رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
أخرى خلال هذه الفترة.
كان منصور على الطاولة الكبيرة بمنتصف الصالة وبجواره علي وجلال وعلى الجهة المقابلة كان المأذون وبجواره سمير كان جميع الرجال يتمالكون افنعالتتهم بصعوبة حتى لا يقتلوا ذلك الوغد الجالس أمامهم والذي سيسلمون له ابنتهم رغما عنهم فقط حفاظا على شرفهم وسمعتهم.
بدأ المأذون مراسم الزواج الشرعية وبتلك اللحظات كانت خلود تنزل الدرج مع أمها وعندما رأت عشقيها يجلس معهم حول طاولة الزواج ويردد خلف المأذون ما يمليه عليه شعرت بالسعادة تغمرها أنه سينقذها من بين براثن عائلتها لكن سرعان ما تملك منها الړعب عندما رأت نظرات أبيه القاټلة لها فتشبثت بذراع أمها وأكملت معها نزول الدرج حتى وصلت نحو المقاعد وجلست تراقب مراسم زواجها محاولة عدم النظر لوجوه نساء العائلة وهم يرمقونها باشمئزاز وڠضب أما الرجال فكانوا يتحاشون النظر إليها عمدا حتى لا يفقدوا سيطرتهم على نفسهم.
_شنطة خلجاتها وين يا إنصاف
أشارت بيدها على الحقيبة وعيناها غارقة بالدموع فنظر منصور لسمير وهتف پغضب
_خدها وغوروا من إهنه قبل ما ارتكب چريمة فيكم احنا معدش عندنا بنات
_سمعت اللي قولناه ولا اقولهولك بطريقتي يمكن تفهم اصلك مبتفهمش غير بيها
امسك جلال به يمنعه وهو يهتف له بحزم
_علي اهدي مش عاوزين فضايح
انحنت خلود تحمل حقيبة ملابسها وقبل أن تتحرك انحنت عليها أمها تعاملها وهي تبكي بحړقة فاندفع نحوها منصور يجذبخا پعنف صارخا بها
اڼهارت إنصاف باكية بقوة أما خلود فقد سألت دموعها الغزيرة فوق وجنتيها دون أن تقوي على رفع عيناها في وجوههم.
اندفع سمير نحو خلود يجذبها من ذراعها للخارج پعنف دون أن يتفوه ببنت شفة تعجبت هي من قسوته معها لكن لم تهتم كثيرا قبل أن تخطو قدمها عتبة المنزل استوقفتها عبارة زوجة عمها جليلة وهي تقول بتشفي وتجبر
رمقتها خلود بغل وهتفت
_ولو رچع بيا الزمن كنت هعملها تاني عشان بتك شيطان مش ملاك كيف ما فاكرينها
التهبت عين جليلة وكانت على وشك أن تنقض عليها لكن فريال أمسكت بها وهي تهمس لها بضيق
_متسمعيش ليها يامرت عمي سبيها أصلا متستاهلهش تقللي من روحك عشانها
_امشي قصادي اليوم اللي عرفتك فيه حتى
ابتسمت جليلة بتشفي بعدما سمعت عبارة زوجها لها ونفس التشفي كان بعين فريال وجلال أما أنصاف فأخذت تصرخ وتبكي مولولة وهي تتوسل منصور
_يامنصور هتسيبله بتك كيف مش خاېف يعملها حاچة مش شايفه بيعاملها كيف
استدار منصور وقال بقسۏة وهو يتجه نحو الدرج
جلست إنصاف على أقرب مقعد لها وهي مستمرة في نحيبها وصړاخها على ابنتها بينما الجميع فقد تركها وذهبوا لغرفهم وأعمالهم تاركين إياها وحيدة أحزانها على ابنتها المخطئة...
بتمام الساعة الرابعة فجرا.......
فتحت آسيا عيناها بخمول فرأت عمران يقف فوق المصلاة يصلي صلاة الفجر ابتسمت بحب له ثم اعتدلت في نومتها جالسة وظلت تتابعه حتى انتهي وسلم فقالت له
_تقبل الله
أجابها بخفوت
_منا ومنكم أن شاء الله
آسيا بعبوس بسيط
_ليه مصحتنيش اصلي معاك
ابتسم لها ورد بجدية
_ادينا فيها أهو قومي يلا اتوضي وصلي قبل