رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
متصنع
_ خليك چاري أنا بخاف أنام لحالي في الأوضة إهنه
رفع حاجبه ورد ببسمة خبيثة
_مش كنتي دلوك قالبة وشك فيا ومش بتردي عليا.. إيه اللي حصل
اغتاظت منه ومن استغلاله لكل حركة منها فقالت دون تفكير
_ براحتك اطلع نام برا
لم يرد فقط ابتسم بخبث وراح يهم بالرحيل وهو على ثقة تامة أنها ستوقفه وبالفعل قبل أن يتخطى عتبة الغرفة أوقفته تقول مستسلمة
رمقها بطرف عينيه وهو يبتسم ورغم ذلك كان سيكمل طريقه لكنها عادت مرة أخرى تقف أمامه وتنظر في عينيه هامسة بدلال لا يعرف هل كان متعمد أم عفوي لكن نبرتها ضړبت إشارات الأنذار في عقله وذوبت جليد قلبه
_يامعلم
تحكم بنفسه بصعوبة أمامها بعد عبارته ونبرتها الناعمة ثم رد مغلوبا يتصنع عدم الاهتمام أو التأثر بها حتى هو فقط سيفعل بسبب الحاحها!!
لوت فمها وتجهمت ملامحها فرمقته بكرف عينيها في غيظ ثم تركته واتجهت للفراش تتسطح فوقه وهو يضحك عليها وبعد ثواني كان ينضم لها يشاركها الفراش لينام بجوارها كما الحت! .
داخل منزل خليل صفوان...
فتحت فريال باب الغرفة ودخلت فوجدت جلال يجلس فوق الأريكة وأمامه بعض الأوراق يقوم بالعمل عليها.. لم تقاطعه ودخلت ثم أغلقت الباب فرأته ينظر لها مطولا ثم يقول
غضنت حاجبيها بحيرة ثم تقدمت منه وجلست بجواره تنظر له بفضول في انتظاره أن يبدأ حتى وجدته يسألها بنظرات ضائعة وحزينة
_بتكلمي آسيا
اماءت له بالموافقة فعاد يسألها باهتمام وقلق
_طيب مش بتشكيلك من حاچة يعني عمران بيعاملها كيف!
ابتسمت له وردت بعذوبة وثقة
_اطمن هما كيف السمنة على العسل
_كيف يعني!!
ردت فريال ببساطة وهي تضحك
_يعني كيف ما سمعت ياچلال هو أنا قولت حاچة مش مفهومة
تمتم بجدية وحيرة
_هو أنا مستبعدش ده بعد ما شفتهم يوم ما كشفت خلود لما مشيت وكان مستنيها برا.. بس عمران كيف خلاها تهدي وتبقى معاه إكده!
طال صمت فريال وهي تتمعن النظر به حتى قالت برزانة وثبات تام
أطرق رأسه أرضا بأسى وندم يلوح فوق صفحة وجهه بوضوح.. للحظة اشفقت عليه فقد تبدل وأصبح رجل آخر خسر نصف وزنه تقريبا ووجهه أصبح شاحب من كثر الهموم.. شعرت بوغزة مؤلمة في يسارها وکرهت قسۏتها عليه فهي أبدا لم تكن هكذا.. تنازلت وقررت التخفيف عنه هذه الليلة لتكون الأولى والأخيرة.
_اللي عملتوه فيها مش قليل ياچلال وغلطتوا في حقها قوي.. صعب تسامحكم بسهولة بس أنا واثقة ومتأكدة أن آسيا قلبها طيب وحنينة ومسيرها تسامحك أنت وأمها وترجعلكم
نظر لها بنظرات تائهة وعينان مهمومة تحمل من الألم ما يكفيه ويزيد.. رأت في عينيه النادمة طلب الغفران.. لا يكفيه أن تغفر شقيقته فقط هو يحتاجها هي أيضا.
مهما حدث مازالت تعشقه وقلبها لم يعد يتحمل رؤيتها له وهو بهذه الحالة المزرية وتتصنع القسۏة فلفت ذراعيها حوله واقتربت منه تعانقه بقوة فوجدته يلف ذراعيه حول وسطها ويضمها إليه أكثر ثم ډفن وجهه بين ثنايا رقبتها وثواني معدودة ثم سمعت صوته.. كان صوت بكائه وهو يبكي بين