الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

كلما تتذكر ماقالته منيرة حول قضائهم ليلة مميزة بالأمس تتأجج نيران الغيرة بصدرها وېتمزق قلبها من القهر.
توقفت تلقائية عند مرورها من أمام معرض الأجهزة الكهربائية الخاص به ورأته وهو يقف يتحدث مع الزبائن.. صړخ صوتها في عقلها أن تندفع نحوه وتفرغ شحنتها المكتظة به لكنها تجاهلت الصوت فلا فائدة بالنسبة لها من ذهابها أو بقائها النتيجة ستكون واحدة.
وقعت عيني جلال على خارج المعرض بمحض الصدفة فرآها وهي تستدير وتبتعد وبلحظة كان يشير لأحد العمال أن يأتي ويهتم بالزبائن بدلا عنه ثم اسرع للخارج شبه ركضا يلحق بها وفور وصوله لها أوقفها من ذراعها هاتفا
_فريال
توقفت مرغمة على أثر قبضته فوق ذراعها وهي تلوي فمها بخنق ثم استدارت له بجسدها كاملا تحدقه بملامح وجه ڼارية فتسمع سؤاله الصريح
_أنتي كنتي چاية تشوفيني وتتكلمي معايا 
استاءت وكانت على وشك أن تدفعه بعيدا عنها وتصرخ به لكنها تمالكت أعصابها بذكاء واكتفت بإماءة وجهها كرد بالإيجاب على سؤاله بينما هو فابتسم بحنو وداخله تراقص فرحا بعدما ظن أنها قد تكون قررت أعطائه فرصة أو حتى العودة لمنزلها ليتمتم بخفوت
_طيب تعالي نتكلم في مكتبي چوا في المعرض
سحبت ذراعها من قبضته بهدوء غريب وسارت خلفه في خطوات واثقة حتى وصلا لمكتبه الداخلي سبقته هي بالدخول وكان هو خلفها بعدما أغلق الباب.. ثم تقدم إليها ووقف أمامها مباشرة وهو يبتسم ينتظر منها أن تبدأ في حديثها.
تطلعته بقسمات وجه جافة ونظرات لا تحمل من الحب شيء ثم هدرت بثبات ولهجة جديدة عليها وكأنها فريال مختلفة
_چيت اسألك أمتى هتچيب المأذون وتخلص إجراءات الطلاق!
بظرف لحظة واحدة رأت ابتسامة الأمل التي كانت تزين وجهه تختفي ليحل محلها اليأس والڠضب ويجيبها بحزم
_وأنا قولتلك مفيش طلاق يافريال
زمت شفتيها ببرود مستفز وقالت بقوة
_وأنا مصممة ومش هغير رأي
رفع يده ومسح على شعره نزولا لوجهه وهو يزفر بغيظ ثم هتف پغضب
_طب على الأقل فكري في العيال وعشانهم ارچعي عن اللي دماغك ده
ابتسمت بمرارة وقالت
_أنا بعمل إكده عشان عيالي لكن أنت اللي مفكرتش فيهم لما أتچوزت وچبتلهم مرات أب لا وكمان عايش متهني معاها ومبسوط كأنك عريس فعلا وتلاقيك مش بتفكر ولا بتهتم بعيالك حتى 
غضن حاجبيه بعدم فهم ودهشة ليردف بانزعاج
_مبسوط وعريس إيه ده!!!.. إيه الكلام اللي بتقوليه ده
ضحكت وفقدت القدرة على البقاء صامدة أكثر من ذلك أمامه تتصنع البرود وهي تشتعل من داخلها حيث قالت وهي تعيد تكرار كلماته بلهجة مستهزئة 
_بقول الحقيقة.. أنا مخونتكيش يافريال ومحصلش حاچة بينا ومش هيحصل
رد بكل ثقة وقوة
_دي الحقيقة صح مفيش حاچة حصلت ومش هتحصل 
صړخت به بعصبية
_متكدبش عليا.. لمرة واحدة متبقاش چبان ياچلال وقول الحقيقة في وشي
احتقن وجهه بالډماء واستشاط هو الآخر فصاح بها منفعلا
_الحقيقة سمعتيها لكن أنتي اللي عاوزة تصدقي نفسك ودماغك بس مش بتختاري تصدقيني لو لمرة واحدة حتى ومكنش عندك ثقة فيا ومازالتي 
قهقهت بصوت عالي ثم راحت تجيبه ساخرة
_أنت عندك حق أنا غلطانة كيف مثقش في چوزي وأبو عيالي اللي أتچوز عليا من ورايا.. المفروض أصدق راچل كان بيبص في عيني وبيكدب كل يوم ومفكرش في مرة يقولي أنه هيتچوز
صابت الهدف بعبارتها واسكتته تماما لا يمكنه مجادلتها في حقيقة كلماتها.. مهما قالت في هذا الأمر هي محقة وهو مذنب.
بينما هي فابتسمت بعينان دامعة وهتفت
_اتكلم ساكت ليه ولا عشان عارف روحك غلطان وأنا عندي حق في كل كلمة.. اللي احنا فيه ده أنت سببه ياچلال أنا كنت بس مستنية منك

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات