الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

يشاهدها وهي مسطحة فوق الفراش ويديها ممتلئة بأبر المحاليل وجهاز التنفس الاصطناعي فوق أنفها نظراته لها كانت ضائعة ومهمومة ومشاعره تتضارب كلما يتذكر كيف القت بنفسها أمامه لتحميه وتأخذ الأڈى بدلا منه كأنها أصبحت آسيا أخرى ليست المرأة التي حاولت قټله لمرتين اليوم فضلته هو عليها.
ليتني لم أسمح لك بالخروج.. ليتك لم تدفعيني لتدفعي الأڈى عني وتتلقيه أنت كان صوت عقله وقلبه يردد بندم محملا نفسه ذنب ما أصابها وهي بين ذراعيه دون أن يستطيع حمايتها وبنفس اللحظة يعود ويستغفر ربه متقبلا حكمة القدر والبلاء فربما يحمل الشړ في ثناياه خيرا لا يعلمه إلا الله.
لم يفق من شرود عقله المهموم سوى على صوت الممرضة وهي تقول بابتسامة لطيفة 
_لو حابب تدخلها الدكتور قال مفيش مشكلة بس دقيقتين بظبط عشان متتعبش وأهم حاجة التعقيم والماسك
تنهد بعبوس وسألها باهتمام 
_هي فايقة  
هزت الممرضة رأسها بالإيجاب هاتفة 
_أيوة 
اماء لها بالموافقة وهو يتنفس مطولا براحة أنها استيقظت ثم راح يتجهز كما أخبرته حول ضرورة التعقيم وارتداء القناع الطبي قبل دخوله لغرفة العناية دقائق معدودة ودخل بهدوء وحرص شديد حتى عند غلق الباب ثم تقدم نحو فراشها وراح يجلس فوق مقعد صغير بجوار الفراش ويتمعنها مطولا وهي نائمة وجهها شاحب وبشرتها ازدادت بياضا من التعب والمړض لا يفهم ماذا يحدث له لكن رؤيته لها على هذه الحالة تمزق قلبه فرفع كفه ووضعه فوق كفها ثم احتضنه بدفء واحتواء جميل دون أن يبتعد بنظره عنها للحظة واحدة.
على أثر لمسته لها فتحت عيناها بضعف والتفتت له وفور وضوح صورته أمام ناظريها همست له بنبرة مميزة أثرته 
_عمران
خرج صوته يحمل بحته الرجولية الساحرة المفعمة بالحنان 
_نعم ياغزال.. أنا چارك اطمني 
مال ثغرها للجانب في ابتسامة مرهقة دون أن تنظر له فقد كانت تارة تفتح عيناها وتارة تغلقها من فرط التعب.
وصله صوتها الضعيف وهي تسأله باهتمام 
_أنت كويس 
ابتسم لها وأخذ يمسح فوق كفها بلطف متمتما في صوت ينسدل كالحرير ناعما 
_متفكريش غير في نفسك دلوك ملكيش صالح بيا.. أنا هبقى زين لما تبقي أنتي زينة وترچعيلي 
القت عليه نظرة رقيقة رغم التعب ولم يسفعها قول شيء بسبب ضعفها فقط ثم استقر في مقعده مرة أخرى وأكمل لدقائق متابعته الصامتة لها وهي نائمة قبل أن يترك يدها ببطء خشية من إيقاظها ويستقيم واقفا ثم يتجه لخارج الغرفة.
نزع عنه القناع الطبي واقترب من المقاعد الحديدية التي بالردهة وجلس فوقها مرجعا رأسه للخلف وهو يغلق عينيه ولم يفتحهم سوى على صوت الاقدام التي كانت تقترب منه وإذا به يجد أبيه وابن عمه قد وصلوا لكنهم لم يكونوا بمفردهم بل كانت أمه ومنى معهم توقف ورأى أمه تسرع في خطاها نحوه لتحتضنه بقوة هاتفة في ارتيعاد 
_طمني ياولدي أنت زين.. فيك حاچة
أجابها بخفوت وضيق ملحوظ 
_أنا كويس ياما الحمدلله أنتي إيه اللي جابك بس 
ردت إخلاص پغضب وحدة 
_اللي جابني أنت.. كيف يعني إيه اللي جابني.. أول ما قالي أبوك صممت آجي معاه
مسح على وجهه وهو يزفر الصعداء مغلوبا فاقترب بشار منه وهمس له بقلق 
_كيفها دلوك
تمتم بنبرة هادئة ومرتاحة 
_الحمدلله كويسة وفايقة
مال ثغر إخلاص بضيق وقالت هامسة بصوت مسموع 
_الوحش مبيجرلهوش حاچة ربك بيخلص الحقوق بعد اللي عملته فيك
رمقها عمران بنظرة جعلتها تبتلع لسانها داخل فمها وتفقد القدرة على النطق مجددا حتى ابراهيم نظر لها پغضب لكنه تجاهلها واقترب من ابنه يربت فوق كتفه

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات