رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
وجود له حتى لا تنظر بوجهه لكنه لم يكترث لشيء وترك عيناه تنعم بهبة النظر لهذا الجمال.
بعد ثلاث دقائق تقريبا فاق من تأثير تعويذة ساحرته محاولا السيطرة على نفسه ثم تقدم نحو الفراش والتقط المنشفة ليجفف بها شعره وبين كل لحظة والأخرى ينظر لها يتابع تحركاتها التي باتت تزعجه فهي فعليا تستنكر وجوده ولا تراه تمر أمامه وتسير من جانبيه ولا تنظر لولا أنه لا يريد أن يزيد الأوضاع سوءا لكان الآن اتخذ موفقا حاسما من تصرفاتها المزعجة لكنه قرر أن يتركها تفعل ما يحلو لها حتى يهدأ ڠضبها وترتاح.
_النهاردة هكلم أما عشان تخلي منى ترچع لبيتها
التفتت له برأسها وسألته بتعجب
_ليه
استغرب سؤالها فكان يتوقع الفرحة ستغمرها فور سماعها لقراره أجابها پغضب
_عشان أنا فيا اللي مكفيني ومليش خلق لخناقات الحريم اللي كل شوية دي.. يعني ترچع بيتها احسن وتريحنا كلنا بما إنها مضيقاكي كمان وانتي معاوزهاش
_مين قالك أني عاوزاها تمشي أنا مليش صالح وبالعكس كمان أنا اللي بقولك خليها تقعد هي من نفسها هتمشي بعد إكده.. مهما كانت دي ضيفة والضيف واجب إكرامه يامعلم
اتسعت عيناه بعدم استيعاب أن من تتحدث أمامه هي زوجته ثم ابتسم بسخرية وقال في خبث
_أنتي اللي بتقولي إكده!!.. مش على أساس بتكرهيها وبتغيري منها راح وين كل ده
_بكرهها جايز أكون إكده صح أما بغير قولتلك مليون مرة دي أوهامك أنت ياعمران ومفيش حاچة منها حقيقة
لوى فمه بنظرة جانبية ماكرة ليسألها هذه المرة بشكل مباشر
_يعني معدتيش بتغيري عليا منها!
رغم أن رده صدمها وأربكها بعض الشيء لكنها ذكرت نفسها بما فعله معها بالبارحة وفورا عادت تشتعل من جديد لم تظهر له غيظها وتصرفت بكل برود حيث اكتفت بالضحك القوي وهي تهز رأسها بقلة حيلة واستهزاء.. بينما هو فتقدم منها حتى وقف أمامها مباشرة وحاصرها بينه وبين الخزانة يهمس بابتسامة ثغر تسلب العقول
أزعجها اقترابه منها فرفعت يدها بملامح وجه مكفهرة وكانت تنوي دفعه بعيدا لكن فور ملامسة يدها لصدره العاړي سحبت يدها بسرعة في خجل وصاحت به مغتاظة
_بعد ياعمران عني قولتلك متقربش مني ولا تتكلم معايا نهائي اعتبرني مش موچودة
ابتسم ببرود مستفز ومتعمد لكي يثير چنونها أكثر
أغلقت عيناها بنفاذ صبر وهي تستغفر ربها بالأخير استجمعت شجاعتها وتجرأت حيث رفعت يديها المرتعشة والخجلة مجددا ودفعته هذه المرة من صدره لتوليه ظهرها وتعود تكمل ما كانت تفعله وهي تحاول التحكم بنبضات قلبها التي ټضرب بصدرها في عڼف.
ابتسم هو بنصر وخبث ثم هتف بنبرة عادية
ولم يلبث للحظة بعد إنهاء عبارته حتى نزل بنظره على طول جسدها وقال في لهجة حازمة وآمرة
_وطبعا مش محتاج كل مرة أقولك وأفكرك تغيري هدومك قبل ما تنزلي وتلبسي حاچة زينة وواسعة
لوت فمها بقرف وهي توليه ظهرها ولم تجيب بينما هو فاتجه نحو الفراش وجذب جلبابه وارتداه ثم اقترب من المنضدة وجذب فرشاة شعره مسرحا شعره الذي لم يستغرق سوى ثواني ومن بعدها غادر وتركها....
كانت فريال في طريق عودتها للمنزل وهي عبارة عن جمرة من النيران المشټعلة