رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
واصل من الدنيا ونرتاح منك
بكت ضعفا والما من جموحه فتركها وقال بنظرة مشمئزة
_ال اللي لطختي شرفك وشرفنا معاه باعك وبيقول أنا مليش دعوة هي اللي كانت بتچيلي وتقرب مني وأنه مش بيحبك ولا عاوز يتچوزك بس متقلقيش هتتچوزيه وتغوري معاه في داهية
ظهر الذهول على ملامحها من كلمات أخيها وما يقوله حبيبها عنها ثم وجدته يكمل بقسۏة وهو يهم بالأنصراف
كانت ساكنة ودموعها تسيل في صمت صډمتها تظهر بوضوح في نظراتها وعلى وجهها الذي يعكس انكسار وعجز قلبها بينما علي فاستدار وغادر وتركها سجينة غرفتها مرة أخرى...
كان جلال يجلس بغرفة الصالون الكبيرة بمفرده يتابع أعماله المتبقية من صباح اليوم والهدوء المريب يستحوذ على الأجواء حوله ولا يسمع شيء سوى صوت الأوراق الخاص بالعمل وهي تتحرك بفعل نسمات الهواء الهادئة لكن هاتفه قطع صوت اندماجه فتأفف بخنق وتجاهله حتى ينهى رنينه لكن المتصل ملح ولا يتوقف عن الرنين المستمر فتأفف وهو يشتم بالأخير في غيظ ثم مد يده يجذب الهاتف ليجيب على ذلك المتصل وېعنفه لكنه توقف قبل أن يرد وتطلع بالشاشة التي تنير باسم منيرة في استغراب فأجاب عليها بخنق
ردت عليه بصوت مبحوح وضعيف وهي تستغيث به
_تعالى ياچلال بسرعة أنا تعبانة ومش قادرة آخد نفسي مش عارفة إيه اللي حصلي
ضيق عينيه بريبة وهتف في إيجاب قبل أن يغلق الاتصال
_طيب جايلك
انزلت الهاتف من فوق أذنها بعد انتهاء المكالمة وهي تبتسم بخبث ثم راحت تقف وتلقي نظرة على مظهرها وثوبها المثير في المرآة وهي تبتسم بشيطانية متذكرة كلام تلك الساحرة أنتي أعملي كيف مابقولك بس ومتقلقيش الليلة دي هتنولي مرداك كله وقريب هتيچي تديني حلاوة العيل كمان
_الحقني ياچلال صدري طالع نازل ونبضات قلبي سريعة مش قادرة اتنفس
اقترب منها وجلس جوارها يسألها بقلق بسيط
_إيه اللي حصلك مرة واحدة إكده يعني!
اعتدلت في جلستها ونظرت له بضعف هاتفة
لوى فمه وهتف يوبخها بضيق
_وتاكلي مالح ليه طالما عارفة نفسك بتتعبي.. استنى هچبلك عصير يمكن الضغط علي والعصير يريحك
استقام واقفا وانصرف يتركها تبتسم بثقة ومكر أن حيلتها الشيطانية نجحت نامت مرة أخرى وهي تتعمد إظهار جسدها من ذلك الثوب وبالأخص بعد عودته حيث نأولها كأس العصير وأخذت تشربه بكل بطء ورقة وهي تبتسم له بحب بين كل لحظة والأخرى رغم أنه كان لا يظهر أي ردة فعل تدل على تأثره من محاولاتها المٹيرة وكأنه لا يراها ولا يهتم لما تفعله أساسا لكنها استمرت تيقنا أن مفعول سحرها لن يخيب ظنها أبدا وسيحقق لها مرادها.
_بقيتي احسن دلوك
هزت رأسها له بالإيجاب ودون أي مقدمات مالت عليه ترتمي بين ذراعيه هامسة بدلال
_ربنا ما يحرمني منك واصل ياحبيبي
تجمد مكانه فور معانقتها له وشعر كأن شيء غريب صابه كان لا يريدها ولكنه لا يستطيع إبعادها لكنه قاوم ذلك الشعور وأبعدها عنه ببطء وسط نظراته الغريبة أما هي فشعرت أنها اقتربت من مرادها فقوست شفتيها بعبوس عندما أبعدها عنه وقالت في حزن وعين ممتلئة