رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
وقدميه تهتز بقوة من فرط الحړقة التي جعلت دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة لا إراديا وسرعان ما اڼهارت في البكاء المرتفع وراحت ترفع يدها تضعها فوق بطنها لتزداد حدتها في البكاء أكثر لم تهدأ إلا بعد وقت طويل وقررت الخروج والذهاب لغرفة أطفالها وقضاء الليلة معهم علها تهدأ وتنسى همها.
فتحت باب غرفة صغارها ودخلت فوجدت عمار الصغير نائم ومعاذ يجلس فوق فراشه متدثر بغطائه ومستيقظ فغضنت حاجبيها باستغراب واقتربت تجلس بجواره تسأله
أجابها بعبوس دون أن تلتقي عيناه بعينيها
_مش جايلي نوم ياما
اقتربت منه أكثر ورفعت كفها تمسح فوق شعره بحنو متمتمة
_ليه ياحبيبي إيه اللي مضايقك!!
تمتم بخفوت وخنق واضح في نبرته
_مفيش حاچة
ابتسمت فريال بدفء وقالت في نظرة ثقة
_مفيش كيف يعني.. هو أنا مش عارفة ولدي ولا شيفاه قصادي فيك حاچة ومش عاوز تقول.. يلا احكيلي عاد وقولي إيه اللي حصل
_أما أنتي صح هتسيبنا تاني!!
اتسعت عيني فريال بدهشة من سؤال ابنها وسرعان ما أجابته بالنفي القاطع وهي تضمه لصدرها
_مين اللي قالك الكلام ده.. أنا مقدرش اسيبكم ولا ابعد عنكم واصل
_من وقت ما رجعتي وأنتي وأبويا بتتخانقوا علطول وامبارح سمعتك وأنتي بتقوليله أنك هتهملي البيت وتهملينا وهو منعك ومرضيش يطلعك عشان إكده قعدتي
ارتخت عضلات وجهها وظهر عليها المرارة والضيق ثم تنهدت طويلا وزفرت متهملة وهي تجيب على ابنها بحكمة
_مفيش بيت مبتحصلش فيه مشاكل يامعاذ.. أنا قولت لأبوك إكده في لحظة ڠضب وحتى لو حصل وسيبت البيت المرة دي مش هطلع منه غير وأنت وأخوك معايا
_بس أنا وعمار مش عايزين نهمل بيتنا وأبونا ونمشي أنتي ليه عاوزة تهملينا أبويا بيحبك وبيحبنا قوي عاوزة تسيبينا مع مرت أبويا لحالنا وتمشي وأنتي عارفة احنا مبنحبهاش
تحولت نظراتها للحدة فور ذكره لزوجة والده وقالت پغضب
_أنا مستحيل أسيب عيالي للحرباية دي لوحديهم عشان إكده أنا رچعت عشانك أنت وأخوك ولو لساتني قاعدة فعشانكم برضوا
_طيب وأبويا
سكتت والحزن يعتلي ملامحها دون رد فوجدته يقول بعصبية وانزعاج تام
_انا زهچت من اللي اسمها منيرة دي أنا هقول لأبويا أني شوفتها بتسرق فلوس منه واخليه يطلقها ونخلص منها واصل ونرچع نكمل حياتنا كيف ما كنا مبسوطين
قالت فريال بسرعة في حدة وهي ترفع سبابتها في وجهه تحذره
سألها بفضول يلمع في عينيه وجدية لا تليق بطفل في العاشرة من عمره أبدا
_هتعملي إيه
قالت بنظرة شيطانية كلها وعيد
_هتعرف بعدين المهم متچيبش سيرة لحد ولما اقولك على حاچة تنفذها من غير ما تخلي حد يحس واصل بينا تمام
ابتسم بسعادة وغمرته الحماسة عندما أدرك أنه سيساعد أمه من الآن وصاعدا في التخلص من زوجة والده وبعفوية جميلة راح يلقي بجسده على جسد أمه وهو يضحك ويقول متأملا
_قريب هنرچع كيف ما كنا ياما قبل ما تيچي منيرة دي وتخرب بيتنا وحياتنا
تنهدت الصعداء بأسى وهي تضم ابنها لحضنها وتتمتم بتمنى
_أن شاء الله ياولدي أن شاء الله
بالقاهرة داخل المستشفى.......
كان يقف أمام زجاج غرفة العناية المشددة