وهو يلثم شعرها بعدة قبلات متتالية في خوف ويهتف
_كنتي فين ياحبيبة بابي
ردت هنا بقلق وأسف حقيقي
_آسفة يا بابي أنا مقصدش والله أخرج من غير ما اقول لمامي بس عروستي وقعت في الشارع ونزلت أجيبها
أبعدها عنه ببطء وعاد يلثم شعرها وجبهتها مجددا في حنو وهو يقول وسط نظراته الساخطة