رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
من تصرفاته الغريبة وتلك الوقاحة التي تظهر لأول مرة منه وفور انصرافه انطلقت ضحكتها الصامتة رغما عنها...
دقائق طويلة نسبيا قضتها داخل الحمام وعند خروجها وجدته يجلس فوق الفراش ويتحدث في الهاتف مع بشار.. فهمت من كلامه أنه يتحدث عن العمل وعدم قدرته على الذهاب وهو يلقي بتعليماته الجادة على ابن عمه حتى يتابع الأعمال هو بدلا منه هذه الفترة.
قطعت الصمت الجميل الذي بينهم بسؤالها الذي كان يأكلها أخيرا
_أنت مش هتروح الشغل لا وإيه
_لا بشار قاعد إهنه وهيكمله بدل مني
طرحت سؤالها الثاني وهي تنتظر سماع إجابه خاصة
_وأنت مش هتنزل ليه
كأنه قرأ أفكارها فابتسم عند سؤالها وأجابها بنبرة رجولية تذيب القلب
_عشانك.. مينفعش اهملك لحالك في البيت
منعت ابتسامتها من الظهور وقالت بخفوت محاولة إظهار التمنع
_بس أنا زينة وأنت شوفتني بنفسك كيف بقوم لوحدي
_بس أنا مش هبقى مطمن عليكي ياغزالي غير وأنتي قصاد عيوني دلوك مفيش حاچة بنسبالي أهم منك ياغالية
التفتت له برأسها وطالعته بعينان دامعة ثم سألته پخوف
_عمران هو أنت بتعمل إكده عشان حاسس بالذنب وأن اللي حصلي بسببك وأنا فديتك بروحي
_تاني يا آسيا!!.. مش هنخلص عاد من الحوار ده ولا إيه!!.. بزيادة كفياكي متسمميش فرحتك وراحتي بكلامك ده أبوس يدك
عادت برأسها للأمام في وجه عابس ورغم محاولاتها لحبس دموعها لكنهم انهمروا لا إراديا فوجدته يدير مقعدها لتصبح مواجهة له وبيده يمسح دموعها وينحنى عليها يلثم جبهتها وشعرها بعدة قبلات متتالية وسط همسه المحب لها
تمتمت بصوتها المبحوح والبائس
_ضعفي وكسرتي أنا مش بسمح لمخلوق يشوفهم غيرك أنت بس
احتضن وجهها بين كفيه وهمس وهو ينظر في