رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
منذ الصباح تضاهي الدنيا كلها.
تحرك نحوها ببطء حتى وقف بجوارها وهمس بالقرب من أذنها في مداعبة
_مقدرش انكر أني الوكل من يدك وحشني قوي
التفتت له وابتسمت براحة مجيبة
_وأنا مبسوطة أني واقفة وبحضرلك الوكيل كيف الأول
ثم اخفضت نظرها أرضا وتمتمت بعينان لمعت بالدموع
_كنت فاقدة الأمل أني أرجع اقف تاني ياعمران
_وأنا قولتلك هترچعي واللي قولته حصل متفكريش عاد في اللي فات وافرحي
اغمضت عيناها وهي تضحك بمشاعر امتزجت بين الفرحة والعشق لكن وجدت يديها ترتفع لظهره وتعانقه بحب شديد ودون وعي منها كأنها مغيبة همست بصوت منخفض
_بحبك قوي
لسوء حظها أنه سمع بعض الحروف فابعدها عنها بسرعة وسألها ضاحكا
صمتت ودارت بنظرها على شيء حولها معادا وجهه تفكر في حيلة تنقذ نفسها بها من هذا المأزق بعدما أدركت فعلتها الساذجة بينما فقبض على كتفيها يهزها بلطف ويعيد سؤاله للمرة الثانية ضاغطا عليها بنظراته الساحرة
_عيدي اللي قولتيه
ازدردت ريقها بتوتر قبل أن ترد بجهل مزيف
_أنا مقولتش حاچة
رفع حاجبه بتهكم وهو يضحك في صمت بينما هي فنفرت يديه عنها وقالت پغضب مزيف حتى يتسنى لها الهرب منه
قهقه برجولية جميلة وأجابها بكل هدوء يضمر خلفه اللؤم
_طب اهدى مالك متعصبة إكده ليه.. خلاص مقولتيش حاچة وأنا سمعت غلط
ثم انحنى على أذنها وهمس بنظرات ليست بريئة متعمدا إثارة چنونها
_البتاع اللي لابساه ده مش حلو عليكي ومتخنك
نزلت بنظرها لثوبها المنزلي الطويل واتسعت عيناها پصدمة قبل أن تجيب بسخط
زم شفتيه للأمام في عبوس ورد في خفوت
_معرفش بس ممكن لو لبستي حاچة قصيرة ومريحة هتبقى حلوة عليكي اكتر
عقدت ذراعيها أسفل صدرها بعدما فهمت محاولاته الماكرة في الوصول لهدف معين لا تعرفه وراحت تسأله بسخرية مبتسمة
_حاچة كيف إيه يعني
غمز لها بعيناه في وقاحة وقال
_كيف القميص الأسود مثلا.. فكراه!
ردت عليها وهي تعود بوجهها الطعام تكمل تحضيره تتفادى النظر إليه من خجلها
_لا مش فاكرة حاچة وخليني عاد اكمل الوكل ياعمران
مال بوجهه عليها وهمس في نبرة جادة
_مهو الصراحة يا غزال أنا حطيته في دماغي وهتلبسيه يعني هتلبسيه مفيش مفر ليكي
_لا مش هلبس حاچة
رفع حاجبه بانزعاج من رفضها وعنادها وتحولت ملامحه من اللين للاستياء المزيف.. اضطربت بعدما رأته هكذا فانحبست أنفاسها وللحظة كانت سترفض مجددا لكنها استسلمت وقالت مغلوبة
_ماشي بس مش النهاردة
_تلفونك بيرن برا ياعمران
انتصب في جلسته يتمعنها مبتسما وهي تكمل تحضير الطعام تتهرب من النظر لعينيه الثاقبة فتنهد مطولا بحب وابتعد عنها وغادر المطبخ يتركها أخيرا بمفردها.
بصباح اليوم التالي.....
تحركت آسيا باتجاه الباب عندما سمعت صوت الرنين فقد ظنت أن عمران نسى شيء وعاد ليأخذه كانت خطواتها بطيئة واستغرقت وقت حتى وصلت للباب ولحسن الحظ أنها كانت ترتدي ملابسها الفضاضة وحجابها حيث اندهشت بالطارق عندما فتحت الباب وهتفت في ذهول
_سليم!!!
داخل منزل ابراهيم الصاوي.....
كان بلال في طريقه لغرفة الجلوس حيث يجلس والده لكي يتحدث معه وعند وصوله أمام الباب توقف وكان على وشك أن يرفع كفه ليطرق ويستأذن قبل الدخول لكن يده علقت في الهواء وهو يسمع لحديث أبيه في الهاتف.
_ لا أنا مش هقدر آچي عندكم ياحبيبة أبوكي أنتي أول ما تخف ستك هترچعوا أنتي وأمك للبيت تاني وهاچي اقعد معاكي قد ما تعوزي
سكون
تام للحظات قبل أن يكمل مرة أخرى متحدثا في الهاتف
_ايوة يا داليا خلي بالك زين من بتي متتشغليش مع أمك وتسيبي البت لوحدها إكده.. لساتها صغيرة
......... نهاية الفصل .......