الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت رغما عنهم فابتسمت بفرحة واستقامت وافقا ثم غادرت بينما إخلاص فتحدثت إلى ابنها وزوجها بقوة
_أنا مش هسيب بتي إكده حابسة روحها في الأوضة ولا بتأكل ولا بتشرب من كتر قهرتها وحزنها وهي مش قادرة تعمل حاچة سبق وجربت الاحساس ده كمان.. عشان إكده لازمن ترچع وتاخد حقها وتبقى چمب عيالها 
أنهت عبارتها والقت نظرة مقهورة على زوجها قبل أن تغادر وكان عمران يلحق بها بعد ثواني ليترك والده يفكر فيما قالته والقته على مسامعه زوجته للتو مشبهة ابنتها بها وأنها تعيش نفس قدرها لكنها لن تسمح لها بأن تبقى عاجزة ومستسلمة كما فعلت هي....
كانت تجلس فوق فراشها وتمسك بهاتفها تشاهد أحد فيديوهات برامجها المفضلة وفور سماعها لصوت الباب أغلقت الهاتف واعتدلت في جلستها تنظر نحو الباب تنتظر دخوله بمجرد رؤيتها له ابتسمت بحب رغم معرفتها أنه قد يعاقبها ويحاسبها على حاډث الصباح لكنها لم تكترث وأخذت تتمعنه بنظرها وهو ينزع عنه عباءته وكذلك حذائه وبعد وقت طويل نسبيا رفع عيناه لها أخيرا ورآها وهي تنظر له بهيام فكالت نظرته الثاقبة قبل أن يقترب ويجلس بجوارها وهو يبدأ بنزع ساعة يده عنه هاتفا
_سامعك يا آسيا 
رمقته بعدم فهم فأكمل بتوضيح وحدة
_إيه اللي حصل الصبح وقولتي إيه لمرت أبوي
ابتسمت وقالت وهي تتصنع البراءة كعادتها بكل مرة تتسبب فيها بحاډثة مختلفة
_مقولتش هي اللي چات ترمي الكلام عليا وتحاول ټعصبني بكلامها
_قالتلك إيه يعني
ردت عليه بخنق واضح
_فضلت تقول أن أنا اللي عملت إكده في منى وقال مسيبهاش في البيت عشان ممكن تاخدك مني وأنا رديت عليها فهي اتعصبت من ردي.. يعني هي كانت قاصدة تضايقني عشان تخليني اټخانق معاها
لوى فمه ورد يسألها للمرة الثانية بجدية أشد ونظرة ثابتة
_قولتيلها إيه! 
رمقته مطولا بتردد تخشى أن تجيبه بردها فينفعل عليها بينما هو فكان بنظراته القوية ينتظر منها ردا على سؤاله حين شعرت أنها انحصرت بين الاعتراف وبين خۏفها منه استاءت وقالت بضيق
_خلاص عاد ياعمران هيفيد بإيه.. قولت اللي قولته هي اللي غلطانة وكانت بتغلط فيا ويتقلل مني وأنا رديت عليها
رفع حاجبه بعدما أدرك ما يدور بذهنها وخۏفها منه لذلك تتهرب من الرد عليه.. كانت نظراته لها مخيفة أكثر حتى لو كان يلتزم الصمت مما جعلها ترتبك وتهب واقفة تهم بالفرار قبل أن تقع بين براثينه لكنه لم يسمح لها حيث توقف وقبض على ذراعها يجذبها نحوه بعد أنا ابتعدت بخطوتين عنه.
شهقت بفزع بعدما وجدت نفسها تسقط هو ينظر لها بغيظ هاتفا
_واللي أنتي بتعمليه ده هيفضل لغاية مېتا!!
تطلعت بعيناه في توتر وسألت بخفوت
_بعمل إيه! 
قال بكل وضوح دون تردد وبنظرات ملتهبة
_طريقتك اللي مش عچباني وتچاهلك ليا 
رغما عنها فشلت في حجب ابتسامتها التي شقت طريقها لثغرها وتعقد ذراعيها أسفل صدرها تسأله بخبث وتلذذ بعد اعترافه بأنها نجحت في مبتغاها
_وأنت اللي مضايقك أني اتغيرت معاك ولا أنك بقيت تحس أني معدتش بغير عليك من منى ومش فارق معايا
رفع حاجبه ومال ثغره للجانب ببسمة يجيبها بنصر بعدما اعترفت بنفسها دون أن تشعر
_معدتيش!.. معني كلامك إنك كنتي بتغيري صح! 
تلعثمت للحظة لكن بسرعة تداركت نفسها وردت عليه بالرفض
_طبعا لا أنت اللي كنت بتوهم روحك بالكلام ده 
اتسعت ابتسامتها وسألها باستمتاع وكأنه لم يسمع ردها السابق من الأساس
_بتغيري عليا ليه يا آسيا 
حدقت بعيناه السوداء في توتر وخجل لكن سرعان ما شعرت بالغيظ منه وردت عليه بنفس أسلوبه تقرر هي أيضا أن تضربه بالحقيقة
_وأنت امبارح استنيني أنام وشيلت المخدات

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات