الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

هجرها له منذ أسابيع فقط.. فكيف ستكون حالته أذا نفذ رغبتها في الطلاق وانفصل عنها للأبد.
رفع أنامله ومسح تلك الدمعة المتعبة التي فرت من عينيه ثم أغمض عيناه ينوي النوم هذه المرة عله يجد مخرج من طريق أفكاره المسدود دقائق طويلة نسبيا وانفتح الباب لتدخل منيرة رأسها تنظر له فتجده نائم وبجواره ابنه في فراش فريال.. التهبت نظراتها وكورت قبضة يدها تضغط عليها بغيظ وغيرة ثم غادرت وتركته. 

كان عمران يقف في الشرفة يتحدث هاتفيا مع أحد الرجال بخصوص العمل وبعد انتهائه تحرك للداخل ووضع الهاتف فوق المقعد وهو يرفع يده يمسح فوق مؤخرة رأسه بخنق زافرا لكن سرعان ما تبدلت ملامح الخنق لأخرى هائمة عندما رآها تقف أمام المرآة ترتدي ثوب أحمر طويل منقط باللون الأبيض وترفع يديها لشعرها تلويه لكي تلمه بالمشبك الكبير.
قادته قدماه دون أن يشعر تجاهها ووقف خلفها مباشرة ثم مسك يدها وانزلها فانفرد شعرها الغزير على طول ظهرها كله وسمعته يهمس بنبرة مميزة
_سبيه مفرود
ارتجف جسدها من لمسة يده ونبرته حتى أنها تطلعت لانعكاسه في المرآة بتوتر ملحوظ لا تجد الكلمات لتجيب عليه وفقط خرجت همسة خاڤتة من بين شفتيها 
_ليه!! 
ابتسم وتمتم بصوت رجولي يذيب القلب
_شكله إكده عاچبني
طالت نظرتها المندهشة إليه.. لوهلة ظنت نفسها داخل حلم وليس بواقعها المرير.. لا يمكنها تصديق أن ما تراه أمامها الآن هو عمران وبتلقائية أفصحت عن أفكارها حيث سألته ببلاهة
_عمران أنت تعبان! 
قهقه برجولية وزم شفتيه لها بجهل رغم أنها رغبت بالضحك لكن تصرفت بجفاء تكمل خطتها الممتعة.. هي تعلم جيدا محاولاته الذكية في نيل رضاها لكنها أذكي ولن تسامحه بسهولة.
آسيا بقسۏة وهي ترفع يديها وتلم شعرها من جديد
_وأنا مش عاچبني وبلاش تستغل كل فرصة وتقرب مني ياعمران عشان أنا مش هنسى اللي عملته وكمان مش عاوز اتكلم معاك واصل ياريت تنسى إني موچودة معاك واصل ولو مش عارف أنا ممكن اسيبك وأروح اقعد مع فريال هيكون أسهل واحلى
رأت ملامح وجهه المخيفة بدأت تحتل مكانها وبتلك اللحظة علمت أن الصمت هو أفضل حل حتى لا تقع كوارث بينهم.. وفور انتهائها من ربط شعرها اتجهت نحو الفراش وقبل أن تنام راحت تجذب الوسائد وتضعهم على طول الفراش بالمنتصف بينهم فنظر هو لها بحيرة وهتف بنفاذ صبر
_بتعملي إيه! 
ردت ببرود
_كيف ما أنت شايف بعمل فاصل بما أن مفيش مكان غير السرير ده وأنا مش عاوزة أنام چارك فالمخدات دي هتكفي الغرض
لم يجيبها فقط تابعها بنظراته الشرسة حتى انتهت وتمددت بجسدها على الفراش مغلقة عيناها تستلم للنوم.. مسح على وجهه نزولا للحيته وهو يتأفف بتذمر ثم تسطح هو الآخر بالجزئية التي خصصتها له وبجواره تماما تلتصق به الوسائد وهي على الجانب الآخر.
رفع يديه واستند بهم أسفل رأسه محدقا في السقف بصمت وبين كل لحظة والآخرى يلقي نظرة عليها بعد مرور نصف ساعة تقريبا من السكون التام من كلاهما تحرك ورفع جسده قليلا يميل عليها ليتأكد إذا كانت نائمة أم مستيقظة وفور تأكده من نومها العميق راح يمد يده لتلك الوسائد المزعجة ويزيلها ليليقها على الأرض بإهمال خطوته التالية كانت اقترابه منها بكل تريث حتى أصبح خلف ظهرها تماما وانحنى عليها يلثم شعرها بدفء.
كان على وشك أن يبتعد وينام لكنها تململت أثناء نومها واستدارت على جهته اخفض نظره لها متأملا إياه ثم وضع رأسه فوق الوسادة وادخل ذراعه أسفل رأسها فتنغمس هي بين أحضانه كالطفل الصغير والغريب
أن رغم كل هذا مازالت داخل سباتها العميق قبل رأسها للمرة الثانية ثم اغلق هو الآخر عيناه لكي ينام...
بصباح اليوم التالي.....
كانت فريال تقف بغرفتها أمام النافذة شاردة الذهن تتذكر مقابلتها مع منيرة بالأمس ثم شجارها مع زوجها.. تستعيد كل شيء مر منذ بداية الأمر كيف كانت نظرات تلك الخبيثة لها بكل مرة وكأنها تحتفل بانتصارها في معركة لم تخضوها سوى بالخداع.. فلو وقفت أمامها في تلك المعركة حتما ستخسر.
منذ أمس وحوارها مع آسيا وما قالته لها لا يغادر عقلها بأي شكل كان.. تفكر في كل كلمة تفوهت بها وها هي أخيرا تعطيها الحق في رأيها.
دخلت إخلاص الغرفة واقتربت من فريال تهتف لها بجدية
_يلا يافريال عشان الفطور يابتي
لم تجد رد منها فاقتربت منها أكثر وهزتها برفق في كتفها هاتفة
_فريال أنا بكلمك
انتبهت لها ونظرت لأمها بنظرة جديدة كلها قوة ووعيد لتضيق إخلاص عيناها بحيرة وتسألها
_مالك ياحبيبتي 
عادت فريال تلقي بنظرها من النافذة مجددا قبل أن تهتف بكل ثبات واصرار
_أنا راچعة بيتي تاني ياما
.............. نهاية الفصل ..........

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات