الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

مبالاة ودخلت الغرفة ثم أغلقت الباب.. تجاهلت الأمر وكأنه لا يهمها لكنها كانت تشتعل.. بينما هو فهز رأسه بالموافقة لمنى التي همست في أسف
_أنا مكنش قصدي اعمل مشكلة بينك أنت وآسيا.. وحقيقي وقت خناقتنا أنا مكنتش حاسة بحاچة وافتكرتها هي اللي زقتني وبعدين لما فوقت وألم راسي خف شوية حتى إني افتكرت اللي حصل يعني مكنتش بكدب 
كانت آسيا تقف خلف باب غرفتها وتضع أذنها على الباب تستمع لحديثهم وهي تغلي كالقدر.. تلك الأفعى مازالت تكذب وتحاول استعطافه حتى يلين غضبه تجاهها فهمست لنفسها بوعيد
_اصبري عليا يامنى بس اخلص اللي أنا عاوزاه وهخليهم يطردوكي برا ياحرباية
كان رد عمران على اعتذارها الصمت بعدما فضل عدم الرد عليها خصوصا وهو يعرف أنها تكذب لكن الأخرى تابعت بعينان دامعة وصوت نادم
_متزعلش مني ياعمران حقك عليا والله مش عاوز اشوفك شايل في قلبك ولا مضايق مني خالص
رد بصوت رجولي غليظ وهو يحاول إنهاء ذلك الحوار العقيم الذي بدأ يزعجه حقا
_اللي حصل حصل يامنى خلاص وأنتي قولتي مكنش في نيتك حاچة صح!.. يبقى خلاص قفلي على الحوار ده ومتفتحهوش تاني ويبقى احسن لو فضلتي بعيدة عن آسيا عشان أنا مش عاوز مشاكل ومليش دماغ للكلام ده 
هزت رأسها بالموافقة وهي تلوي فمها ببؤس محاولة إظهار البراءة رغم أنها تشتعل من غيرتها بسبب تحذيره لها من أن تبتعد عن زوجته.. ثم تابعته وهو يستدير ويتجه نحو غرفته فتندفع هي الأخرى پغضب نحو غرفتها.
كانت آسيا تجلس فوق مقعدها وممسكة بهاتفها تشاهد أحد فيديوهات برامج الأخبار التي ظهرت لها على تطبيق اليوتيوب.. لم ترفع نظرها له حتى حين دخل وكأنها لا تراه ولا تكترث بما حدث منذ قليل بالخارج بينما هو فوقف ينظر لها بترقب في انتظار أن ترفع نظرها لكنها لم تفعل.. فضيق عيناه وزفر بخنق ثم اقترب من خزانته وأخرج ملابسه وبدأ في تبديل الملابس أمامها.. هو يعلم أنها تنزعج من ذلك التصرف وتطلب منه تبديل ملابسه في الحمام بسبب خجلها والآن يفعلها عمدا حتى يثير ڠضبها ويجعلها تتحدث لكنها خيبت ظنه ولم تتفوه بحرف واحد وبقت كما هي على وضعها ټدفن نظرها في الهاتف ولا تهتم لأمره كأنه نكرة.
كانت غايته أن يثير چنونها ولكن الحقيقة أن هي من فعلت بتجاهلها المستمر له.. اسرع في ارتداء ملابسه ثم اندفع نحوها وجذب الهاتف من يدها پعنف فرفعت هي نظرها له أخيرا وهزت رأسها باستغراب تسأله
_في إيه! 
هتف پغضب حقيقي وانزعاج
_مبحبش قعدة التليفونات كتير يعني أنتي ست متچوزة ووراكي التزامات مش هتسيبي اللي وراكي وتقعدي على التليفون 
دارت بنظرها في أرجاء الغرفة المنظمة وكأنها تريه أن التزاماتها في هذا المنزل تنحصر في غرفتهم فقط ثم أجابته بكل هدوء تضمر خلفه اللؤم
_مفيش حاچة أعملها لو أنت محتاچ حاچة قولي وأعملها
القى بالهاتف فوق الفراش في غيظ وهتف بلهجة لا تقبل النقاش
_لما أكون موچود مش عاوز اشوف التليفون ده في يدك 
ابتسمت بتكلف ووقفت تجيبه بانصياع غريب
_تمام! 
ولته ظهرها وهمت بالخروج للشرفة لكنه أوقفها بسؤاله الغير متوقع
_مسألتيش يعني منى كانت عاوزة تتكلم معايا في إيه! 
ابتسمت بخبث بعد سؤاله وسرعان ما رسمت الجفاء والتفتت برأسها تجاهه تردف بعدم اكتراث
_عشان مش مهتمة أعرف.. وحاچة متخصنيش أنت وبنت عمتك بتتكلموا مع بعض وميصحش اتدخل چايز تكون حاچة منى مش عاوزاني أعرفها 
استقرت في عيناه نظرة مريبة فهمت من خلالها أنها خطتها تنجح تدريجيا والآن هو يشتعل مثلها من الداخل بسبب تجاهلها

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات