رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
عندما سمعت صوت رذاذ المياه بالحمام فخرجت بسرعة وأسرعت نحو الغرفة ثم أغلقت الباب عليها وبدأت في تبديل ملابسها قبل أن يعود.
خرجت بعد دقائق معدودة وذهبت للمطبخ بسرعة.. لحظات وخرج هو من الحمام ثم تحرك نحو الغرفة وارتدى جلبابه الأبيض وغادر ليتجه نحو الصالة ويجلس فوق الأريكة ثم يبدأ بمشاهدة التلفاز.. كانت هي ستبدأ بتحضير وجبة العشاء لكن صوته المرتفع وهو يهتف
خرجت من المطبخ بعد دقيقتين واقتربت منه تجلس بجواره صامتة دون أن تتفوه ببنت شفة بينما هو فنزل بنظره بجسدها يتفحص ملابسها الفضاضة عكس ما كانت ترتديه للتو وهي ترقص.. ترتدي عبائة منزلية واسعة وبأكمام طويلة لا تظهر منها شيء سوى رأسها وكفيها تمعنها بعبوس وخنق ثم أشاح بوجهه عنها وثبته على شاشة التلفاز بينما الأخرى فابتسمت بخبث بعدما رأت نجاح خطتها وتابعت بكل ذكاء حتى أنها رسمت الڠضب والانزعاج على ملامحها بوضوح أكثر.
_أنتي بتكلمي فريال
اكتفت بهز رأسها بالإيجاب دون أن تنظر له وهي محتفظة بمعالم وجهها المنزعجة فتابع هو بقلق
_بتحكيلك على أي حاچة مضيقاها من أخوكي أو بيعملها معاها عشان أنا لما بكلمها مش بتحكيلي حاچة
ردت عليه بكلمة واحدة بنبرة مقتضبة
_زينة!
انزعج وتمكن منه الاستياء فهتف بحدة
نظرت له بدهشة وهتفت في ڠضب حقيقي وتمرد
_أنت مش واخد بالك أن من وقت ما چينا إهنه وأنت مش متحمل مني كلمة وعلى كل حاچة بتزعق فيا
مسح على وجهه يزفر بقوة ثم تأفف بنفاذ صبر وتمتم بهدوء على عكس نبرته السابقة
_طيب اديني هادي أهو مالك بتردي عليا من تحت الدرس إكده ليه
_مليش أنا داخلة أنام تصبح على خير
رفع حاجبه مستنكرا ردها.. وعيناه علقت عليها وتبتعد عنه متجهة نحو الغرفة فجز على أسنانه بغيظ محاولا تمالك أعصابه ليقول وهو يمسح فوق فمه ولحيته
_يارب الصبر من عندك.. إيه النكد اللي على المسا ده!
دخلت هي للغرفة وأغلقت الباب ثم وقفت وضيقت عينيها بحيرة تهتف لنفسها پخوف وضيق
توجهت نحو الفراش وجلست بالمنتصف وهي تضم ركبتيها لصدرها وتضع الغطاء فوقها.. ظلت لدقائق طويلة تنتظره فقالت بالأخير في يأس
_معبرنيش
اتسعت عيناها پصدمة فور سماعها لصوت خطواته تقترب من الغرفة فابتسمت بفرحة وبسرعة تمددت فوق الفراش وولت ظهرها للباب.. ثواني وانفتح الباب ثم شعرت به يقترب من الفراش ليجلس بجوارها على الحافة وينحني عليها هامسا
لم يحصل على رد منها فظنها نائمة ابتعد وقال بخفوت متعجبا
_لحقتي تنامي!
اغتاظت من عبارته فهو حتى لم يحاول مجددا ليتأكد ما إذا كانت مستيقظة أم لا هي لم ترد عليه عمدا بسبب ضيقها المزيف وهو يقول نائمة!.
اعتدلت في نومتها والتفتت له تقول ساخرة بغيظ
_اه وباكل رز مع الملايكة كمان.. تعالي اتفضل معايا
فغر عينيه بريبة من ردها وانفعالها فقال بغيظ مكتوم وهو يدفعها بلطف
_اتخمدي أنا غلطان
وجدته يستقيم واقفا ويتجه للخارج فعبست ملامحها ولانت حتى أنها شتمت حماقتها فقد أفسدت خطتها بنفسها لكن أسرعت وسألته بحزن
_رايح وين
عمران بنبرة بدت شبه طبيعية رغم أنه منزعج منها
_هنام برا عشان تعرفي تاكلي رز مع الملايكة زين
وثبت من الفراش واقفة وأسرعت نحوه تعترض طريقه تقول پخوف وعبوس