الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

تاچي وتاخد بيدي من بيت أبويا وتقولي يلا عشان ترچعي بيتك وتقولي مش أنا اللي عملت إكده في عمران لكن أنت كرامتك كانت فوق كل حاچة
ابتسم لها بعينان انطفأ بريقهم ثم تحرك نحو الأريكة يجلس فوقها يستند بساعديه فوق فخذيه مطأطأ رأسه للأسفل ويهمس في استنكار
_رغم أن احنا الأتنين غلطانين لكن أنتي مش عاوزة تعترفي بغلطك وبترمي اللوم كله عليه كأني شيطان وحړق ودمر كل حاچة بناره.. ودلوقتي اللي عملته مش مخليكي شايفة روحك عملتي إيه غلط وكله أنا السبب فيه مش فاكرالي أي حاچة زينة عملتها معاكي واصل لا حبي ليكي ولا تمسكي بيكي رغم كل ظروفنا من وقت مۏت أبويا.. لو أنا خاېن وكداب كيف ما بتقولي يبقى أنتي أنانية يافريال 
سالت دموعها بغزارة فوق وجنتيها وبعد عبارته الأخيرة شعرت پسكين حاد اخترق صدرها ودون أي انتظار كانت تندفع للخارج تغادر وتتركه بمفرده كما هو على وضعه لا يتحرك.

كان في طريقه لقاعة المحاضرة حتى يأخذ أدواته الهندسية التي تركها هناك لكنه توقف للحظات عندما سقطت عيناه على حور وهي تقف تتحدث مع ابن خالتها.. احتقن وجهه وأظلمت عيناه ثم استدار وأكمل طريقه بخطوات سريعة.
علق نظرها عليه عندما رأته وشردت وهي تفكر بحديثها مع شقيقتها ولم ينتشلها من شرودها سوى صوت ابن خالتها وهو يقول
_يابتتي أنا بكلمك! 
ردت عليه ببلاهة وإيجاز
_طيب ماشي يامازن هتصل بيها حاضر متقلقش روح أنت وأنا كمان هروح اشوف صحبتي فين 
اماء لها بالموافقة ثم ودعها ورحل بينما هي فخرجت بسرعة تجلس فوق أحد المقاعد تنتظر عودته لم يمر سوى دقائق قصيرة حتي رأته يسير باتجاه الباب الخارجي ينوي الرحيل.. فاستقامت واقفة وأسرعت في خطاها خلفه التي كانت شبه ركض حتى تلحق به وفور وصولها هتفت منادية عليه 
_بلال
تسمر بأرضه على أثر صوتها الناعم ثم استدار بجسده لها لتتقدم هي منه وتقول ببسمة مرتبكة
_ازيك 
رد بنبرة جادة بعض الشيء
_كويس الحمدلله وأنتي 
شعرت بالغلظة في نبرته مما أظهر العبوس فوق ملامحها أكثر ومع ذلك حاولت أخفائه لتقول باضطراب ملحوظ
_أنا شوفتك صدفة وقولت اسلم عليك يعني عشان ليا فترة مش بشوفك
تنهد بلال الصعداء بضيق وقال في حزم غير مقصود
_أنا باچي دايما ياحور بس مش فاضي الفترة دي بسلم مشروع التخرچ وورايا مشاغل كتير غيره 
لوت فمها بإحراج وأجفلت نظرها أرضا لتجيبه بخفوت معتذرة
_آه آسفة معلش لو عطلتك عن حاجة
ابتسم لها بلطف وقال قبل أن يهم بالرحيل
_ولا يهمك.. عن أذنك عاوزة حاچة 
هزت رأسها بالنفي بمعالم وجه بائسة ومريرة بينما هو فاستدار وابتعد عنها بخطواته كانت ستهم وتصيح منادية عليه مرة أخرى لكن تراجعت وهمست لنفسها بحزن وحيرة تسأل نفسها السؤال التي كانت تود طرحه عليه
_هو أنا عملت حاجة ضايقتك مني طيب! 

بتمام الساعة الواحدة ظهرا داخل منزل ابراهيم الصاوي ...
كان الجميع انتهى من تناول طعامه وبعضهم جلس يتحدث بعد الأنتهاء من الغذاء والبعض الآخر اتجه لغرفه وكانت آسيا هي أول من تركتهم وصعدت لغرفتها بالأعلى وعمران لحق بها بعدما أوضح أنه مرهق من العمل ويريد النوم قليلا.
مدت يدها لمقبض باب غرفتها وفتحته وكانت على وشك الدخول لولا صوت منى الذي أوقفها وهي تهتف منادية على زوجها الذي كان على بعد خطوات قليلة منها
_عمران 
التفتت برأسها للخلف فرأت عمران توقف والټفت لابنة عمته التي تقدمت ووقفت أمامه تهتف بإحراج وحزن
_ممكن اتكلم معاك في حاچة 
الټفت برأسه تجاه آسيا فوجدها تقف تتابعهم لكن فور التفاته ناحيتها رمقته بعدم

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات