الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

في الكراسة وخلت الفصل كله يصقفلي عشان أنا شاطر
ابتسمت فريال بحب لابنها وانحنت عليه تلثم شعره بحنو ثم رفعت رأسها ونظرت لابنها الأكبر فترى السكون يستحوذ عليه يحدق بأمه وكأنه يود قول شيء لكنه مترددا تجاهلت ما رأته بتلك اللحظة وأجابتهم على فضولهم بعبوس
_جدكم حمزة تعب شوية وهما راحوا معاه المستشفى
رد معاذ بهذه اللحظة في خوف
_طيب هو بقى كويس دلوك ولا لسا تعبان 
زمت شفتيها بحزن وقالت وهي تهز كتفيها بجهل
_معرفش ياولدي أبوك مش بيرد عليا.. أن شاء الله يكون كويس.. أنتوا قوموا دلوك غيروا هدومكم عشان تتغدوا وبعدين تراجعوا على الحفظ قبل ما تروحوا الدرس.. ولما أبوكم يرد عليا هقولكم قالي إيه 
زموا شفتيهم بعبوس طفولي واستقام عمار أولا ممتثلا لأوامر والدتهم وهو يتجه لخارج الغرفة وكان معاذ سيهم بالنهوض واللحاق به لكنها قبضت على ذراعه تثبته مكانه وتسأله بجدية
_مالك يامعاذ ياحبيبي في حاچة عاوزة تقولها وخاېف 
هز رأسه بالنفي ورد على أمه متنهدا بخنق
_لا أنا مش خاېف ياما بس مش عارف أقولك ولا أقول لأبويا
ضيقت عيناها باستغراب وعادت تسأله باهتمام وفضول
_تقولنا إيه.. قولي عاوز تقول إيه لأبوك! 
أخذ نفسا عميقا قبل أن ينظر لعينان أمه ويتمتم پغضب ملحوظ واقتضاب
_شوفت مرت أبوي وهي كانت في مكتبه وبتفتح خزنته وكانت بتاخد فلوس ولما دخلت اټفزعت وحطت الفلوس مكانها تاني وقفلت الخزنة بسرعة.. كانت بتسرق من فلوس أبوي ياما
اتسعت عيني فريال پصدمة وهيمن السكون عليها لبرهة من الوقت قبل أن تسأل ابنها بترقب
_شفت الكلام ده مېتا 
رد بثقة تامة وثبات
_امبارح الصبح 
التزمت فريال الصمت وانحرفت عيناها من على وجه ابنها لتحدق في اللاشيء بشرود وملامح وجه ساخطة وماهي إلا دقيقتين بالضبط حتى عادت بنظرها لصغيرها وأملت عليه تعليماتها الصارمة
_طيب متجيبش سيرة لابوك واصل باللي شفته يا معاذ ولو حصل وشفت أي حاچة من مرت أبوك تاني تاچي وتقولي أنا علطول ياحبيبي تمام
لوى فمه بعدم فهم لكن قال بانصياع لأوامر أمه
_حاضر ياما.. بس ليه مجيبش سيرة لأبوي 
ابتسمت له بحنو وغمزت له بخبث ثم همست
_لا أنا ولا أنت ولا عمار عاوزين مرت أبوك تفضل إهنه في البيت معانا صح
ابتسم لأمه وهو رأسه بالإيجاب فضحكت هي على ابنها الداعم لأمه وانحنت عليه تقبل شعره هامسة بلؤم
_عشان إكده مش هتجيب سيرة لأبوك وهتقولولي كل حاچة بتعملها مرت أبوك وتعمل اللي أقولك عليه أنت وعمار.. عشان نمشيها من بيتنا
ضحك بخفة وراح يلقي بحمل جسده كله على أمه يعانقها بقوة وهي يقول بسعادة وحماس
_اتفقنا.. عشان تمشي مرت أبوي ونرچع كلنا كيف ما كنا في الأول وأنتي وأبوي متتخانقوش تاني بسببها 
ابتسمت لابنها وهو بين ذراعيها وراحت تلثم رأسه بقبلات أمومية دافئة بينما هو فسكن داخل أحضان أمه وهي يغلق عينيه براحة....

داخل المستشفى بتمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل.. كان كل من منصور وعلي وجلال يجلسون بالخارج في انتظار الطبيب ليخرج من غرفة العمليات ويطلعهم على وضع الجد.. ينتظرون منذ ساعات طويلة وحالتهم المزرية كانت مختلفة ما بين الڠضب والهم والقلق وبين الجمود والسكون التام كأن صاعقة من السماء ضړبت رأسهم بنفس اللحظة وحرقتهم كلهم بأرضهم.
رأوا الطبيب وهو يخرج من الغرفة أخيرا ويقترب منهم فتوقف جلال وتقدم نحوه يسألها باهتمام
_إيه يادكتور طمنا كيفه چدي 
رد الطبيب براحة وهدوء
_اطمنوا هو بخير حاليا الحمدلله اتدخلنا في الوقت المناسب هي كانت بداية جلطة في المخ لكن الحمدلله ربنا ستر 
تنهد جلال وهو يردد الحمدلله بينما منصور فسأل الطبيب

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات