الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

من تصرفاته الغريبة وتلك الوقاحة التي تظهر لأول مرة منه وفور انصرافه انطلقت ضحكتها الصامتة رغما عنها...
دقائق طويلة نسبيا قضتها داخل الحمام وعند خروجها وجدته يجلس فوق الفراش ويتحدث في الهاتف مع بشار.. فهمت من كلامه أنه يتحدث عن العمل وعدم قدرته على الذهاب وهو يلقي بتعليماته الجادة على ابن عمه حتى يتابع الأعمال هو بدلا منه هذه الفترة.
كان هناك بعض الأسئلة التي تسبح في عقلها لكنها أثرت تجاهلها رغم صعوبة ذلك وتصرفت بعدم اهتمام حيث تحركت بمقعدها نحو المرآة ووقفت أمامها ثم جذبت فرشاة الشعر وبدأت بتسريح شعرها كانت بين كل لحظة والأخرى يسقط نظرها على صورته في انعكاس المرآة فتراه يتمعنها بعمق فتشيح بنظرها بسرعة في اضطراب ملحوظ لكن فجأة وجدته يتحرك وينحنى عليها من الخلف وهو يمد يديه ويجذب مقعدها للخلف تجمدت يدها مكانها وهي ممسكة بفرشاة الشعر وانتهى الأمر وهي أمامه بالمقعد وهو خلفه يجلس فوق الفراش وخطوته التالية كانت جذب الفرشاة منها وكل ذلك كان يتم بكل الحنو والرفق منه مما جعلها متسمرة مكانها كالصنم لا تحرك رأسها حتى ومستسلمة لكل فعل وحركة منه عقلها ېصرخ عليها وبذكرها بوعدها منذ قليل بأنها ستتجاهله وقلبها مسير وراء عواطفه.
شعرت به وهو يمرر الفرشاة بين خصلات شعرت يسرحه لها بكل رفق أغمضت عيناها پسكينة وهي تبتسم بحب كانت تشعر أنه يفهم ويدرك جيدا تأثير تصرفاته عليها ويستمر بفعلها لهدف معين لا تعرفه ويبدو أن المبارة هذه المرة لن تكون لصالحها كما اعتادت.
قطعت الصمت الجميل الذي بينهم بسؤالها الذي كان يأكلها أخيرا
_أنت مش هتروح الشغل لا وإيه 
أجابها بهدوء تام وهو مستمر بتسريح شعرها
_لا بشار قاعد إهنه وهيكمله بدل مني 
طرحت سؤالها الثاني وهي تنتظر سماع إجابه خاصة
_وأنت مش هتنزل ليه
كأنه قرأ أفكارها فابتسم عند سؤالها وأجابها بنبرة رجولية تذيب القلب
_عشانك.. مينفعش اهملك لحالك في البيت
منعت ابتسامتها من الظهور وقالت بخفوت محاولة إظهار التمنع
_بس أنا زينة وأنت شوفتني بنفسك كيف بقوم لوحدي
سرت قشعريرة في جسدها كله عندما شعرت بأنفاسه خلف أذنها ويده التي امتدت لتحتضن كفها وترفعه لثغره ليلثمه بحب متمتما
_بس أنا مش هبقى مطمن عليكي ياغزالي غير وأنتي قصاد عيوني دلوك مفيش حاچة بنسبالي أهم منك ياغالية 
التفتت له برأسها وطالعته بعينان دامعة ثم سألته پخوف
_عمران هو أنت بتعمل إكده عشان حاسس بالذنب وأن اللي حصلي بسببك وأنا فديتك بروحي
ظهر الانزعاج على ملامحه بلحظة ثم أردف لها بنفاذ صبر وضيق
_تاني يا آسيا!!.. مش هنخلص عاد من الحوار ده ولا إيه!!.. بزيادة كفياكي متسمميش فرحتك وراحتي بكلامك ده أبوس يدك
عادت برأسها للأمام في وجه عابس ورغم محاولاتها لحبس دموعها لكنهم انهمروا لا إراديا فوجدته يدير مقعدها لتصبح مواجهة له وبيده يمسح دموعها وينحنى عليها يلثم جبهتها وشعرها بعدة قبلات متتالية وسط همسه المحب لها
_أنا اكتر حاچة بتنمناها دلوك إنك ترچعي تقفي على رچلك تاني مش عشاني لا عشانك عشان مبقتش متحمل اشوف كسرتك ودموعك اللي مبتچفش من عيونك وصدقيني أنتي بس تقومي من تاني وأنا مش هحرمك من حاچة واصل وكل طلباتك أوامر بس أنا دلوك مش طالب منك غير حاچة واحدة إنك تستحملي شوية وتخليني امسك يدك واقف چارك عشان نعدي المحڼة دي على خير عايز أشوفك قوية كيف ما متعود عليكي
تمتمت بصوتها المبحوح والبائس
_ضعفي وكسرتي أنا مش بسمح لمخلوق يشوفهم غيرك أنت بس
احتضن وجهها بين كفيه وهمس وهو ينظر في

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات