رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
لو كنت بتحبهم صح مكنتش هتجبلهم الشيطانة دي في البيت
_اطلعي فوق واستنيني حسابي معاكي بعدين
ثم الټفت نحو أولاده واملى عليهم تعليماته الصارمة
_وانتوا يلا على اوضتكم فوق انحنى بسرعة وحمل فريال فوق ذراعيه وهو يتجه بها نحو غرفة مكتبه الخاصة وسط صياحها المنفعل به ومقاومتها الشديدة له.
فتحت آسيا عيناها بانزعاج على أثر أشعة الشمس المتسللة من النافذة شعرت بملمس دافيء ومريح أسفل رأسها وعندما رفعت رأسها أدركت أنها نائمة بين ذراعيه ورأسها كانت فوق صدره تأملته وهو نائم وعلى ثغرها ابتسامة مغرمة جميلة ولوهلة تمنت أن تبقى طوال اليوم على هذا الوضع ولا تبتعد عنه لكن سرعان ما اختفت بسمتها عند تذكرها لشجارهم بالأمس واعترافه بحبه لها بطريقة مٹيرة للانفعال ومن ثم تصرفه بكل ببرود وكأنه لم يقل شيء غلت الډماء في عروقها وراحت تتوعد له.. أن كان اعترافه حقيقي فهي تعرف جيدا الطريقة المناسبة لجعله يأتي لها مجددا ويركع أسفل قدميه طالبا العفو منها على حماقته.
شهقت پصدمة وراحت تصرخ به مزعورة
_إيه ياعمران مش تخبط الأول!
رآها تجلس فوق مقعدها وسالمة ليس بها أي مكروه فغضن حاجبيه متعجبا ثم أردف بخفوت يحمل بعض الأمل
_أنتي قومتي لوحدك وچيتي الحمام!!
سكتت لثواني مستنكرة سؤاله قبل أن تجيبه ضاحكة
_أنت شايف إيه!
تقدم نحوها وجثى أمام مقعدها وهو يحدق بوجهها ويسألها بقلق ودفء
عادت برأسها للخلف وهي تتأفف بقلة حيلة ثم عادت له مجددا وقالت بجدية بسيطة
_عمران أنت شايف احنا وين.. أنا في الحمام ممكن لما اطلع نكمل كلامنا
رغم انزعاجه منها لكنه كبت غيظه وحوله لمرح وخبث حيث راح يغمز لها ويقول بنبرة لعوب
_ونكمل لما نطلع ليه ما أنا معاكي أهو وقاعد جمبك عشان اساعدك لو احتجتي حاچة
_أنت مهتم بيا وعاوز تكون چاري في كل وقت وكل حاچة وأنا مقدرة ده ومشكور يامعلم بس مش للدرچادي دي الحاچة الوحيدة اللي مينفعش تكون فيها چاري
كان ينظر لها بابتسامة عريضة وهو يسمعها واستمر ضحكه وصمته حتى بعدما انتهت وتوقفت عن الحديث فتقوست هي ملامح وجهها بقلق حقيقي وارتباك من نظراته وسكونه وقالت له بحزم
ضحك بقوة على تعابير وجهها ثم انتصب واقفا وتمتم له بمكر وهو يغمز بثقة
_هطلع متقلقيش ومسيرك هتحتچيني في حچات تاني كتير ياغزال
تابعته بنظراتها المندهشة