الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

أما إخلاص يا أما ولادك وأنا وبنتك ملناش نصيب من الاهتمام ده أبدا
سكتت لثواني تستمع للرد منه ثم ردت عليه بعصبية أشد وعدم اكتراث
_أيوة عمران شافني من كام يوم وكان معاه مراته.. أعمل إيه يعني انقل ماما من المستشفى عشان ابنك بيعالج مراته هنا
اشتدت حدة الحوار بينهم الذي انتهى بصيحتها المستاءة
_ابراهيم أنا فيا اللي مكفيني وماما تعبانة مش فارق معايا دلوقتي ابنك يعرف ولا ميعرفش كل اللي يهمني ماما بس
أنهت عبارتها وانزلت الهاتف من فوق أذنها ضاغطة على زر إنهاء الاتصال تهتف وهي تتوعد لزوجها بغيظ
_ماشي يا ابراهيم صدقني أنا بنفسي اللي هقول لابنك وخلينا نشوف هتفضل لغاية امتى مخبيني أنا وبنتي وحارمنا من كل حاجة كدا 
ثم اندفعت ثائرة باتجاه الحمام فتابعتها آسيا ببسمة شيطانية وهي تهمس مستنكرة
_التالتة يا ابراهيم!!.. أنت إيه مفيش حاچة بتهدك بس دلوك وقعت في يدي أنت والعقربة عفاف كنت صابرة ومستنية الفرصة المناسبة وأهي چات تحت رچلي 
استقامت واقفة وتحركت متكأة على عكازها تسير ببطء خلف داليا إلى الحمام وعند وصولها وقفت أمام الباب وابتسمت بخبث ثم رفعت يدها تمسك بالمقبض وتديره لتدخل وتقفل الباب خلفها مجددا وجدتها تقف أمام حوض الوجه تغسل يديها فوقفت آسيا مكانها تتمعنها في بسمة مخيفة قليلا بينما داليا فقد اعتدلت وانتصبت واقفة وعندما استدارت خلفها واصطدمت بآسيا شهقت مڤزوعة ثم تسمرت بأرضها مندهشة.
ازدردت داليا ريقها بتوتر لكنها حاولت التصرف بطبيعية أو بالمعنى الأدق كأنها لا ترى آسيا من الأساس حيث تحركت باتجاه الباب وكانت تنوى المغادرة لكن قبضة آسيا على ذراعها اوقفتها عنوة وهي تقول لها مبتسمة بتكلف
_أنتي نسيتيني ولا إيه! 
ارتبكت داليا وظهر ذلك على ملامحها حتى لو حاولت إخفائها والتصرف بكل هدوء وطبيعية
_لا الحقيقة مش متذكراكي أنا آسفة
ابتسمت آسيا بتهكم ثم ردت عليها في لطف لا يناسب النظرات المريبة المستقرة في عيناها
_متقلقيش من أهنه رايح هتفتكريني زين ومش هتنسيني واصل
دفعت داليا قبضة آسيا عن ذراعها وصاحت بها غاضبة
_أنتي مين أصلا وبتكلميني كدا ازاي 
ضحكت آسيا بثقة قبل أن تجيب بنظرات محذرة
_أنتي عارفة زين قوي أنا مين زي ما أنا عارفة انتي وبنتك تبقوا مين
اتسعت عيني داليا پصدمة وسرعان ما تحولت إلى انزعاج وهي تسأل آسيا
_وأنتي عايزة إيه يعني دلوقتي!
لمعت عيني آسيا بوميض مريب واختفت البسمة اللطيفة والمزيفة من فوق ثغرها لتصبح على حقيقتها كساحرة مخيفة وهي توجه تحذيراتها لداليا
_نفس اللي عاوزه ابراهيم منك.. مش هتجيبي سيرة لعمران أبدا أن أبوه متچوز ومعاه بت صغيرة 
رفعت داليا حاجبها متعجبة وقالت ساخرة
_أنا كنت متوقعة أنك أول حاجة هتعمليها هتقولي لجوزك وهتفضحي حماكي.. ودلوقتي بتطلبي منك مجبلهوش سيرة ليه!
آسيا بلهجة قوية وصلبة
_ليه دي حاچة متخصكيش.. كيف ما أتچوزتي ابراهيم في السر ومحدش من عياله ولا حريمه يعرف يبقى هتكملي على إكده ومحدش هيعرف
ضحكت داليا باستهزاء من آسيا ثم اردفت بالامبالاة
_ولو معملتش اللي انتي بتطلبيه ده بقى وطلعت دلوقتي وقولت لجوزك هتعملي إيه
مال ثغره آسيا ببسمة شيطانية هاتفة في نظرة ممېتة
_هتبقى أنتي الخسرانة.. ولو كنت مكانك مكنتش هفكر أقف قصادي بس معلش ليكي عذرك لساتك متعرفنيش.. الأفضل تعملي زي ما بقولك لأن أنا مليش نية أذيكي أبدا إلا لو أنتي اضطرتيني لده
رغم الخۏف البسيط الذي تسلل لداليا بعد تهديدات آسيا المريبة إلا أنها تصرفت وكأنها لا تبالي من الأساس وهمت بالرحيل لكن آسيا أوقفتها للمرة الثانية وهي تسألها بتلك البسمة الغريبة مجددا
_متعرفناش صح!! 
زفرت داليا بخنق

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات