الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وردت ممتعضة
_داليا 
اتسعت ابتسامة آسيا وهي تهمس لها هذه المرة بلين حقيقي
_وأنا آسيا
ثم تابعت وبلحظة واحدة تحولت للوجه المخيفة مجددا رغم أنها مازالت على بسمتها لكن نظراتها كانت تكفي لبث الړعب في قلب داليا
_وياريت يا داليا حمايا العزيز ميعرفش حاچة عن كلامنا ده ولا يعرف أن آسيا عرفت من الأساس أنه متچوز وده مش ټهديد ده نصيحة 
كانت تضغط على كلماتها الأخيرة بنبرة لا تحمل المزاح أبدا ثم تابعت بنظرها داليا وهي تغادر الحمام وتتركها بمفردها تبتسم في شيطانية ولم ينتشلها من حالتها سوى رنين الهاتف معلن عن اتصال من زوجها فأجابت عليه فورا في رقة غريبة كأن المرأة التي كانت تتحدث مع داليا للتو واحدة والتي تتحدث مع زوجها الآن أخرى! 
_أيوة ياعمران 
وصلها صوته الغليظ والقلق
_أنتي وين يا آسيا!!
ابتسمت بحب وقالت له ضاحكة
_روحت الحمام متقلقش.. وطالعة دلوك وراچعة 
رد عليها بالموافقة وانهى الاتصال بينما هي فغادرت الحمام وعادت لمكانها مرة أخرى تسير ببطء وكان هو بانتظارها بنفس المكان الذي تركها فيه.

في تمام الساعة التاسعة مساءا داخل منزل خليل صفوان.....
كانت فريال تجلس فوق الأريكة الصغيرة التي بالغرفة وتقوم بحياكة ملابس جديدة لصغيرتها القادمة بعد شهور معدودة لكنها التفتت نحو الباب عندما سمعت صوته وهو ينفتح ويدخل جلال حاملا بين يديه صحن أبيض كبير ممتليء بفاكهة الفراولة اتسعت عيناها پصدمة من السرعة التي استطاع بها إيجاد فاكهة ليس في موسمها هي ظنته سيستغرق أيام وربما لن يجلب لها من الأساس.
تركت ما بيدها وقالت له مندهشة
_دي فراولة!!!
تقدم منها وجلس على الأريكة بجوارها يضع الصحن بالمنتصف بينهم وهو يتمتم
_أنتي شايفة إيه! 
فريال بعدم تصديق وهي تبتسم بسعادة
_لقيتها بالسرعة دي كيف!! 
بادلها الابتسامة وهو يقول بلهجة رجولية جادة
_أنتي مش طلبتي وقولتي نفسك فيها.. وأهي الفراولة قصادك ملكيش صالح عاد لقيتها كيف ولا چبتها منين
تمعنت في الصحن أمامها بعينان لامعة وفورا حملته ووضعته فوق قدميها وبدأت تضع أول واحدة في فمها متلذذة بمتعة وهي مغلقة عيناها وتهمس
_امممم طعمها حلو قوي
تلألأت عينيه بوميض غرامي جميل وهو يهمس لها في دفء
_بالهنا والشفا 
كانت منشغلة في الأكل بنهم شديد ولا تنتبه له ونظراته الحانية حتى احست بكفه فوق بطنها هامسا بحب
_حبيبة أبوها لو طلبت نچوم السما أچبهالها
نظرت فريال له بطرف عيناها وبحركة مباغتة دفعت يده عن بطنها ساخطة وقالت بتهكم
_آااه يعني چبت الفراولة في نفس اليوم من غير صبر عشان بتك بس لكن لو أنا مكنتش حامل وكنت طلبت حاچة مكنتش هتسأل فيا
فغر شفتيه بعدم استيعاب لما تقوله وتحولات حالتها المزاجية كل لحظة ثم هتف في نفاذ صبر
_وأنتي وهي إيه يافريال مش واحد.. يعني هي اتكلمت دلوك وقالتلي يابابا هاتلي فراولة ما أنتي اللي طلبتي 
هزت رأسها بالرفض وقالت في ڠضب حقيقي
_لا أنا وهي مش واحد لما اولد هنبقى مش واحد
مسح على وجهه وهو يتأفف بقلة حيلة مستغفرا ربه ثم قال في ابتسامة متصنعة
_طبب يافريال احنا بنتكلم على دلوك.. لما تولدي أن شاء الله وتقومي بالسلامة نبقى وقتها نشوف الموضوع ده وكل طلباتك أنتي وهي أوامر ده لو أنتي طبعا رچعتي عن اللي في دماغك وفضلتي قاعدة
صاحت به مستاءة في عناد
_مش هقعد ياچلال.. أنت أصلا مش فارق معاك حاچة وحتى مش بتحاول تصلح غلطك وتخليني اسامحك لا ده أنت قلبت الترابيزة عليا وبقيت أنت الضحېة وأنا الظالمة 
رفع سبابته وهو يشير لنفسه مندهشا ويجيبها پغضب شديد
_أنا مش بحاول ومش فارق معايا!!.. كل اللي كنت بعمله

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات