رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
لزوجته
_أنتي متقصديش ياحبيبتي بس مامي تقصد.. المهم أنتي كويسة
أماءت له بالإيجاب وهي تبتسم بحب له وسعادة أنه لم يغضب بينما هو فاستقام واقفا والټفت لعمران الذي رتب على كتفه وهو يقول
_حمدلله على سلامتها الحمدلله أنها بخير
هتف عدنان في عذوبة وجدية تمتزج ببسمته
_الحمدلله.. انا همشي بقى ونبقى على تواصل أن شاء الله
_رايح وين تعالى ادخل تبقى واقف قصاد البيت ومتدخلش.. ادخل ونكمل كلامنا چوا
اجابه عدنان ضاحكا بخفة رغم أن ملامحه كان يظهر عليها الانزعاج الحقيقي
_خليها مرة تاني ياعمران الجايات كتير أن شاء الله
لم يرد أن يضغط عليه أكثر بالأخص بعدما أدرك أن علاقته بزوجته توترت ويبدو أنه غاضب منها بشدة فتركه على راحته وودعه بحرارة....
داخل منزل عدنان الشافعي....
دخلت جلنار الغرفة أولا ولحق بها عدنان ثم أغلق الباب واندفع نحوها يهتف پغضب
_وبعدين ياجلنار.. وبعدين
زمت شفتيها بضيق واقتربت منه تمسك بلياقة قميصه هاتفة في رقة تليق بها
_والله كنت هتصل بيك واقولك ومعرفش ازاي نسيت بس كنت مخڼوقة وزعلانة جدا وحسيت أنها وحشتني أوي عشان كدا روحت هناك
_أنا مليش دعوة بالكلام ده كله.. أنا اللي يهمني أنك طالعة من غير أذني والحمدلله أنه محصلش حاجة لهنا ورجعت
رددت بخفوت وحزن
_الحمدلله
ثم عادت تلف ذراعيها حول رقبته وتقترب منه أكثر لتعانقه وهي تتمتم في نعومة
_أنا آسفة واوعدك آخر مرة ياحبيبي مش هتتكرر تاني
نجحت في امتصاص غضبه بعناقها الناعم ونبرتها الساحرة فهدأت حدة انفعالاته وسكن بين يديها بالأخص عندما شعر بها تقبله من وجنته وتهمس له بدلال
ابتسم رغما عنه وهو يزفر مغلوبا ويقول لها بلهجة حازمة
_ماشي ياجلنار هعديها عشان بس النهاردة عيد جوازنا ومش عايز يكون في خناق
ابتسمت بسعادة غامرة وعادت تقبله من وجنتيه مجددا وهي تهمس بغرام
_بحبك أوي
مال عليها يلثم رأسها بعشق
_وأنا كمان يارمانتي
طال تمعنها المغرم به وكان على وشك أن يقترب أكثر منها لينغمسا معا في عشقهم وحبهم الخاص لكن الدخيل المعتاد لأفساد لحظاتهم وصل حيث دخلت هنا وهي تصرخ بسعادة طفولية
كانت جلنار تنظر لزوجها بأشفاق وهي تضحك لتجده يقول بنفاذ صبر وهو يمسح على وجهه متأففا
_متبصيش كدا ياحبيبتي أنا اتعودت خلاص.. دي لو ضرتك مش هتبقى كدا
اقترب من ابنته وهو يبتسم باتساع ويقبل رأسها بحنو مجيبا عليها
_بجد طب كويس يابابي تعالي يلا نطلع نتفرج على التلفزيون كدا كدا مفيش فايدة
بتمام الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل داخل منزل جلال.......
كانت فريال تجلس فوق الفراش بغرفتها وبيدها الهاتف تشاهد أحد البرامج على الأنترنت وبينما كانت منشغلة بالمشاهدة ومندمجة انتفضت عندما شعرت به يضع رأسه فوق حجرها وهو يبتسم لها بحنو فضيقت عيناها بتعجب تسأله
_بتعمل إيه!
جلال بصوت مرهق ونظرات ميتمة
_حاسس بصداع ومحتاچ احس بيدك وانتي بتعمليلي المساچ كيف ما متعود
ابتسمت له بدفء ثم تركت الهاتف ورفعت يدها برأسه تدلكها بكل لطف ورقة وهو يغلق عيناه بتلذذ الراحة تظهر بوضوح على صفحة وجهه استمرت يدها في أساء مهمتها لوقت ليس قصير والصمت هو سيد الموقف بينهم حتى خرج صوتها أخيرا وهي تسأله بصوت محتقن
_أنت قولتلي أني سبتك من غير ما افهم واتخليت عنك ومديتكش فرصة تدافع عن نفسك قصادي تعرف أن أنا كنت مستنية مكالمة تليفون