الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

في صباعها.. وبس فالح تقولي أنا هربيها وعارف أنا بعمل إيه واللي أنا شيفاه أن هي اللي بقت ممشياك وراها ياولدي ولو فضلت بتديها وش زين إكده علطول هتركب وتدلدل رچليها ومحدش هيقدر عليها ولا حتى أنت ووقتها هتقول عندك حق ياما
رمق والدته شزرا بعد ما تفوهت به ورأت الډماء تحتقن في وجهه بشكل مريب ليسكتها هو بصيحة لا إرادية
_بزيادة ياما مش عاوز اسمع كلمة زيادة أنا على أخرى أساسا 
صاحت به منفعلة دون اكتراث لما يقوله
_ويزيادة ليه ولا الكلام تقيل وچننك.. مش قادر تسمع حقيقة أنها بقت ممشياك وراها وبقت كلمتها هي اللي تسير عليك مش أنت شوية كمان وتبقى هي الراچل 
رمق أمه بنظرة اقسمت أنها لم تراها في عيني أبنها مطلقا من قبل ونظرته ارعبتها هي شخصيا وتلقائيا جعلتها تلتزم الصمت ثم ألقت عليه نظرة أخيرة قبل أن تستدير وتنصرف لتترك ذلك البركان مع حممه التي تغلي بأعماقه وتنتظر اللحظة المناسبة لټنفجر وتدمر كل شيء.
بالداخل نظر عمران لها ولحالتها المرتعدة وعيناها الدامعة وهو يبعتد عنها ويقول بلهجة آمرة لا تقبل الجدال
_ظبطي هدومك دي وحصليني طوالي وياويلك لو فكرتي تعاندي معايا
تابعته وهو يبتعد ويغادر الغرفة ليتركها كالصنم مكانها تحاول الصمود والتحكم بنبضات قلبها من فرط خۏفها ودموعها التي تتصارع للسقوط لم تكن بحال يمكنها من مواجهته ثانية وقررت الامتثال لأوامره حيث عدلت ملابسها جيدا وقادت خطواتها خلفه للخارج بوجه شامخ رغم الدمار الذي بداخلها.
توقفت مدهوشة عندما وجدت نفسها أمام غرفة منى وهو بالداخل يشير لها بعيناه التحذيرية أن تدخل ففعلت على مضض ودخلت لتلتقي نظراتها بعين تلك الأفعى التي تتصنع البراءة أمامهم وحين التفتت تجاه عمران لتفهم منه سبب مجيئها لهنا فأشار لها بنظرة فهمتها لكنها تطلعت إليه بدهشة فتجده يرسل إشارة تحذيرية أخرى مرعبة لتخفض نظرها عنه مجبرة وتتطلع في وجه منى تهمس بصوت مقتضب ونفس مقهورة لكنها لا تظهر ذلك الضعف أبدا
_حقك عليا سامحيني 
ابتسمت لها منى بود متقبلة اعتذارها لكن خلف تلك الابتسامة كان المكر يسكن أما آسيا فألقت نظرة على عمران كلها خذي وڠضب امتزج بحرقتها قبل أن تندفع وتغادر تتجه لغرفتها من جديد.. فور دخولها صفعت الباب ووقفت تستند بظهرها عليه تطلق العنان لدموعها الحارة أخيرا.. تبكي پقهر ومرارة...

داخل منزل حور تحديدا بغرفتها كانت تجلس فوق فراشها وبعقلها ألف شيء جميعهم يحلقون معا بنفس الوقت في سماء ذهنها من جهة دراستها واقتراب الامتحانات ومن جهة مرض والدتها واهتمامها بها ومن جهة أخرى ابن خالتها وأيضا بلال وتصرفاته الغريبة معها يتجاهلها وإذا مر من جانبها حتى لا ينظر لها ولا يلقي التحية وكأنها غير مرئية ولا يمكنها إنكار حقيقة أن تجاهله وعدم اكتراثه بأمرها أزعجها جدا ومزق قلبها.. ومع الأسف فوق كل هذا لا تفهم سبب تلك التصرفات الجافة.
فزعت وانتصبت جالسة عندما انفتح الباب فجأة ودخلت شقيقتها التي أسرعت وجلست بجوارها تسألها في اهتمام
_مالك ياحور أنتي مش ملاحظة إنك ليكي وقت طويل في الأوضة مبتطلعيش وقاعدة دايما سرحانة وفي ملكوت تاني 
ردت بعبوس
_عادي بفكر في الامتحانات وشايلة همها بس 
هزت شقيقتها رأسها بعدم اقتناع وقالت
_من امتى أنتي بشيلي هم الامتحانات أنتي دايما بتدخلي مرتاحة ومش بتشيلي همها.. في إيه بقى قولي يلا 
التزمت الصمت بيأس دون أن تجيب فوجدت شقيقتها تقول مبتسمة
_ليه علاقة بابن طنط عفاف الولد اللي اسمه بلال! 
اتسعت عيني حور پصدمة وراحت بسرعة تسألها في عدم فهم
_مين

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات