رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
ده ومش فارق معايا هو مين اللي مش بيحاول يافريال أنا ولا أنتي ده أنتي حتى مش بهون عليكي وأنا في عز تعبي وبتسممي سمعي كل ليلة بكلامك أنك معاوزنيش ولا بتحبيني أنا معترف بغلطي وعارف أن اللي عملته مش هتسامحيني عليه بسهولة وكنت مستعد احاول عشانك للآخر من غير ملل واعوضك واثبتلك حبي وان اللي عملته كان غباء مني ودفعت تمنه غالي قوي بس أنتي حتى مكنتيش بتديني فرصة ولا بتبصي في وشي
_آه يعني أنت تتچوز عليا وأنا آچي اخدك بالحضن واقولك معلش ياحبيبي أنا عارفة أنه ڠصب عنك وأنا كنت السبب عشان سبتك وهديك فرصة تاني تصالحني وتصلح غلطك!!!
توقفت للحظة ثم أكملت بصوت مبحوح وقد ازداد بكائها أكثر
_أنت لو عاوزني وعاوز تصلح غلطك صح هتحاول تثبتلي حبك من غير ما اطلب ولا أقولك أنا هديك فرصة هتحاول تطلب مني السماح وتفهم من نفسك أني محتاچة لده مش تتحچچ بأني مكنتش ببص في وشك والصبح تهددني وتقولي هتفضلي لوحدك في الضلمة وأنا مش هاخد بيدك ويبقى تستحملي قسۏتي وكرهي طالما مش عاوزة حبي.. هو ده مفهومك عن الاعتذار ياچلال وتصحيح الغلط!!!
_يعني افهم من كلامك ده أنك موافقة نبدأ صفحة چديدة وتديني فرصة اصلح غلطي واعوضك واخليكي تسامحيني
_لا
اختفت ابتسامته وتبدلت ملامحه في لحظة للدهشة الممتزجة بالغيظ وهو يتطلعها رافعا حاجبه بعدم فهم لم تريده بالضبط بينما هي فتركته واتجهت للشرفة.
عض على شفاه السفلية محاولا تمالك أعصابه وعندما الټفت جانبه رأى صحن الفراولة التقطه وراح يأكل بغيظ وهو يلقي الفراولة في فمه بغل لحظات معدودة ووجدها تدخل من الشرفة وتقترب منه ثم تجذب الصحن من يده هاتفة بانزعاج
حاول البقاء هادئا وهو يقول ساخرا
_هو مش أنتي كنت پتبكي دلوك ومضايقة!
رمقته بطرف عيناها وقالت في اقتضاب
_هو أنا عشان مضايقة يبقى مكلش يعني
أنهت عبارتها واتجهت إلى الشرفة مجددا بصحن الفراولة حتى تكمل أكلها بينما هو فبقى مكانه يحدق في أثرها مذهولا وراح يمسح على فمه ولحيته متأففا داعيا ربه أن يلهمه الصبر ثم صاح عليها لكي تسمعه
ردت عليه بفتور مزيف
_رايحين وين
ابتسم عندما فهم حماسها من سؤالها الفضولي فقال
_العين السخنة
بالقاهرة.....
تحركت آسيا نحو المطبخ لكي تقوم بتحضير العشاء فقد مر وقت طويل منذ تلك الحاډثة دون أن تدخل المطبخ أو حتى تتجول داخل منزلها كالسابق.
وقفت داخل قوقعتها الخاصة وبدأت في تحضير وجبة العشاء لهم وهي تبتسم بسعادة رغم أنها كانت تواجه صعوبة التحرك براحة بسبب اتكأها على ذلك العكاز لكن يكفيها أنها تسير على قدميها دون مساعدة من أحد بتلك اللحظات كان عمران يبحث عنها وعندما سمع ضجة بسيطة قادمة من المطبخ تقدم نحوه ووقف عند الباب يتابعها وهو يبتسم بحنو تعافيها كان يسعده أكثر منها وتلك اللمعة المميزة في عيناها التي يراها