رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
ليه
لم تعرف كيف ومتى اخترق أذنها صوت ضحكته الرجولية المٹيرة فابتسمت بعفوية عليه وهي تتأمله حتى وجدته يغمز لها بنظرة أذابتها
_بحب فيكي ذكائك ومكرك ده.. بس أنتي إيه اللي مخليكي متوكدة أن أنا اللي شيلتيها مش يمكن أنتي اللي شيلتيها وبعدين نمتي في حضڼي
كالعادة كانت النتيجة واحد صفر بعدما صمتت بسبب خجلها ولم تتجرأ من الرد عليه بينما هو فضحك وتركها متجها للحمام لكي يأخذ حماما سريعا يزيل عن جسده إرهاق اليوم بأكمله.
كانت منيرة تجلس مع جليلة يتحدثون بأمور مختلفة عن المنزل والجيران حتى قطع حديثهم صوت رنين الباب فنهضت منيرة لتفتح الباب.. وبنفس الوقت كان چلال ينزل الدرج ينوي الرحيل للعمل لكن تسمر بأرضه عندما فتحت منيرة الباب وظهرت فريال من خلفه وهي تحمل بيدها حقيبة ملابسها.
_كيفك ياحماتي
سمعت منيرة وهي تسألها بذهول وسخط
_إيه الشنطة دي!!
التفتت لها فريال وهتفت مبتسمة بخبث وبتشفي
_سلامة نظرك يامنيرة مش شايفة أنها شنطة هدوم.. يعني أنا رچعت بيتي خلاص
خرج صوت جليلة المستاء تتحدث بقسۏة وأسلوب فظ
_إيه اللي رچعك وچاية ليه ف.......
أخرستها صيحة ابنها المرعبة
_أما مش عاوز اسمع ولا كلمة
التزمت الصمت رغما عنها بينما هو فنزل بقية درجات السلم وتقدم من فريال حتى وقف أمامها ولف ذراعه حولها منحنيا عليها يلثم رأسها بحب هامسا في صوت يظهر به فرحته الغامرة
لم تبعده عنها وبقت بين ذراعيه فقط لتثير الجنون في نفس حماتها وزوجته التي بالفعل كانت كالبركان من فرط غيظها بينما هو فتابع يهمس لها بحنو
_اطلعي على اوضتك فوق وريحي
لم تجيبه وفقط نفذت ما قاله وكانت ستهم بالانحناء لتلقط حقيبتها لكنه أوقفها هاتفا
_ اطلعي ملكيش صالح بيها أنا هچيبها وراكي
بعد صعود فريال نظر جلال لأمه وقال پغضب منذرا
_أما ياريت تتعاملي مع فريال زين من إهنه ورايح.. المرة دي لو عملتيلها حاچة هتلاقيني أنا قصادك
ثم الټفت برأسه تجاه زوجته وقال بنظرة مخيفة
_الكلام ده ليكي بردك.. مش عاوز مشاكل مفهوم
وقفت بمنتصف الغرفة تتجول بنظرها على كل ركن بها.. كانت مرتبة ونظيفة مما أكد لها أنه لم يدخلها أحد منذ ذهابها ظلت مكانها تستعيد ذكرياتهم معا بين جدران تلك الغرفة وعينيها اغروقت بالدموع رغما عنها لكن سرعان ما انتفضت بفزع فور سماعها لصوت الباب وراحت ترفع أناملها تجفف دموعها بسرعة قبل أن يراها.
دخل وأغلق الباب ثم وضع الحقيبة على الأرض فور دخوله واقترب بخطواته منها حتى توقف على بعد خطوة واحدة منها فاستدارت هي بجسدها كاملا إليه وتطلعت في عينيه اللامعة وبسمته السعيدة لتقابله بجمود ملامحها لكنه همس بتنهيدة حارة
_أخيرا رچعتي يافريال
عقدت ذراعيها أسفل صدرها ورنقته بجفاء تجيب
_رچعت عشان عيالي ياچلال مش عشانك
تلاشت ابتسامته واختفت تماما ليزفر بعبوس ويردف بإماءة رأس
_عارف.. بس كفاية إنك رچعتي بيتك وهتبقي چاري
أكملت بقسۏة أشد
_أنا مش هكون چارك ياچلال..