الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أمامها وكل شيء يصبح أسود ولم تشعر بنفسها سوى وهي تسقط فوق الأرض فاقدة الوعي.

داخل منزل عمران بالقاهرة.....
كان يمسك بيدها ويحثها على الوقوف لكنها كانت متسمرة بمقعدها دون حركة وتتطلعه پخوف وتردد ثم تقول له
_مش هقدر ياعمران
انحنى عليها أكثر وأمسك بذراعيها ولفهم حول رقبته ثم تمتم لها مبتسما بثقة
_هتقدري ارمي حملك كله عليا وحاولي تقفي واحدة واحدة 
التقت نظراته المرتبكة مع عيناه الثاقبة فابتسمت تلقائيا برقة وبدأت تحاول النهوض من المقعد والوقوف على قدميها بعد محاولات صعبة وطويلة نجحت في الوقوف أخيرا فابتسم هو له بفرحة ثم ضمھا احضنه وتعلقت هي برقبته ودفنت وجهها بين ثنايا رقبته وكان هو  يضحك بلؤم

ابتعدت برأسها عن كتفه ونظرت له تهتف في غيظ
_متبقاش مستغل للفرص 
كان لا يفصل بين وجهيهم عن بعض سوى سنتي مترات بسيطة فابتسم ونظراته تتجول على وجهها برضا واضح عن ذلك الوضع ثم همس لها ببحة رجولية تذهب العقل
_اللي أنا شايفه إنك أنتي اللي لغاية دلوك لساتك بتستغلي أي فرصة عشان تفضلي فيها چاري وفي حضڼي
شعرت نفسها مغيبة مغنطسيا أمام نظراته وبحته الرجولية وبكل خضوع سألته في نعومة أنثوية
_أنت عاوز إيه ياعمران!
ابتسم بمكر ثم انحنى عليها ولثم وجنتيها بقبلة دافئة وابتعد للخلف مجددا ليتأمل في تلك العيون الساحرة التي تسحبه وتجذبه لداخلها بكل مرة ينظر لها ويهمس برد منحرف تماما عن سؤالها
_عيون الغزال دي خدت عقلي جمالها كيف السحر اللي بيجرني لطريق معرفلوش آخر
انعقد لسانها وتلونت وجنتيها بحمرة الخجل أو بالمعنى الأدق وجهها كلها أصبح عبارة عن بندورة من الطماطم الأحمر لا تملك القدرة على الرد ولا حتى الابتعاد عنه والتوقف عن التأمل في ملامحه الرجولية الجذابة كان لديها فقط عجز في الحركة والآن أصبح الكلام أيضا.
ستضعف وتستسلم لكل شيء لكن بسرعة قالت في صوت مبحوح ومتلعثم
_عمران أنا تعبت وعاوزة اقعد 
فاق من سحر تلك العينان وحالة الغرام ليدرك الوضع الحقيقي أنها مازالت مريضة ولا 
 مرة أخرى وهو يتمتم بسعادة
_بس بس.. أنتي تطلبي بس ياغزال 
_شوفت عاد مين اللي مستغل للفرص! 
وجدته ينفجر في الضحك فأخذت تتمعنه بحب حتى رأته يغمز لها ويسألها بهيام ملحوظ
_أنتي قولتي إيه من شوية لما مسكتي يدي 
راقبت تعابيرات وجهه الذائبة وهي تضحك ثم سمعته يقول بصوت يتصنع الصمود
_نامي يا آسيا وارتاحي نامي 
هتفت وسط ضحكها
_أنا مش عاوزة أنام 
عمران بنفاذ صبر مغلوبا
_خلاص اقعدي ساكتة واستمتعي بالهدوء
_حاضر يامعلم 
 يعبث بخصلات شعرها في رقة...
بعد انتهاء الطبيب من فحصه لفريال خرج جلال معه خارج الغرفة ليتحدثوا وراح يسأله
باهتمام
_الإغماء ده طبيعي ولا إيه يادكتور 
ابتسم له الطبيب وتمتم بالنفي
_هو للأسف مش طبيعي بيكون بسبب المجهود الكبير أو الضغط النفسي وعدم الأكل والاهتمام بالصحة وكله ده مؤشر خطړ لو استمر الوضع على الحال ده وخصوصا أن المدام لسا في الشهور الأولى بس هي حاليا كويسة ومفيش أي خطړ أو قلق على صحة المدام والجنين كمان 
اتسعت عيني جلال پصدمة واستحوذ عليه السكون الغريب للحظات يحاول استيعاب ما يقوله الطبيب ثم ردد خلفه بعدم فهم
ضيق الطبيب عيناه باستغراب وهتف
_أيوة المدام حامل في الشهر التالت

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات