السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

فريال بوجهها للجانب وكتمت ضحكتها بصعوبة بينما هو فتنهد ورتب على ذراع أمه بحنو وهو يقول بزرانة
_مش مهم ياما اللي بتقوله فريال.. المهم دلوك أن آسيا تسامحنا الأول متضايقيش روحك عاد وقومي روحي اوضتك ريحي جسمك ونامي
لوت جليلة فمها بانزعاج ملحوظ ثم ألقت على فريال نظرة أخيرة ممتلئة بالغيظ واستقامت واقفة لتتحرك باتجاه الدرج تقصد غرفتها بالأعلى.
فور انصراف جليلة هبت فريال واقفة وكانت ستهم بالصعود لغرفتها هي أيضا لكنه أسرع نحوها وقبض على ذراعها بلطف وهو يهمس لها برجاء
_فريال تعالى معايا المكتب چوا عايز اتكلم معاك عشان خاطري 
جذبت يدها من بين قبضته پعنف ورمقته شزرا وهي تقول بقسۏة
_مفيش حاچة بينا نتكلم عليها غير العيال ولو عاوز تقول حاچة تخصهم يبقى قول دلوك مش عاوز يبقى متتكلمش معايا واصل
التفتت وسارت باتجاه الدرج لكن أوقفها ابنها الصغير الذي دخل من باب المنزل وهو ېصرخ بفرحة
_أما.. أبوي 
استدارت له وهي تبتسم باستغراب على حماسه وفرحته ثم تقدمت منه لتقف بجواره فتراه يخرج ورقة مستطيلة كبيرة بها شهادة تقدير على درجاته المرتفعة والجيدة في امتحانات منتصف العام ويقول بسعادة طفولية جميلة
_المدرسة النهاردة كرمت اللي طالعين الأوائل وأنا ومعاذ كنا من الاوائل بصي ياما
اتسعت عيني فريال بدهشة امتزجت بفرحتها الغامرة وهي تلتقط الورقة من ابنها وتتمعنها بتدقيق بينما معاذ فأخرج شهادته واعطاها لوالده وهو سعادته الذي تظهر على ملامحه لا تقل عن أخيه الصغير.
لمعت عيني فريال وامتلأت بالعبرات من فرط شعورها بالفخر والسعادة لنجاح أولادها وراحت تحتضنهم وتضمهم لصدرها وهي تلثم شعرهم بقبلات متتالية وتتمتم
_عيالي الشطار حبايب أمهم اللي دايما رافعين راسي عقبال ما اشوف شهادة تخرجكم كدا ياحبايبي وافرح بيكم
انحنى جلال على رأس كل من ولديه وقبلهم بحنو متمتما في نبرة أبوية جميلة
_عشان الدرجات الحلوة دي يلا جهزوا روحكم بكرا في مفاچأة 
قفزوا الأثنين فرحا وهم ېصرخون وسط ضحك فريال وجلال عليهم لكن الجميع توقف عن الضحك عندما ظهرت منيرة وهي تسأل بوجه ساخر بعض الشيء
_إيه بتصرخوا على إيه إكده! 
تبادل الطفلين النظرات المشمئزة فيما بينهم بينما فريال فثبتت عيناها على منيرة وهي تتمعنها بثقة وشموخ وعندما وصلت أمامهم ووقفت بجوار جلال ابتسمت فريال بخبث وراحت تسألها
_كيفك دلوك يامنيرة العيال بيقولولي مطلعتيش من اوضتك من وقت الدرس اللي ادتهولك
التهبت عيني منيرة وهي تتطلع في فريال أما جلال فراح ينقل نظره بينهم ثم سأل فريال بخشونة
_درس إيه ده! 
تحدث عمار وهو يقول متشفيا في زوجة أبيه
_أصل مرت أبوي ضړبتني لما كنت مسافر يابوي وأمي أدتها درس زين قوي
ظهر الذهول على معالم جلال الذي بظرف لحظة راح ينظر لمنيرة ويهتف لها ببشائر ڠضب مخيف
_اللي بيقوله ده صح!!
ارتبكت منيرة ولاح الخۏف على ملامحها وهي تدافع عن نفسها أمامه
ياچلال زعقلته وعشان هو قل أدبه عليا بس 
تدخلت فريال وتقدمت منها لتقف أمامها مباشرة وتقول بنظرات ڼارية ولهجة محذرة
_ولدي مبيكدبش متربي احسن تربية مش كيف تربيتك
منيرة بعصبية شديدة
_احترمي روحك يافريال واتكلمي زين معايا 
قبض جلال على ذراع فريال برفق وهمس له بنبرة لينة
_فريال خلاص مش قصاد العيال مينفعش إكده 
جذبت يدها من قبضته وصاحت به هو ومنيرة منفعلة
_لو رفعت يدها على ولادي تاني هكسرهالها المرة الچاية
جلال بحدة وڠضب حقيقي بدأ يظهر
_بزيادة عاد يافريال متنسيش أنهم عيالي كمان يعني مش أنتي وحدك اللي هتخافي عليهم 
ابتسمت له ساخرة ثم اقتربت منه وانحنت على أذنه تهمس له بلهجة لا تحمل الشفقة في صوت منخفض
_مهو واضح قوي حبك لولادك ..

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات