الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وقدميه تهتز بقوة من فرط الحړقة التي جعلت دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة لا إراديا وسرعان ما اڼهارت في البكاء المرتفع وراحت ترفع يدها تضعها فوق بطنها لتزداد حدتها في البكاء أكثر لم تهدأ إلا بعد وقت طويل وقررت الخروج والذهاب لغرفة أطفالها وقضاء الليلة معهم علها تهدأ وتنسى همها.
فتحت باب غرفة صغارها ودخلت فوجدت عمار الصغير نائم ومعاذ يجلس فوق فراشه متدثر بغطائه ومستيقظ فغضنت حاجبيها باستغراب واقتربت تجلس بجواره تسأله 
_صاحي ليه لغاية دلوك يامعاذ! 
أجابها بعبوس دون أن تلتقي عيناه بعينيها 
_مش جايلي نوم ياما 
اقتربت منه أكثر ورفعت كفها تمسح فوق شعره بحنو متمتمة 
_ليه ياحبيبي إيه اللي مضايقك!! 
تمتم بخفوت وخنق واضح في نبرته 
_مفيش حاچة 
ابتسمت فريال بدفء وقالت في نظرة ثقة 
_مفيش كيف يعني.. هو أنا مش عارفة ولدي ولا شيفاه قصادي فيك حاچة ومش عاوز تقول.. يلا احكيلي عاد وقولي إيه اللي حصل 
هيمن الصمت القاټل بينهم لبرهة من الوقت هي تنتظره أن يتحدث وهو يفكر بتردد هل يتكلم أم لا بالنهاية حسم قراره ونظر لأمه بحزن وألم يسألها في عينان دامعة 
_أما أنتي صح هتسيبنا تاني!!
اتسعت عيني فريال بدهشة من سؤال ابنها وسرعان ما أجابته بالنفي القاطع وهي تضمه لصدرها 
_مين اللي قالك الكلام ده.. أنا مقدرش اسيبكم ولا ابعد عنكم واصل
ابتعد معاذ عن ذراعيها ونظر لها بخزي يقول 
_من وقت ما رجعتي وأنتي وأبويا بتتخانقوا علطول وامبارح سمعتك وأنتي بتقوليله أنك هتهملي البيت وتهملينا وهو منعك ومرضيش يطلعك عشان إكده قعدتي
ارتخت عضلات وجهها وظهر عليها المرارة والضيق ثم تنهدت طويلا وزفرت متهملة وهي تجيب على ابنها بحكمة 
_مفيش بيت مبتحصلش فيه مشاكل يامعاذ.. أنا قولت لأبوك إكده في لحظة ڠضب وحتى لو حصل وسيبت البيت المرة دي مش هطلع منه غير وأنت وأخوك معايا
رد عليه بانزعاج ملحوظ 
_بس أنا وعمار مش عايزين نهمل بيتنا وأبونا ونمشي أنتي ليه عاوزة تهملينا أبويا بيحبك وبيحبنا قوي عاوزة تسيبينا مع مرت أبويا لحالنا وتمشي وأنتي عارفة احنا مبنحبهاش 
تحولت نظراتها للحدة فور ذكره لزوجة والده وقالت پغضب 
_أنا مستحيل أسيب عيالي للحرباية دي لوحديهم عشان إكده أنا رچعت عشانك أنت وأخوك ولو لساتني قاعدة فعشانكم برضوا
معاذ بوجه عابس ونظرات متأملة 
_طيب وأبويا 
سكتت والحزن يعتلي ملامحها دون رد فوجدته يقول بعصبية وانزعاج تام 
_انا زهچت من اللي اسمها منيرة دي أنا هقول لأبويا أني شوفتها بتسرق فلوس منه واخليه يطلقها ونخلص منها واصل ونرچع نكمل حياتنا كيف ما كنا مبسوطين
قالت فريال بسرعة في حدة وهي ترفع سبابتها في وجهه تحذره 
_اوعاك تتكلم ولا تقول حاچة لأبوك أنت ملكش صالح بالكلام ده أنا موچودة وهتصرف
سألها بفضول يلمع في عينيه وجدية لا تليق بطفل في العاشرة من عمره أبدا 
_هتعملي إيه
قالت بنظرة شيطانية كلها وعيد 
_هتعرف بعدين المهم متچيبش سيرة لحد ولما اقولك على حاچة تنفذها من غير ما تخلي حد يحس واصل بينا تمام
ابتسم بسعادة وغمرته الحماسة عندما أدرك أنه سيساعد أمه من الآن وصاعدا في التخلص من زوجة والده وبعفوية جميلة راح يلقي بجسده على جسد أمه وهو يضحك ويقول متأملا 
_قريب هنرچع كيف ما كنا ياما قبل ما تيچي منيرة دي وتخرب بيتنا وحياتنا
تنهدت الصعداء بأسى وهي تضم ابنها لحضنها وتتمتم بتمنى 
_أن شاء الله ياولدي أن شاء الله 

بالقاهرة داخل المستشفى.......
كان يقف أمام زجاج غرفة العناية المشددة

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات