الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل الرابع والثلاثون _
مرت ساعات منذ حديثهم الأخير الذي انتهى بجدال غير متوقع واعتراف صاډم بالنسبة لها والنهاية كانت رحيله وهو غاضب دون أن يترك لها فرصة للرد عليه تركها بين تساؤلاتها الكثيرة ونبضات قلبها المتسارعة لا تعرف هل يجب عليها الفرح أم القلق ربما لا تصدقه وربما كانت لا تتوقع منه اعتراف بتلك الطريقة الغريبة أو كانت تنتظره أن يكون أكثر رومانسية كما تخيلته دوما لكنه يتركها منذ ساعات بمفردها في وقت ولحظات من المفترض أن يكون فيها معها ربما هو محق قليلا في غضبه ولا تنكر أنها قد تكون ازعجته حقا بأصرارها على تجاهله وتعاملها بجفاء حتى لو كانت تعلم أنه لا يحبها لم يكن عليها أن تكون قاسېة هكذا معه وهو يحاول مواساتها ودعمها بكل لطف وحنان لكن كل هذا لا يبرر تركه لها وسط چحيم تفكيرها وقلبها المتهلب بعد القائه لقنبلة غير متوقعة هي أيضا من حقها الحصول على تفسير لكل شيء والشعور بصدق مشاعره.

سئمت وحدتها وتمددها فوق الفراش فقررت الخروج وكانت على وشك أن تجذب المقعد المتحرك وتحاول الجلوس فوقه لكنها توقفت عندها وجدت الباب ينفتح ويظهر هو من خلفه حاملا فوق ذراعيه صينية لطعام العشاء رمقته بقسمات وجه غامضة ليست غاضبة ولا سعيدة بينما هو فاقترب منها وجلس على آخر الفراش ليضع الطعام بالمنتصف هاتفا لها بخفوت
_كلي عشان تاخدي العلاچ
رمقته بنظرة قوية تحمل الدهشة وعدم الاستيعاب يجلس أمامها يتحدث بكل إريحية وكأنه لم يقل شيء منذ ساعات بدلا من أن يفسر لها ما قاله ويثبت حبه.
ظهر الانزعاج على معالمها فقالت له باقتضاب وهي تشيح بوجهها للجانب
_مش عاوزة أكل
رفع حاجبه بتعجب وقال في نبرة رجولية صلبة
_مفيش حاچة اسمها مش عاوزة.. لازم تاكلي عشان العلاچ
ثم تابع بلهجة تحمل السخرية والضيق الملحوظ يلقي بتلميحاته المغتاظة
_لو عايزة ترچعي تقفي على رچلك تاني عشان متحسيش بالشفقة من حد ولا تحسي نفسك تقيلة على الناس
رمقته شزرا وقالت بعناد شديد
_قولتلك مش عاوزة 
مسح على وجهه وهو يتأفف مستغفرا ربه ثم حدقها بحدة وقال في لهجة لا تحمل المزاح
_آسيا أنا مش هدادي فيكي كيف العيال الصغيرة.. كلي 
استقرت نظراتها المشټعلة داخل عيناه وهي ترمقه بتحدي وعدم اكتراث ثم تمتمت بنبرة محتقنة
_اطلع برا وهملني لحالي 
التهبت نظراته واحتقن وجهه من فرط الغيظ فاستقام واقفا وقال بلهجة آمرة وهو يشير نحو الطعام
_أنا هدخل الحمام آخد دش ولما اطلع الاقيكي خلصتي الوكل ده
تركها واتجه نحو الحمام فبقت هي مكانها لدقائق تنظر نحو الحمام وهي تشتعل غيظا منه وبين كل لحظة والأخرى عيناها تسقط على الطعام تحاول المقاومة لكن شعورها بالجوع يجذبها نحوه بشدة لوقت طويل نسبيا جاهدت في البقاء صامدة لكن بالنهاية استسلمت وراحت تبدأ في تناول الطعام كان طعمه لذيذ وشهي وكانت بين صډمتها أنه يملك موهبة الطبخ بهذه الاحترافية وبين جوعها الشديد الذي يجعلها تأكل بشراهة.
خرج من الحمام بعد الانتهاء فوجدها انتهت للتو من طعامها ابتسم وقال لها بغلظة
_چدعة 
لوت فمها مستهزئة وردت عليه بقرف
_كلت عشان مصلحتي بس مش خوف مثلا كيف ما أنت فاكر 
اتسعت ابتسامته ورد بتأكيد وهو مستمر بتجفيف شعره من المياه بالمنشفة
_أه ما أنا عارف
تفادت النظر إليه ومالت برأسها للجانب حتى لا تراه بينما هو فأكمل ارتداء ملابسه واقترب من الفراش رفع الغطاء وفور جلوسه بجوارها التفتت له وقالت بضيق
_هتنام چاري ليه! 
جز على أسنانه مغتاظا منها ثم هتف بنبرة منذرة
_نامي يا

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات