رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
عشان بتدلع وأنتي لساتك بتغيري عليا
لوت فمها بسخرية وقالت بحدة مزيفة
_أنا مبغيرش من حد.. بعدين أنت مالك إكده الليلة دي حاسة روحي قاعدة چمب راچل لساته في عز شبابه
رفع حاجبه مستنكرا كلامها ورد بكل ثقة وغرور
_ما أنا لساتني شباب ولا أنتي عندك كلام تاني!
ضحكت عليه وقالت بقلة حيلة
_شباب وين يا راچل وأنت شعرك كله أبيض
_وأنتي مالك بالشعر المهم الصحة يا أم عمران
قهقهت بقوة وهي تضربه على صدره بلطف هاتفة
_يا راچل اختشي ميصحش إكده
_المهم متزعليش بس .. ده أنتي الغالية
_عاوزة حاچة
هزت رأسها له بالنفي ثم تابعته وهو يغادر الغرفة ويتركها رغم غيظها من أنه يتجه لزوجته الثانية لكن محاولته لنيل رضاها منذ قليل جعلتها تهدأ قليلا ....
كانت تقف بالمطبخ تفكر بما حدث منذ قليل وتحاول تخمين كيف يفكر ياترى الآن هل فهم أنها بالفعل تريد طفل منه! .. ماذا سيحدث لو حاول تنفيذ رغبتها!.
اتسعت عيناها پصدمة وزعرت لكنها فورا استنكرت نفسها فهي تريده أساسا لماذا تتنمع وتمثل الخۏف والتوتر من ردة فعله تجاه ما قالته ربما يجب عليها الأخذ بنصيحة صديقتها وتنفيذ ما قالته حتى تنجح بالحصول على قلبه في اسرع وقت سيكون الأمر صعب بالبداية لكنها مضطرة إذا كانت تريد عشقه لها.
_سرحانة في إيه
طالعته وقالت بهدوء تام
_ولا حاچة
كما توقعت وكانت تنتظر وجدته يسألها بجدية
_كنتي بتقولي إيه أنتي ومنى وليه اتصلت
رفعت كتفيها لأعلى وقالت بجهل في برود أعصاب غريب على عكس ما كانت عليه منذ قليل
_معرفش اتصلت ليه أنا قولتلها إنك مش فاضي.. أما قولنا إيه فأكيد مش محتاچة أقولك أنتي عارف أننا مش بنطيق بعض وطبعا شديت معاها في التلفون
_وأنتي رديتي عليها ليه
اشتعلت من سؤاله وبلحظة تحولت من البرود للانفعال فقالت بغيظ
_وهي ترن عليك دلوك ليه.. في إيه مهم لدرچة أنه ميستناش لما نور ربنا يطلع
رأته صامت يحدقها بنظرة غريبة لما يكن غاضب وأيضا ليس طبيعي مما جعلها ترتبك منه ومن ذلك الهدوء فتنحنحت بخفوت وهمست له وهي تتحاشى النظر إليه وتشغل نفسها بتحضير شطيرة الجبن هاتفة
ابتسمت باتساع وراحة عندما سمعته يجيب بهمس جميل
_اعملي ياغزالة
لمعت عينيها بالخجل وهي تنظر له ثم دفنت نظرها في الشطيرة مرة أخرى بينما هو فظل يتمعنها بسكون جميل وهو جالس على المقعد الذي حول الطاولة الصغيرة التي بالمطبخ بعد انتهائها اقتربت منه وجلست بجواره وهي تضع شطائر الجبن بالمنتصف فالتقط واحدة وبدأ بالأكل وهي أيضا.
_عمران هو أنا ممكن انزل بكرا مع سندس عاوزة اشتري كام حاچة وهي هتوريني الأماكن وتساعدني
رد عليها بغلظة
_عاوزة تشتري إيه!
تنحنحت بإحراج وقالت بعبوس
_هدوم.. أنا أعرف أن الهدوم في القاهرة هنا بتكون حلوة وأنت عارف أنا حتى مچهزتش نفسي كيف البنات قبل الچواز فحابة اشتري كام حاچة جديدة ليا من إهنه قبل ما نرچع البلد
لم يبدي أي ردة فعل معارضة بل بالعكس رد عليها مبتسما بحنو
_طيب بكرا ننزل أنا وأنتي وتشتري اللي تحبيه
اتسعت عيناه بدهشة وبسرعة قالت معترضة في ارتباك
_لا أنت لا
رفع حاجبه وتبدلت ملامح وجهه ليجيبها بلهجتها الصعيدية الحادة
_هو إيه اللي أنت لا ده!!
ازدردت ريقها وقالت