الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

عندما سمعت صوت رذاذ المياه بالحمام فخرجت بسرعة وأسرعت نحو الغرفة ثم أغلقت الباب عليها وبدأت في تبديل ملابسها قبل أن يعود. 
خرجت بعد دقائق معدودة وذهبت للمطبخ بسرعة.. لحظات وخرج هو من الحمام ثم تحرك نحو الغرفة وارتدى جلبابه الأبيض وغادر ليتجه نحو الصالة ويجلس فوق الأريكة ثم يبدأ بمشاهدة التلفاز.. كانت هي ستبدأ بتحضير وجبة العشاء لكن صوته المرتفع وهو يهتف
_آسيا تعالي متعمليش عشا أنا أكلت مش جعان 
خرجت من المطبخ بعد دقيقتين واقتربت منه تجلس بجواره صامتة دون أن تتفوه ببنت شفة بينما هو فنزل بنظره بجسدها يتفحص ملابسها الفضاضة عكس ما كانت ترتديه للتو وهي ترقص.. ترتدي عبائة منزلية واسعة وبأكمام طويلة لا تظهر منها شيء سوى رأسها وكفيها تمعنها بعبوس وخنق ثم أشاح بوجهه عنها وثبته على شاشة التلفاز بينما الأخرى فابتسمت بخبث بعدما رأت نجاح خطتها وتابعت بكل ذكاء حتى أنها رسمت الڠضب والانزعاج على ملامحها بوضوح أكثر.
سمعته يسألها بجدية
_أنتي بتكلمي فريال 
اكتفت بهز رأسها بالإيجاب دون أن تنظر له وهي محتفظة بمعالم وجهها المنزعجة فتابع هو بقلق
_بتحكيلك على أي حاچة مضيقاها من أخوكي أو بيعملها معاها عشان أنا لما بكلمها مش بتحكيلي حاچة 
ردت عليه بكلمة واحدة بنبرة مقتضبة
_زينة! 
انزعج وتمكن منه الاستياء فهتف بحدة
_انتي بتنقطيني بالكلام.. مالك قالبة بوزك ليه! 
نظرت له بدهشة وهتفت في ڠضب حقيقي وتمرد
_أنت مش واخد بالك أن من وقت ما چينا إهنه وأنت مش متحمل مني كلمة وعلى كل حاچة بتزعق فيا
مسح على وجهه يزفر بقوة ثم تأفف بنفاذ صبر وتمتم بهدوء على عكس نبرته السابقة
_طيب اديني هادي أهو مالك بتردي عليا من تحت الدرس إكده ليه
أبت النظر إليه وقالت بتمنع ودلال أنثوي امتزج بعبوسها
_مليش أنا داخلة أنام تصبح على خير 
رفع حاجبه مستنكرا ردها.. وعيناه علقت عليها وتبتعد عنه متجهة نحو الغرفة فجز على أسنانه بغيظ محاولا تمالك أعصابه ليقول وهو يمسح فوق فمه ولحيته
_يارب الصبر من عندك.. إيه النكد اللي على المسا ده!
دخلت هي للغرفة وأغلقت الباب ثم وقفت وضيقت عينيها بحيرة تهتف لنفسها پخوف وضيق
_هياچي ولا مش هياچي.. لا لا هياچي أن شاء الله حاسة أنه مش هيطنشني ده أنا وسطي اتقطم وأنا برقص صحيح مكنش في نيتي يشوفني بس أهو شاف وخلاص يارب ميروحش على الفاضي عاد
توجهت نحو الفراش وجلست بالمنتصف وهي تضم ركبتيها لصدرها وتضع الغطاء فوقها.. ظلت لدقائق طويلة تنتظره فقالت بالأخير في يأس
_معبرنيش
اتسعت عيناها پصدمة فور سماعها لصوت خطواته تقترب من الغرفة فابتسمت بفرحة وبسرعة تمددت فوق الفراش وولت ظهرها للباب.. ثواني وانفتح الباب ثم شعرت به يقترب من الفراش ليجلس بجوارها على الحافة وينحني عليها هامسا
_آسيا
لم يحصل على رد منها فظنها نائمة ابتعد وقال بخفوت متعجبا
_لحقتي تنامي! 
اغتاظت من عبارته فهو حتى لم يحاول مجددا ليتأكد ما إذا كانت مستيقظة أم لا هي لم ترد عليه عمدا بسبب ضيقها المزيف وهو يقول نائمة!.
اعتدلت في نومتها والتفتت له تقول ساخرة بغيظ
_اه وباكل رز مع الملايكة كمان.. تعالي اتفضل معايا 
فغر عينيه بريبة من ردها وانفعالها فقال بغيظ مكتوم وهو يدفعها بلطف
_اتخمدي أنا غلطان 
وجدته يستقيم واقفا ويتجه للخارج فعبست ملامحها ولانت حتى أنها شتمت حماقتها فقد أفسدت خطتها بنفسها لكن أسرعت وسألته بحزن
_رايح وين 
عمران بنبرة بدت شبه طبيعية رغم أنه منزعج منها
_هنام برا عشان تعرفي تاكلي رز مع الملايكة زين 
وثبت من الفراش واقفة وأسرعت نحوه تعترض طريقه تقول پخوف وعبوس

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات