رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
وتصنعها أنها لا تشعر بالغيرة عليه.
ولته ظهرها من جديد ودخلت للشرفة تقف تتابع الشارع أسفلها وهي تبتسم بمكر وتهمس في صوت منخفض يحمل الوعيد
_ولسا يامعلم!
بتمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل....
كانت جليلة تجلس فوق مقعد خشبي مبطن منذ وقت طويل بالصالون وتنظر من النافذة تتابع الشارع بشرود حتى غلبها النوم وغفيت مكانها.
_چليلة فوقي.. چليلة
انتفضت مكانها وفتحت عيناها مڤزوعة لتحدق في والد زوجها بعينان مزعورة ودامعة فيجذب هو مقعد ويجلس أمامها يسألها بقلق
انهمرت دموعها فوق وجنتيها فور تذكرها لزوجها الذي كان ضمن حلمها الآن.. تذكرت نظراته المعاتبة والمنزعجة منها وهو يحتضن ابنته بين ذراعيه ويرفض اقتراب أي حد منها.
حاول حمزة تهدأتها بلطف حتى تتوقف عن البكاء لكنها همست بصوت ضعيف
_وحشتني بتي قوي يابوي
تبدلت ملامحه للضيق وهو يقول بجفاء
_بتك غلطت ياچليلة ولولا ستر ربنا كان زمانها مېتة دلوك أو احنا مفضوحين والحمدلله أنها اتچوزت والموضوع عدي من غير خساير
_لا أنا حاسة أن بتي مظلومة وهي معملتش حاچة احنا ظلمانها يابوي ورميناها لناس ابراهيم ومسألناش فيها.. أنا معرفش كيف صدقت فيها إكده.. آسيا متعملهاش
هتف حمزة پغضب وعدم استيعاب
_ظلمانها كيف يعني والصور اللي شوفناها بعيونا دي إيه!
رفعت كتفيها بجهل وردت بثقة
_معرفش بس أنا متوكدة أن في حاچة احنا منعرفهاش.. وإلا مكنش ربنا هيبعتلي الإشارات دي كلها.. أنا بحلم دايما بآسيا وخليل وكنت بحلم بيه دلوك كان بيبصلي بعتاب وهو متعصب وواخد آسيا في حضنه وهي پتبكي
_ده بسبب عقلك المشغول ببتك بس ياچليلة لكن الأحلام دي ملهاش معنى متوهميش نفسك.. آسيا لطخت شرفنا وڤضحتنا حتى أنا مكنتش مصدق كيفك وكنت بقول دي تربيتي كيف تعمل إكده بس الحقيقة باينة كيف الشمس قصادنا والصور خير دليل
هزت رأسها رافضة تصديق ما يدعيه.. ووجها غارق بالدموع بينما هو فتوقف وغادر ليتركها مكانها منخرطة في نوبة بكائها وشعورها بالندم.....
داخل غرفة فريال كان جلال متسطح فوق الفراش يتمعن في السقف بشرود وبجواره ابنه الصغير نائم....
لم يكن بوضع يسمح له بتحمل منيرة أو حتى رؤيتها وكان يريد البقاء بمفرده ينعزل حتى لو لمجرد ساعات معدودة بين جدران غرفته هو وحبيبته عله يشعر بتواجدها معه وتتخلل رائحتها المسكرة لأنفه لكن صغيره لم يسمح له وشاركه الفراش مصمما على النوم معه الليلة فوق فراش والدته ليوافق هو مغلوبا وسط ضحكه عليه.